حيفا؛ شمّة هَوا لفحة هوى
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

حيفا؛ شمّة هَوا.. لفحة هوى!

حيفا؛ شمّة هَوا.. لفحة هوى!

 صوت الإمارات -

حيفا؛ شمّة هَوا لفحة هوى

حسن البطل
بقلم ـ حسن البطل

في الدوّار ثلاث دوائر، وفي الدوائر الثلاث ثماني نخلات.. يا له من توصيف مُجحِف، لولا أن الدوّار الجديد يحمل اسم الذي على شاهدة قبره نقشوا وصيته: «باق في حيفا».قبل ثماني سنوات، وعلى وجه الصبح، قادتنا سهام داود إلى صاحب القبر الرخامي المضيء، ربما لأن القمر كان في تمام البدر. سنراه في غزة مرّة واحدة. سنراه في رام الله عدداً من المرّات.. لكن، ما أن رآنا ورأيناه أوّل مرّة في نيقوسيا.. حتى جلجل صوته على الباب.. وسيظل يجلجل « والله لو شافكو شارون لقال خسرت ها الحرب».بعد غيبة ثماني سنوات عن حيفا، حضرنا لنحضر، على صهوة الكرمل تماماً، تأبين ذكرى الأربعين لصاحب الميدان في رام الله، أو لصاحب القبر الجنوبي العالي.. أو لصاحب الغياب الذي يزداد سطوعاً في حضوره. سهام شابت.. وابتسامتها البيضاء أكثر بياضاً.حيفا من هنا بدأت / وأحمد سُلّم الكرمل / والندى البحري والزعتر».. هل بدأت حيفا من وادي النسناس، والحليصة ووادي الصليب ومن البور؟ نزلتَ من الكرمل أم تصعدُ إليه؟ أم يبدأ الكرمل من سفح الجبل (هدار هاكرمل)؟ من «شارع بن غوريون» الذي يقودك صعوداً إلى «شارع هرتسل».. أم من «دوّار اميل حبيبي» تبدأ حيفا الحقيقية.. حيفا - البلد؟للشاعر أن يرى ما يريد؟ فلمّا رأيتُ ما رأى الشاعر، من سفح الجبل ومن صهوته، فهمتُ ماذا يريد أن أرى. رأيت، ليلاً، أن للكرمل سُلّماً فعلاً. إنه مرقى من 500 درجة. إنه العَلَمُ الأبرز على سفح الكرمل. إنه يشبه نخلة خرافية مشعشعة بالضوء.. وهذا هو معبد البهائيين. إنّه الدليل الأوّل في مفتاح المطوية (البروشور) السياحي عن مزارات مدينة الكرمل، يصعده البهائيون وحدهم في طقسهم وحدهم.. لكن، نحن صعدنا الكرمل، من دوار اميل إلى شارع بن غوريون، فشارع هرتسل. هناك على صهوة الكرمل، في قاعة تشبه ما يشبه قصراً ثقافياً قال الشاعر: «كل ما كان منفى يعتذر إلى كل ما لم يكن منفى». هل ذهبت منافينا سدى؟ لا أعرف!بعد أقل من 30 ساعة، وقفت ليلاً على التلّة حيث يرقد صاحب القبر العالي. لم أعتذر إلى البلاد من المنفى أو إلى المنفى من البلاد. اعتذرت من الشاعر لأنني بُسْتُ يد ورأس أمّه في غيابه. «جايين من رام الله يمّا».. وفي الوداع قالت بصوت واهن: «سلموا لي على ولدي يمّا». يا الله كم يشبه أمّه هذا الذي صار نجيب إخوته، هو أكثر من شقيقيه أحمد وزكي (الشقيق الثالث نصولي نزيل
المستشفى). له لون عيني شقيقه أحمد.. وله، وحده من بين إخوته، أصابع أمّه.. طويلة ورشيقة.. وتلك الحركة براحتي يدين مفتوحتين وأصابع منفرجة، تبدأ من جوار مكمن القلب وترسم فضاءً ممتداً ومفتوحاً. كما رأيتم الشاعر يتلو قصائده عليكم.لسيّد الكلام أن يتسيّد الكلام. لشقيقه زكي أن يقتصد في كتابة القصص.. وأمّا شقيقه أحمد فله أن يقلق، وهو أستاذ المدرسة، على اعوجاج لغة الضاد على ألسنة الجيل الجديد.. ولي أن أبتسم، ربما لأن حيفا بقيت حيفا، وعكا صارت عكو، ويافا صارت يافو.. أو لأن على بوّابة تلك الصالة على صهوة الكرمل كلمة واحدة بالعبرية وسهم (عل - طقس) أي (إلى مكان الاحتفال). كم عاصمة لهذه البلاد؟ لشعبي / شعوب هذه البلاد؟ تل أبيب، القدس، رام الله.. ولكن حيفا بالذات عاصمتي.. مسقط رأسي، وأيضاً بها كان يبدأ أول حلم العودة: حيفا.. يافا.. عكا.صاروا في إسرائيل يحكون عن نمط المواطن تل - أبيبي، وعن نمط المواطن المقدسي.. وأمّا حيفا فهي عاصمة لسلامٍ أندلسي بعيد. حيفا مدينة والمدينة بلد.. وحيفا العربية هي عاصمة المدينة أو هي بلد - البلد. عكا العربية هي، نوعاً ما، بلد - البلد، قلب المدينة.. وأما يافا فلا طاقة لها بتل أبيب.حمّص وفول في وادي الصليب، وتعلّمت شيئاً من كثرة البيوت العربية المغلقة. صاحب المطعم حملته الريح من أقرت. عرب وروس ويهود يوحّدهم صحن الحمّص. «يا دار.. يا دار إن عدنا كما كنّا..» أو «تنعي من بناها الدار».حمصّ وفول على شرفة المحامية نائلة عطية.. وتعلمت شيئاً. كانت تحكي بالروسية فسألها روسي أن تعلّمه بالعربية (المي باردة).. لماذا؟ قال: جميع الصيادين هنا عرب. «مَن لا برّ له لا بحر له»، فإن كان الصيادون عرباً فقد كانت المدينة عربية.. ليكن أنها صارت مدينة الشعوب الثلاثة.
للبحّارة مفردات لغة البحر. يقول الريّس الذي على الدفّة ( أنوا anawa- إلى الأمام) أو يقول (أونوري - إلى الوراء).
* * *
احتفالية حيفا تقول: «لا هناك سوى هنا..» واحتفالية رام الله تسأل: «هوية الروح» ولصاحب القبر العالي على التلّة ههنا أن يترك السؤال معلقاً: الفكرة والدولة.لي أن أسأل: ثلاثة نهارات وليلتان هل كانت «شمّة هوا» أو كانت «لفحة هوى»؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حيفا؛ شمّة هَوا لفحة هوى حيفا؛ شمّة هَوا لفحة هوى



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 17:32 2018 الإثنين ,05 آذار/ مارس

تعرف على أفضل صيحات طلاء الأظافر في 2018

GMT 20:35 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط البريطانية تعتمد تطورات على متن طائراتها

GMT 09:29 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

سميرة سعيد تخطف كلارا عطا الله من أحلام وراغب وحماقي

GMT 05:38 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

مسعود أوزيل يعلن اعتزال اللعب دوليًا

GMT 15:35 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مي سليم تُوضّح دورها في فيلم "قرمط بيتمرمط"

GMT 08:40 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على المواصفات الكاملة لسيارة "رينو داستر 2017"

GMT 08:00 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

MBC مصر تعرض الجزء الأول من "كابتن أنوش" الخميس

GMT 03:54 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

قرعة كأس كرة اليد المصري تؤهل الأهلي إلى ثمن النهائي

GMT 15:59 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مدحت تيخا يكشف عن أصعب موقف قابله في "عمارة رشدي"

GMT 22:53 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

المطرب الكبير محمد رؤوف يتحدّث عن مشواره في فرقة رضا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates