المنامة -البحرين اليوم
تعرّض مكتبي الواقع في المنطقة الدبلوماسية للسرقة من قبل مجرم محترف متنكر بزي امرأة، حيث دخل هذا المجرم المكتب خلال المساء بطريقة احترافية تعتمد على التسلق والتحطيم، وتوارى مع المسروقات عن الأنظار بكل حذر متنكرا بعباءة وحجاب وكمامة سوداء حتى لا يتمكن أحد من معرفته وذلك بحسب ما رأينا عبر تسجيل الفيديو. بعد هذه المفاجأة الكبيرة تعرضت
للانهيار كوني لم أتوقع يوما أن أتعرض لهذا الفعل إطلاقا وبهذه الطريقة الاحترافية، وقمت منهارة بالاتصال بالشرطة وطلب المساعدة، ولقد وصل منتسبي الشرطة من مركز شرطة الحورة
ومنتسبي التحقيقات في وقت قياسي للموقع، ومنذ الوهلة الأولى شعرت بالاحترافية الشديدة التي يتمتعون بها، حيث كانوا ذوي اختصاصات مختلفة، فمنهم من كان تخصصه متابعة تحركات المجرم عبر تسجيل الكاميرات من جميع المناطق قبل وبعد خروجه من المبنى، ومنهم من هو مختص بالبصمات، وكان هنالك مختصين بفحص الحمض النووي وقد أخذوا عيناتنا وعينات من
موقع الجريمة، لقد كانوا مجموعة متكاملة يعملون بنشاط كالخلية لساعات طويلة لكشف جميع أدلة الجريمة وأخبروني منذ البداية بأن لا أخاف وأنهم سيكتشفون المجرم بدون شك. بصراحة لم أكن أتوقع إمكانية اكتشاف السارق بسهولة كونه متلثم وأستخدم كمية كبيرة من مواد التطهير الموجودة في مكتبي وقام بتنظيف المكتب بالكامل قبل مغادرته ليمسح كافة آثاره، إلا إنني تفاجأت بمكالمة هاتفية من منتسبي التحقيقات في مساء اليوم التالي وبعد أقل من ٣٠ ساعة من وقوع الجريمة ليخبروني بحصولهم على المسروقات والقبض على المتهم.
صورة المجرم منقولة من صحيفة الأيامصورة المجرم منقولة من صحيفة الأيام
لقد كانت فرحتي كبيرة ولا توصف، وشعرت بالسعادة والفخر بأني أخترت الإقامة والاستقرار والاستثمار في مملكة البحرين، حيث جميعنا يعلم بأن النظام الأمني المتطور دعامة مهمة للاقتصاد والتجارة، وإن ما لاحظته من معاملة واحترافية وخبرة عالية من منتسبي التحقيقات دلالة على اهتمام الدولة الشديد بالنظام الأمني في مملكة البحرين، حيث إن العديد من الدول قد لا تولي بلاغ سرقة مكتب صغير الكثير من الاهتمام، إلا أنه في مملكة البحرين تم القبض على هذا المجرم المحترف في اليوم التالي.
لما سبق، لم أمتلك نفسي عن الكتابة عمّا حدث في المنتديات الفرنسية وأخبار الأهل والأصدقاء، وبالتأكيد طلب ترجمة كلامي للغة العربية ونشره في الصحف لأصرخ بصوت عالي: (شكرا منتسبي مركز شرطة الحورة وشكرا منتسبي التحقيقات).
وأخيرا، يهمني بأن أوصي بضرورة الاهتمام بالشركات الأمنية، حيث قضى السارق ساعتين من الوقت في مكتبي وخرج في الساعة الحادية عشرة مساء حاملا اللابتوب دون اكتراث ومتابعة من رجل أمن المبنى، حيث إن إهمال رجل أمن المبنى التابع لإحدى الشركات الأمنية المعروفة كان السبب الرئيسي للجريمة، حيث أنه دائما يلعب بالهاتف وأنه كثير التحدث في الهاتف ولا يعلم ولا يتمتع بأدنى أصول المهنة، وأتمنى إخضاع هذه الشركات لرقابة وزارة الداخلية وإخضاع جميع العاملين فيها لدورات أمنية إلزامية تنظمها وزارة الداخلية قبل ممارسة العمل، وأن لا يسلم ملاك المباني مبانيهم إلا للشركات الموثوق بها، وأن يتأكد ملاك المباني بأنفسهم من مهارة وقدرات رجال أمن المبنى.
قد يهمك ايضا
"شرطة العاصمة البحرينية" تؤكد القبض على آسيويين ببيع المواد المسكرة
اتخاذ الإجراءات القانونية حيال تجمع لأفراد من العمالة الوافدة


أرسل تعليقك