أفّ  مِش مُمكِنْ
آخر تحديث 09:03:29 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

"أفّ .. مِش مُمكِنْ !!"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "أفّ .. مِش مُمكِنْ !!"

بقلم: حازم محمد

جلس متكئاً على مقعده المجاور للممر الذي يتوسط القطار .. إحدى قدميه تكاد أن تتعلق في  الهواء من شدة ارتفاعها فوق القدم الأخرى .. وكذلك الحال بالنسبة لحاجبه الأيمن الذي استقر في وضع لا يسمح له بالنزول لمستوى حاجبه الأيسر، وكأن كل ما فيه يرفض كل ما فيه .. الأنفاس تتصاعد وصدره يعلو ويهبط بشكل ينم عن كم من السخط الذي لا ينتهي كلما اصطدم به أحد الباعة، الذين يجوبون القطارات ببضاعتهم ، أو كلما امتدت له أيدي من تلك الأيادي الممتدة في نواحي القطار طالبة ما يسد مزاجها فضلا عما يسد حاجتها .. تحولت أنفاسه المتصاعدة إلى همهمة، وكلمات متداخلة لم أكد أتبين منها سوى بعض الكلمات المتناثرة، والتي لم تقو على الاختباء طويلا وسط حمم الألفاظ المتعاقبة التي يغلب الظن أنها ليست سوى مجموعة منتقاة من أبشع الشتائم التي تتقاذف على ألسنة العوام .. - أف مش ممكن !!! كررها بصوت متصاعد يسمح لي وللجالسين حوله بتبينها جيداً .. لم يتوقف الأمر كثيراً على موقفه من الباعة والشحاذين بل امتد الحال إلى نظرات متفرقة في وجوه الجالسين، مليئة بقدر ليس بالهين من الاشمئزاز، و بشكل يبعث الريبة في النفوس لدرجة جعلت أحد الركاب يتحسس على وجهه، لعل شيئا غير طيب قد أصابه أثناء نومه. تكررت تلك الهمهمات التي لا تنتهي .. وتعالى صوته الناقم على كل شيئ - أفففففف مش مممممممكن !!! لدرجة أصابت جميع المحيطين به بحالة من الإستياء الشديد والرغبة فى الإشتباك مع هذا الكائن المتأفف .. وفى وسط هذه الحالة الملتهبة وقبل أن يصل الوضع إلى حالة الانفجار تصاعد صوت قادم من مؤخرة العربة : - تذااااكر .. تذاااااااكر ... تذكرتك يا باشا ... تذكرتك يا بيه .. انشغل الجميع بالبحث عن تذاكرهم استعداداً لعرضها على الكمساري وفى وسط هذه الأجواء اختلستُ بعض النظرات إليه لأجد حالة من النوم المفاجئ قد أصابته، وبشكل لا يتناسب مع شخص كان يملأ القطار همهمة وضجيجاً منذ لحظات .. اقترب الكمسارى شيئا فشيئا، حتى أصبح بمحاذاته، وصاح بصوت عالٍ : - إصحى يا بيه التذكرة لو سمحت وكأنه لم يسمع شيئاً وكأن غيبوبة قد أصابته فجأة، ورغم شكله المنهك وتقاسيمه التي يظن الناظر إليها لأول وهلة إنها في حالة نوم عميق إلا أن كل ذلك لم يشفع له عند الكمساري الذي أخذ في وخذه بأطراف أصابعه، حتى فتّح عينيه بشكل متكاسل وكأنه يغط في نومه منذ يوم كامل وأخذ يتطلع في وجه الكمساري بشكل ملئ بالسخط وصاح بصوت عالٍ للغاية أصاب الكمساري بالارتباك .. - أفففففففف مش مممممممكن !!!  رد عليه الكمساري مسترضياً : - معلهش يا بيه اعمل أيه دى شغلتى .. ثم باغته سائلاً : - فين تذكرتك بقى عشان أشوف باقى الركاب .. قبل أن ينتهي الكمساري من كلمته أخذت يده في الارتعاش وصوته في الانخفاض وأشار للكمساري، حتى يقترب منه ومال على أذنيه هامسا : - لو سمحت أنا حصلت معايا شوية مشاكل وممعييش فلوس قالها وعلى وجهه ابتسامة منكسرة تبعث الشفقة في النفوس رغم ما كان عليه من لحظات، إلا إن تلك الكلمات قد أصابت الكمساري بنشوة عارمة، وكأنه وجد فيها متنفساً عما لاقاه من إهانات على أيدي الركاب في ذلك اليوم الخانق، ورد عليه بطريقة مليئة بالتشفي. - لما إنتو ممعاكوش بتركبوا ليه؟ وفالح تبصلي من تحت لفوق وأنا بكلمك.. إتررزع مكانك لحد متوصل المحطة بتاعتك .. ناس معندهاش دم بصحيح ثم انصرف ليكمل عمله في اصطياد الركاب المتهربين من دفع التذاكر، دون حتى أن يصر على طلب حق الأجرة، ويبدو أن نفسه قد طابت بتحصيل ذلك القدر المهدر من كرامته أمام الجميع، بديلاً عن حق الأجرة .. وقبل أن يبتعد كثيراً يبدو أنه أبى إلا أن يفرغ ما تبقى بداخله من حنق على وجوده في ذلك المكان المختنق، وفى هذا الجو الملتهب من شدة الحرارة، وأدار وجهه إليه قائلاً بلهجة مليئة بالاذدراء: - نزل رجلك دي واقعد زى باقي البنى آدمين اللى في القطر بلا قرف إنت مش قاعد فى بيت أبوك هنا كفايا إني سبتك قاعد ومرمتكش من القطر .. ثم انطلق بعدها بعيداً بهامة مرتفعة وبخطوات متمايلة وبزهو المنتصر فيمعركة دامية..وصاح بنشوة عارمة وبصوت متغنى: - تذااااااااااااااااااااكر .. تذاكر كل هذا الكم من التوبيخ وهو واجم ينظر إلى الكمساري بوجه تائه وانفعالات متباينة لا معنى لها .. وما إن غاب الكمساري في وسط تلك الكتل البشرية المتلاحمة في الممر الذي يتوسط القطار حتى عاد لِما كان عليه وكأن شيئا لم يكن.. ثم اتكأ إلى الوراء وبوضع يفوق ما كان عليه سابقا، وأعاد تعليق قدمه اليمنى فوق قدمه اليسرى وكأنه يضعها في وجوه الجالسين حوله، ثم أخذ نفساً عميقا أعقبه بزفرة خرجت معها كلماته المفضلة وهو ينظر إلي تلك العيون المتطلعة إليه بإستغراب شديد، وبصوت منطلق من اعماقه صاح : - أفففففففففففففف مش مممممممممممكن -

albahraintoday
albahraintoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفّ  مِش مُمكِنْ أفّ  مِش مُمكِنْ



GMT 02:03 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

أبيات كتبها شعراء عرب

GMT 02:00 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

من شعر أمير الشعراء

GMT 05:03 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

أقوال عن الفن والكمبيوتر

GMT 00:24 2021 الخميس ,18 شباط / فبراير

أبيات من شعر أبو الطيب المتنبي - ٢

GMT 09:37 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

أبيات من شعر أبو الطيب المتنبي - ١

GMT 08:36 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

أبيات قالها شعراء في الغزل

GMT 08:39 2021 الأحد ,14 شباط / فبراير

قصص هاذرة عن البشر

GMT 22:45 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

شعر عن العشاق

GMT 16:33 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شريهان تحتفل بتخرُّج ابنتها وتثير إعجاب روّاد مواقع التواصل

GMT 05:39 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

«جامعة الشارقة» تحصل على المركز الأول في التنمية المستدامة

GMT 09:26 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الملك سلمان يأمر بتنفيذ وصية سوار الذهب

GMT 04:09 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

مدافع الوحدة سالم سلطان يتعرّض لإصابة طفيفة

GMT 09:24 2014 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

مصابيح رشيقة في الجيل الجديد من "بي إم دبليو "X1

GMT 09:23 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مركز خليجي للطوارئ في الكويت

GMT 23:07 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحمل

GMT 16:16 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

100منحة تعليمية مجانية من المركز الثقافي الروسي

GMT 12:46 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تشارك جمهورها بصورة جديدة من داخل الاستديو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates