"أنونيموس" مغاربة يخترقون مواقع إسبانية

الرباط – رضوان مبشور    اخترق قراصنة مغاربة عبر الإنترنت ومجموعات "هاكرز" عدة مغاربة ومن جنسيات عربية أخرى مواقع إلكترونية إسبانية حساسة في حرب إلكترونية غير مسبوقة، ضمن حملة أُطلِق عليها شعار "الفاتحون الجدد"، تَيَمُّنَاً بفتوحات موسى بن نصير وطارق بن زياد لبلاد الأندلس، وجاءت هذه الهجمات الإلكترونية تحت ذريعة استمرار إسبانيا، الجارة الشمالية للمغرب، في احتلال مدينتي سبتة ومليلية في أقصى الشمال المغربي وجزر الكناري في المحيط الأطلسي والتنديد بالدعم الإسباني لجبهة البوليساريو الراغبة في الانفصال عن المغرب.
   وتمكَّن القراصنة المغاربة منذ صبيحة الأحد من اختراق مئات المواقع الإلكترونية الإسبانية، ووضعوا عليها صوراً لخريطة المغرب كاملة تضم مدينتي سبتة ومليلية الموجودتين على التراب المغربي والتابعيتين سياسياً لحكومة مدريد.
   ووضع "الهاكرز" رسالة على صدر بعض المواقع الإسبانية، وَجَّهُوهَا إلى السلطات الإسبانية، جاء فيها "لطالما حسبتم صمتنا عن أخطائكم القاتلة في حق الشعب المغربي الكريم نتيجة خوف منكم.. من الأندلس الإسلامية مروراً بسبتة ومليلية المحتلتين والجزر الجعفرية وجزيرة ليلى، إلى تدخلكم السافر في الصحراء المغربية والاعتداء على المواطنين المغاربة في إسبانيا، وعلى الحدود، بل حتى مراكب المهاجرين لم تسلم من وحشيتكم يا مجرمين".
   وفي تصريح لـ "مصر اليوم" ، قال أشرف المتحدث باسم الجيش الإلكتروني المغربي "نحن أحفاد عظماء الأمة العربية والإسلامية، سنكون كابوساً يؤرق مضجعهم ليلاً ونهاراً، وسنُؤَزِّم اقتصادهم المُتَأَزِّم أصلاً، وذلك باستهداف مواقعهم الاقتصادية والسياسية والإعلامية الأكثر حساسية".
   وتوقفت منذ صبيحة الأحد مواقع إسبانية عدة عن العمل بسبب هجوم القراصنة المغاربة، وعلى رأسهم موقع الدفاع المدني الإسباني و 6 مواقع إلكترونية إباحية إسبانية و 40 موقعاً لقطاعات حكومية، و35 موقعاً تابعاً لجامعة "فيغو" الإسبانية، كما تم توقيف بث إرسال إذاعات جزر الكناري والموقع الرسمي للخطوط الجوية الإسبانية.
   وانقسم الشارع المغربي بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، فهناك من رأى أن "الهاكرز" المغاربة حققوا ما لم تحققه السياسية والدبلوماسية الخارجية للمغرب، معتبرين المبادرة بالحسنة التي تستهدف أعداء المغرب وكل من يريد المساس باستقرار المغرب ووحدته الترابية. فيما انتقد آخرون الخطوة مُعتبرين أنها ستعكر أجواء العلاقات المغربية الإسبانية التي تحسَّنت في الأعوام القليلة الماضية بشكل كبير، كما أن الدولتين تجمعهما مصالح استراتيجية واقتصادية مشتركة، على اعتبار أن إسبانيا هي أول شريك تجاري واقتصادي للمغرب، كما أن المغرب هو الآخر أول شريك اقتصادي لإسبانيا خارج منطقة اليورو، كما أن نصف مليون مغربي يعيشون فوق التراب الإسباني.