فــــوارغ
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

فــــوارغ

فــــوارغ

 صوت الإمارات -

فــــوارغ

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

1- فوارغ الصورة
في أيديهم الحجارة (غالباً)، وفي أيديهم فوارغ الطلقات (أحياناً). هؤلاء أولاد الانتفاضة وشبابها.
في أيديهم العدة، وغالباً: مباضع ومشارط وملاقط، وفي أيديهم، أحياناً: رؤوس المقذوفات على أنواعها. هؤلاء هم الأطباء. ماذا عن حواشي الصور:
فوق رؤوسهم شهيد جديد. نعشه محفة إسعاف أولي. الشهيد فوق الأكف المرفوعة حتى أقصاها. يتموج حشد المشيعين.. لأنهم يتبادلون رفع النعش. لأن لمسيرة التشييع شيئاً من دوّامات الماء والهواء. لأن الصدور تهتز على إيقاع هتاف الحناجر.
.. ولأن جثة الشهيد (مكشوف الوجه) لا تزال طرية. لأن الشهيد فتى طريّ العود (غالباً).. وانطفأ نور عينيه، ولم يسعف الوقت لإسبال جفني عيني الشهيد.
يأخذك الحشد. يأخذك إيقاع الهتاف تأخذك «زينة الشهيد» من علم يعلو بطانية المستشفى (أو بطانية البيت، وربما كان يتدثّر بها الشهيد.. قبل أن يخلد إلى النوم العادي).. أو يأخذك نومه الأبدي، بعينين نصف مفتوحتين، أو جفنين نصف مغلقتين. تأخذك عيناك إلى الوميض في عيون المشيّعين، ثم تأخذك إلى عيني الشهيد نصف المغلقتين؛ وجفني عينيه نصف المطبقتين.
تهتز الجثة الطرية، للشهيد طريّ العود.. في طريقها إلى القبر الطريّ، دون أن تهتزّ جفنا عينيّ الشهيد. غام لون الحياة عن عينيه، لا كما تغرب شمس الأصيل. مع إيقاع التشييع يهتزّ رأس الشهيد، كأنه يقول هزّة النفي: (كلّا. كلّا)، أو كأنه يقول هزّة القبول: (نعم. نعم).
كل تعابير اللغة تبدو فارغة عن التعبير: نور عيني. إنسان عيني. بؤبؤ العين. حدقة العين. رموش العين. عصبة فوق رأسه (كوفية، أو قماشة خضراء): «لا إله إلا الله، محمّد رسول الله».. أو عَلَمُ البلاد والشعب.
ترفّ الجفون كذا مرّة كل دقيقة. يضرب القلب كذا ضربة كل دقيقة. زفير وشهيق كذا مرة كل دقيقة. لن ترفّ جفونه إلى الأبد. قلبه دقّ على إيقاع الرصاصة.. ثم دقّ دقّته الأخيرة. هل سمع صرخته؟ هل أحسّ بآخر زفراته وذهب إلى نومه الأبدي بعينين نصف مفتوحتين، وجفني عينيه نصف المطبقتين؟ إنه يستودع وقيد عيون مشيّعيه. إنه يشيّعنا عندما نشيّعه. ننسى أن يباس الموت يبدأ بالجفون، كما وسن النعاس يبدأ بالجفون. هذا وسن النوم؛ وذاك وسن الموت. لا وسن مطلقاً لهذا الهتاف: «يا شهيد ارتاح. ارتاح.. احنا نكمّل الكفاح».

2 - فوارغ الكلمات
تكثر الكلمات المشحونة بالشعارات القديمة، بالأحلام المتجدّدة، بالأفكار المسافرة بسرعة انفجار الصوت. لا أحد يتوقف، عندما ينكسر الهدوء، لالتقاط فوارغ الكلمات. في الاشتباكات عن قرب لا يسأل الضابط جنوده عن أمشاط الرصاص. وفي الكلمات المرافقة للاشتباكات، لا أحد يسأل أصحاب الهتافات العالية المشحونة بالشعار، بالحلم، بالفكرة.
مسموح بزلّات اللسان كلها وقت الغضب. مسموح بحركات الأيدي كلها وقت الانفعال. مسموح بكل أنواع التعابير على الوجه الإنساني (الإنسان ملك التعبير، أيضاً).
.. وعندما يأتي الهدوء، يواصل البعض إطلاق الكلمات المشحونة.. ببارود لم يشاركوا بإطلاقه.. بارود رطب.

3 - فوارغ الأفكار
«لن نفاوض تحت وطأة العنف». «لن نفاوض قبل عودة الهدوء». «لن تحصلوا على شيء بقوة الحجر». هذه أفكار فارغة إسرائيلية لا تزال قيد الاستخدام. أعجبني صحافي إسرائيلي سَخِرَ من فوارغ الأفكار هذه، بقوله: «منذ العصر الحجري لم يحقق الحجر ما حققه للفلسطينيين سياسياً».
«يشع» (مجلس مستوطنات: «يهودا والسامرة» وغزة) قرر بدء «انتفاضة يهودية» ضد الفلسطينيين. قال: إذا لم تكن الطرق سالكة وآمنة في «يشع» لليهود، لن تكون سالكة وآمنة للعرب.
«يشع» ينهض ضد فلسطين، كما فزع «يهوشواع» ضد الفلسطينيين. إلى اليوم، يستعير الإسرائيليون الجدد أسطورة يهوشواع بن - نون الذي أطلق النفير، فتزعزعت أسوار أريحا (لأن هتافهم هزّ السماء، فاهتزّت الأرض، فزلزلت، فتساقطت أحجار السور)؟!
مستوطنات «يشع» خلف أسوار شائكة، والفلسطينيون يطلقون عليها صراخ الانتفاضة وحجارتها. يمكن استعارة الأسطورة، لكن لا يمكن لـ «يشع» استعارة الانتفاضة الفلسطينية بـ «انتفاضة يهودية» مضادة. ألم يحاولوا، في البداية، قاذفة حجر أوتوماتيكية.. ثم لجؤوا إلى القتل بالتسديد عبر نواظير بأشعة الليزر.
بعد قليل، سيقولون: إن «الييشوف الفلسطيني» في دولة إسرائيل بدأ مسار انفصال واستقلال عن إسرائيل. هناك هندسة عكسية، وهندسة فراغية، لكن لا توجد هندسة لـ «فوارغ الأفكار». قالوا بفكرة فارغة: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». أنظروا إلى أين أوصلتنا (هم ونحن) هذه الفكرة الفارغة.

4 - فوارغ المشاعر
لا متّسع لها في أرض مزدحمة جدّاً. هناك على الجانبين من يندم على أوسلو (في الحرب نندم على السلام، وفي السلام نندم على الحرب). نذهب إلى فوارغ: الصور، الكلمات، والأفكار.. ولو بدت جميلة، مثلما قال رون بوندك، أحد مهندسي أوسلو: «لعرفات هدف وليس له إستراتيجية، ولباراك إستراتيجية وليس له هدف».
.. وهذا لعب المشاعر بالأفكار.

من قديم حسن البطل
10 – 10 - 2000

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فــــوارغ فــــوارغ



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 21:01 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الجوزاء

GMT 19:57 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج السرطان

GMT 19:38 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

وفاة امرأة مع استمرار اشتعال الحرائق في كاليفورنيا

GMT 17:49 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 31 نوفمبر/ تشرين الثاني لبرج الميزان

GMT 01:49 2018 السبت ,28 تموز / يوليو

يورجن زوب يبلغ نصف نهائي بطولة جشتاد للتنس

GMT 16:44 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

لا للانتحار الفلسطيني…

GMT 17:04 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

طرح الملصق الدعائي الأول لمسلسل "أبو عمر المصري"

GMT 15:39 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ محمد بن راشد يحضر أفراح الحميري والفلاسي

GMT 00:46 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دار ميناز تقدم مجموعة مميزة ولافتة للمحجبات لعام 2018

GMT 08:39 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"زايد للكتاب" تعلن القائمة الطويلة للمؤلف الشاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates