درس حادث القطار الوزير ليس دائماً على خطأ
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

درس حادث القطار: الوزير ليس دائماً على خطأ

درس حادث القطار: الوزير ليس دائماً على خطأ

 صوت الإمارات -

درس حادث القطار الوزير ليس دائماً على خطأ

بقلم - عماد الدين أديب

أعرف أن كلامى هذا حول حادث القطار فى مصر سوف يفتح علىّ أبواب جهنم، لأنه ليس شعبوياً، وضد التيار.

اخترت أن أنتظر قليلاً بعد أن تهدأ المشاعر، واحتراماً وتقديراً لحالة وعواطف أهالى الشهداء والجرحى الذين نالهم الضرر العظيم من هذا الحادث المخيف والمؤسف.

وأستطيع أن أقول إن هؤلاء ليسوا وحدهم من ضحايا الحادث، لكنّ هناك -بالتبعية- ضحايا آخرين تأثروا وبشدة من الآثار المدمرة لهذا الحادث الأليم.

من هؤلاء السيد وزير النقل المهندس هشام عرفات، الذى تقدم طواعية، ومبادراً، بالاستقالة رغم أنه بدأ عمله فى فبراير 2017 فى حكومة شريف إسماعيل.

وأنا والله العظيم لا أعرف الرجل، ولم أقابله ولو مرة فى حياتى، وليس بينى وبين أصدقائى من الدرجة العاشرة من يعرفه.

لكننى أقول بضمير مرتاح، إن هذا الرجل الذى يعد واحداً من أفضل الوزراء الذين شغلوا هذا المنصب «الخطر والصعب» من الرجال ذوى الكفاءة والإخلاص والنزاهة، وكانت لديه رؤية وخطة متكاملة لتطوير هذا المجال.

وسكك حديد مصر ليست حالة جديدة على مرافق النقل فى مصر، فالتاريخ يقول لنا إن أول خط حديدى فى مصر تم إنشاؤه عام 1851، وبدأ تشغيله عام 1854، وهى الثانية فى العالم، حيث تأسست بعد تأسيس السكك الحديدية فى بريطانيا، وهى تنقل اليوم 1٫4 مليون راكب يومياً، ويبلغ أسطولها 3500 عربة ركاب، ويبلغ طول شبكتها 9 آلاف كم.

المهم، أن هذا الرجل، أى الوزير المستقيل، تحمّل على الفور خطيئة سائق قطار يمكن أن يوصف بالحماقة والإهمال وعدم تقدير المسئولية، وأترك تكييف التهمة بدقة وبشكل جنائى لجهات التحقيق وللقضاء العادل.

وفى رأيى أن استقالته كان يجب ألا تُقبل، وأن تعلق لحين انتهاء النيابة العامة من التحقيق، وتوفر إجابة صريحة وواضحة عن السؤال الحاسم والعظيم فى هذا الأمر، وهو:

هل ما حدث من جريمة مروعة هو حادث خطأ فردى يتحمله فاعله وحده دون سواه، أم أنه نتيجة طبيعية لتدهور المرفق الذى يعمل فيه؟

وإذا كان الخطأ فى هذا المرفق، فهل تصل المسئولية إلى الوزير ذاته؟

وإذا وصلت إلى الوزير ذاته، فهل تعود لأخطاء وإهمال يرجع إليه، أم أنه تراكم قديم على مر السنين؟

وهل عدم إصلاح هذا المرفق بشكل فورى يرجع إلى الوزير المسئول، أم أن هناك كلفة مالية باهظة يجب أن توفرها الدولة ما زالت لم تتوفر حتى الآن؟

إن مرفق السكك الحديدية هو مرفق حيوى للغاية، وباهظ التكاليف والأعباء على الدولة من ناحية الأجور والرواتب وأسعار المحركات والقطارات، وإنشاء آلاف الطرق والإشارات والتأمين والصيانة الدورية.

هذا المرفق يتأرجح فى مفهومه حتى الآن بين أنه مرفق خدمة عامة مدعومة، وبين الرغبة التى لا مفر منها فى رفع الدعم عنها وإدخال القطاع والاستثمارات الأجنبية فيه، وهنا سوف يأتى الصراع الأزلى بين القرار السياسى الاجتماعى، والقرار الاقتصادى المحض القائم على علاقة الكلفة بالإيراد.

هذا القطاع أطاح ظلماً بالعديد من الوزراء، أهمهم محمد منصور، والمهندس الدميرى، وآخرون من الذين تحملوا مسئولية قطاع قديم مهترئ يعانى من ضعف الإدارة، وقلة الإمكانيات، وتبعات القرار السياسى -تاريخياً- بدعم مرفق مكلف للغاية، وتحمل خسائر تراكمية لا يمكن أن تتحملها أعتى الحكومات وأغناها.

إذا أردنا أن نتكلم «شعبوياً» وندغدغ مشاعر الناس، ونبيع المشاعر فى زجاجات، ونقوم بتعليب الأوهام، ونغلف الكوارث بعبارات ثأرية تنفس عن المشاعر المحتقنة، لكنها لا تشفى ولا تسمن من جوع، نقول نعم الحكومة مسئولة، وعلى الوزير الاستقالة بدون تحقيق، وليذهب كل ساسة البلاد إلى الجحيم، ونتشدق بالدفاع عن حقوق المحرومين والغلابة والفقراء البسطاء، إلى آخر أسطوانة «التسول السياسى على جثث الفقراء».

ولكن.. إذا أردنا أن نشخص الداء بشجاعة ونبحث له عن علاج بحكمة وتجرد، فإننا يجب أن نبتعد تماماً عن منطق التنفيس السياسى، ودغدغة مشاعر الناس، ونبحث فى الأزمات «عمن يشيل الشيلة» ونقدمه قرباناً للجماهير الغاضبة.

قد يؤدى ذلك السلوك إلى تهدئة الناس بعض الوقت، مؤقتاً، لكنه لن يؤدى إلى التحديد الواضح والعملى والقانونى لمسئولية الخطأ، ووقائع الفساد والإهمال وتفاصيلها الدقيقة، مما سيجعل المسألة قائمة، والجريمة مستمرة، والملف سيظل -فى هذا القطاع- مفتوحاً إلى الأبد، مسطوراً بحروف من ضحايا المسئولين والجمهور على حد سواء.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس حادث القطار الوزير ليس دائماً على خطأ درس حادث القطار الوزير ليس دائماً على خطأ



GMT 18:04 2020 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الأمطار تغزو اسرائيل وأخبار أخرى

GMT 20:51 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

الولايات المتحدة تحاول إحباط الفكر الإرهابي

GMT 04:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

صعوبات كثيرة أمام عزل ترامب

GMT 18:48 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الحروب تقتل المؤمنين بها

GMT 00:38 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مع شاعر الشعب عمر الزعني

GMT 12:16 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 09:01 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الدلو

GMT 14:39 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الميزان

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 19:06 2020 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 30 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الثور

GMT 17:57 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 23:28 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

حظك اليوم الأثنين 28 شباط / فبراير 2021 لبرج الجوزاء

GMT 17:34 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شطب اسم ليندسي لوهان من قائمة قصر مارمونت السوداء

GMT 12:33 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر بيتكوين أكثر من 10%

GMT 13:42 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 21:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مبروك لترامب.. واللهم لا شماتة بهيلاري

GMT 09:42 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

حظك اليوم الأثنين 28 شباط / فبراير 2021 لبرج الحمل

GMT 06:45 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مدرب الشباب يؤكد ننتظر قرار الاتحاد البحريني

GMT 03:31 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

أرانب وقطط وفئران تدخل في نقاشات مجلس الأمن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon