مدن للحياة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

مدن للحياة !

مدن للحياة !

 صوت الإمارات -

مدن للحياة

عائشة سلطان

أومن بأن كل مكان على وجه الأرض، بإمكانه أن يكون أجمل وأكثر رحمة ومناسبة لحياة البشر، ببعض العناية وكثير من اللون الأخضر، قبل تشييد الأبراج ومباني الزجاج الصقيلة والمرايا المتوهجة، فبحسب نظرية الاحتياجات يرغب الإنسان في أن يتنفس قبل حاجته لأي شيء آخر، ويتطلع للأمان والتقدير والحرية قبل أن يفكر في الكماليات والمظاهر وأبراج الزجاج وشوارع الإسفلت، إن الحياة في نهاية المطاف فكرة، كل يعبر عنها بطريقته ويحياها كما يؤمن بها، لقد علمتني أمي أنه في البدء كانت الفكرة وكان الإنسان وكانت الشجرة، وأن أول الحضارة استقرار ومستلزم الاستقرار وجود الماء ونتيجته الزراعة ومحصلته تكوين المدن والحضارات !

أقمت في فندق رائع وشديد البذخ في إحدى مدن الصحراء لعدة أيام، لكنني كلما نظرت من نافذتي في الطابق العاشر اعتراني إحساس بالوحشة وبأن الحياة تكاد تكون خالية من الحياة ! تماما كما نظر الراحل أنيس منصور ذات شتاء من نافذة غرفته في مدينة طشقند، فلم ير سوى بياض الثلج يخيم على امتداد المكان حتى نهاية الأفق، نعم هناك حركة بناء وأبراج ومجمعات سكنية، لكن الحياة لا تتمظهر في ذلك فقط، كنت أفتش كل صباح عن فكرة للكتابة فلا تلمح عيناي سوى سيارات تتسارع في ذلك الشارع المقفر، وفي البعيد بحر فقد لونه وبيوت لا تكاد ترى لشدة الغبار والحرارة، وفي البعيد بدا اسم شركة شهيرة، الأشجار تكاد تكون معدومة والخضرة لا وجود لها إلا على حواف سور الفندق !

نعلم أننا مدن ملح انبثقت من قلب الصحراء وأن هذا القلب قاحل وشديد الجفاف، لكن الحضارة رؤية كامنة تتطلب عملاً وتحتاج إرادة، وأن مؤسسنا الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حين قرر أن تكون هناك وحدة تجمع أبناء وإمارات الصحراء، قرر في الوقت نفسه أن ينقلهم من التفرق للوحدة، ومن أحزمة الجفاف إلى الأحزمة الخضراء، فزرع بيديه ووضع الماء الدافق تحت الأشجار بنفسه، وأمر بأن تزرع الصحاري والفيافي والجزر التي تفصل بين الشوارع وحتى الجبال أمر بأن تجهز بتقنيات الري وأن تزرع، والنتيجة أن الذين يعيشون أو يذهبون اليوم لمدينة العين مثلا يتلمسون مدى رقة المدينة وعذوبتها واخضرار آفاقها لكثرة ما اهتم الشيخ زايد بزراعتها وتشجيرها، وليست العين سوى مثال حي ضمن أمثلة لا تعد ولا تحصى !

لنتفق على حقيقة خلاصتها أننا جميعاً في تطوافنا بكل المدن اكتشف أكثرنا أن هناك مدناً بنيت ليعيش فيها الناس، لا ليسكنوها فقط، فهناك فرق بين أن تعيش في مكان بكل حواسك واحتياجاتك تؤسس فيه ذاكرة مكتنزة تحبها وتحترمها، وتراكم تاريخاً لا تنكره ولا تتبرأ منه لأي سبب، ثم تتزوج وتنجب أطفالاً يعيشون كما عشت في المكان نفسه ويكون لك أصحاب على امتداد تلك الذاكرة، وبين أن تسكن مكاناً أو مدينة لهدف أو سبب محدد، لتعمل ثم تمضي، لتجمع مالاً ثم ترحل، لتحقق غاية ثم تغادر عازماً على عدم العودة، أو أن تعيش طوال عمرك بإحساس الغريب المستظل بشجرة يقلب بصره في الأفق انتظاراً لفرصة رحيل سانحة يقتنصها، بعض المدن لم تؤسس للحياة ولا يمكن للحياة فيها أن تكون سوى حياة مؤجلة أو حياة طاردة، تلك مدن مر بها بعضنا أو قرأنا وسمعنا عنها ذات يوم !

الناس في كثير من مناطق العالم أعادوا بناء مدنهم بعد خراب الحربين العالميتين، استفادوا من رحمات المطر والطقس والخضرة وإرادة الحياة وفكرة الحضارة والحرية، أنتجوا لأنفسهم مدناً صارت بهجة للقلوب والأبصار والأرواح، ليحيوا فيها ولتحيا فيهم مانحة إياهم كل متطلباتهم واحتياجاتهم الإنسانية والبشرية معاً.

.

كلنا نحتاج هذه المدن ونتوق إليها ونسافر بحثاً عنها أحيانا !

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن للحياة مدن للحياة



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 20:33 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لقاح أميركي لمريض الشرق الأوسط

GMT 20:29 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الفراشة تولِّد إعصاراً

GMT 20:26 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

عندما ولدت دولة كبرى هنا

GMT 07:22 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 10:48 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الجمعة 31 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الجدي

GMT 00:00 -0001 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شهر مفصلي أنت على مفترق طريق في حياتك وتغييرات كبيرة

GMT 12:29 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

أمينة بالطيب تُشير إلى سبب حبها لمجال الرسم

GMT 17:02 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

كلبٌ وحكيم

GMT 13:04 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

فيل يحول أحد أعضائه إلى خرطوم إطفاء

GMT 18:42 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

موديلات فساتين زفاف صيفية للعروس العصرية

GMT 19:15 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

نادر السيد ضيف إبراهيم فايق في "نمبر وان"

GMT 01:02 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي ماسكات جمالية من قشور الليمون عليكِ تجربتها

GMT 06:59 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي اسهل طريقة تبييض الوجه وتقشيره بالقهوة

GMT 01:55 2015 الأحد ,05 تموز / يوليو

سانتي مينا ينتقل إلى صفوف "فالنسيا" رسميًا

GMT 20:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي

GMT 17:37 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

مرصد الإمارات الفلكي يحيي الليلة العالمية للقمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon