حنّا مقبل «لاند»
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

حنّا مقبل «لاند»

حنّا مقبل «لاند»

 صوت الإمارات -

حنّا مقبل «لاند»

حسن البطل

بين بلدة الطيبة والأغوار طريق التفافي لا يستأهل وادي النار الموصل الى بيت لحم ان يقف عن يمينه، إلا رقماً من مرتبة واحدة .. وبعد فاصلة وصفر. على رمية الصدع، أو الانهدام، يترنح الطريق، كأنه طفل يحبو، وهلعه يجعله يتشبث بأقدام الجبال. لا توجد في هذه الضفة جبال كالجبال. لكن، التلال، بعد الطيبة - لها قامة الجبال السامقة.
قطعة أرض تفسر لك تضاريس القمر، كما تفسر لك ماذا تعني عبارة «العرجون القديم». بالمعنى القاموسي لهذا الوصف القرآني، فإنك أمام شيء يشبه ثمرة بلح جف معظم مائها.
في صبا الربيع، لعلك تشتهي يدك عملاقة لتمر على الكلأ الأشبه بزغب عصافير في وكرها، او الأشبه بزغب العذروات تحت سن الخامسة عشرة. آنذاك أحسد أسنان الماعز، وبخاصة السخل الصغير، الذي له - في عمره الباكر هذا - عيون تستعير جمالاً من عيون الغزال.
سائقنا الشاب، الذي يحمل زناراً بنياً في «التايكواندو» لا يخذل جسارته المكتسبة. بيسراه ينزل بنا من هذا العلو، فنخجل - نحن الذين طرقنا جبال لبنان الوعرة - ان نرجوه تعزيز يسراه بيمناه.
لا نستطيع ان نلوم عماد لأنه قصرّ عن نيل حزام الدان الأول، وانصرف في الانتفاضة الى «ضرب الحجار». شخصيا، صرت اخجل أن أسدي نصائح لشاب في نصف عمري، بينه وبين أولادنا الكبار «فشختين» او ثلاث من السنوات.
الواحد منّا لا يندم عن تقصيره في سن عماد، عندما «بطّل» مشواراً كان سيقوده الى شهادة الهندسة .. وأنا «أهدهد» ندمي الخاص، لأن مشواري انتهى بي الى هذه الصنعة، بدلا من ان يوصلني الى مرتبة الأستاذية في «الجيوبولتيكا».
من بلدة الطيبة حتى مشارف بطاح الغور، استعيد ما درسته عن «الطيّات» الصخرية، البسيطة منها والمعقدة .. وأحياناً «الأغشية المجرورة». مع ذلك، ففي هذه التلال التي ترقص مع الافق «رقصة السماح» الدمشقية، او «رقصة الدراويش» لا تعدم العين المدربة ان تقنص، هنا وهناك «طبقات مائدية .. تخال انها ستكون تمام الاستواء المنفرج 180 درجة لو وضعت عليها «زيبقاً» كبيرا، كالذي يستخدمه البناؤون استخدامهم لـ «الشاقول لضبط الزاوية القائمة 90».
بعض التوسيعات لبعض المنعطفات و«الأكواع» تمنحك فرصة لترى «عظام الأرض» عندما كانت تنام في مستقر البحر .. انها المتعة الفلسفية التي يمنحك إياها مقطع عرضاني لجذع شجرة سمينة، يقولون: «أكل الزمان عليها وشرب» .. لعله أكل على «طبقات مائدية» هنا .. لكنه يستسقي السماء.
ينطق الصخر بعناصره الأساسية، فتنطق تربة ذلك الصخر بتركيبها الكيميائي .. آنذاك، يحكي النبات بلسان الجيولوجيا لا بلسان المورفولوجيا (علم أشكال الأرض). واللغة التي تنطق بها سفوح التلال (التي جعلها التفاوت المورفولوجي من بلدة الطيبة إلى أول بطاح الغور أشبه بالجبال) لا تزيد عن كونها صلاة استسقاء دهرية لربيع يكون اكثر ربيعيا من ربيع آخر، فترتدي التلال غلالة خضراء زغبية، فاذا نظرت الى سفح منها تسير عليه قطعان الضأن والسخل، تكاد تسمع ثغاء الشكر ترفعه السفوح الى السماء، لأن القطعان كأنها العلامات الموسيقية السبع، والتل أشبه بمفتاح «الصول».
منذ ان نغادر الطيبة أقول لأصحابي، ها نحن ندخل «حنا مقبل لاند» .. لا لشيء إلا لأن نظرة خاطفة الى زاروب يصب في الشارع الرئيسي، تشير لك الى «شارع الشهيد حنا مقبل».
بالتأكيد، لم يدرس زميلنا حنّا حرفة الصحافة. وشخصياً، لم أكن اعرف انه ولد في «الطيبة». لكن، الاستدلال المنطقي يكفي برهانا للترجيح، وللقول: ترى كم مرة هبط حنا مقبل من ذلك الزاروب، وهبط هذا «الطريق الالتفافي» الخرافي الى «قعر العالم» في أريحا؟
ألهذا كان حنّا مقبل أحد أهدأ الزملاء المؤسسين لاتحاد الكتّاب الصحافيين الفلسطينيين؟
يمكن ان حنّا مقبل فهم أسباب انعطافات في الطريق الى الغور (صعوداً او هبوطاً). لكن عند انعطاف سياسي يسمى «السلطة الوطنية» تردد قلم حنا مقبل. ترك طاولته في مكاتب «فلسطين الثورة» وافسح المجال لنا لندافع عن «خط السلطة الوطنية» الذي حدسه حنّا كثير الاعوجاجات، كما الطريق من الطيبة الى الغور.
.. أو حدس أن ما بقي له من العمر لا يكفيه زاداً ليسير في «التفافي» السلطة الوطنية. لكن أصحاب الطريق «المستقيم جداً» من دعاة الثورية العربية الغوغائية، وحراس «الوصاية، والتبعية والاحتواء» اطلقوا الرصاص على رأس حنا مقبل في قبرص.
نمرُّ من الطيبة. نقول: رحمك الله يا زميلنا حنّا، فيقول بهدوء: رافقتكم السلامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنّا مقبل «لاند» حنّا مقبل «لاند»



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 20:33 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لقاح أميركي لمريض الشرق الأوسط

GMT 20:29 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الفراشة تولِّد إعصاراً

GMT 20:26 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

عندما ولدت دولة كبرى هنا

GMT 20:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 12:18 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

تسريب صور سيارة Yukon الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 22:35 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

حيل بسيطة لتوسيع العين بالمكياج خطوة بخطوة

GMT 15:59 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

تعرفي على طرق وضع مكياج العيون الواسعة

GMT 00:03 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

تفسير قوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates