أبطال فوق السطوح
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

أبطال فوق السطوح

أبطال فوق السطوح

 صوت الإمارات -

أبطال فوق السطوح

بقلم : حسن البصري

حين مات محسن فكري بين فكي شاحنة طحن ونقل النفايات، ممدا وسط كمية الأسماك التي صودرت بأمر من رجل سلطة يبعث في دواخلنا حكاية بوعزيزي تونس الذي أشعل فتيل الحراك العربي، حين قرر محسن الموت بين الحيتان الصغيرة ضدا على قرار الحيتان الكبيرة، تذكرت اللاعب الدولي المغربي عبد الكبير التيسير، الذي اضطر لبيع الأسماء في حي بوركون بعد أن ضاقت به السبل، وتحول إلى بائع متجول يراوغ كل يوم "مخازنية السويقة" وحراس الميناء بحثا عن لقمة عيش شريفة.

وأخفى اللاعب السابق للرجاء والجيش ملامحه، واختار البيع التنكري والتعايش مع الأسماك بعيدًا عن صنف "البوري" الذي يحكم الرياضة، وقبل صلاة الظهر ينزع عنه ملابس الشغل، ويندس وسط مرتادي إحدى مقاهي المدينة القديمة لممارسة لعبة الورق، هنا فقط يمكنك أن تلعب وأن تعرف مصيرك بعد الاعتزال، ومات اللاعب الذي لطالما أحرجه اسمه العائلي، لأنه يبيع وهم "التيسير" والحال أن الرجل عاش بعد اعتزاله الكرة، في مواجهة صريحة للفقر والخصاص، فاختار الانضمام للتشكيلة الرسمية للباعة المتجولين على سبيل الإعارة وهو يسمع كل يوم عبارة "الله يجيب التيسير"، لكن العديد من اللاعبين الدوليين يفكرون في الانضمام لفرق الباعة المتجولين بين الأسواق، رغم أن مكانتهم الاعتبارية تمنعهم من ولوج مهنة تحتاج للياقة بدنية عالية تساعد على خوض مباريات يومية في الكر والفر ضد رجال السلطة.

في سطح منزل بدرب مراكش في المحمدية، يعيش لاعب دولي سابق كان ضمن تشكيلة الفريق الوطني الذي حاز على كأس أفريقيا عام 1976، إبراهيم دلاحي الملقب بـ"كلاوة" يقتات منذ مدة طويلة من كرم الناس الذين لطالما أقاموا للرجل مائدة الرحمن فوق السطوح، بينما تعامل معه المسؤولون كأنه "خم دجاج" يضعون له الأكل بالتقسيط وينتظرون يوم يسمن كي يأكلوا لحمه أو يبيعوه في سوق اللويزية، وفي أفضل الأحوال يستعجلون موته ليقيمون مباراة تأبينية يعلنون فيها وفاءهم للراحل ويشيدون بخصاله وشموخه وقدرته على العيش في الأعالي يقصدون السطوح طبعًا.
وذات يوم زاره رئيس فريق في سطحه المطل على المتلاشيات، وقال له مطمئنا: لا تخشى الموت فلا أحد في وطننا يقضي ليلته من غير عشاء، لكن المشكلة في الفطور والغذاء. قالوا له قدم طلبا إلى رئيس الجامعة ووزير الرياضة وعامل المحمدية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وجمعية الرفق باللاعبين السابقين، وعززه بشهادة حسن السيرة والسلوك موقعة من طرف مقدم الحي، فتبين أن سلطات المحمدية مكنته ذات يوم من وظيفة مقدم قبل أن تكتشف أنه كان مدافعًا متقدمًا ضمن تشكيلة المنتخب والمحمدية، فصرفت عنه النظر عنه وقرر القائد التعامل معه كمقدم احتياطي.

وعاش اللاعب الدولي السابق موهوب الغزواني فوق السطوح لأعوام، وهو الذي كان من نجوم كأس العالم 1970، غادر السطح ونزل إلى السفح وتوجه إلى مجلس المدينة متأبطًا طلبًا للحصول على رخصة حارس سيارات، وقال له موظف مكتب الضبط مازحًا إن هذه المهنة لا تغني من جوع، وسأله: "لو خيروك بين الفقر والغنى ماذا ستختار"، رد الغزواني بمزحته المعهودة: "اللي تعرفو أحسن من اللي متعرفوش".

وتحالف ضعف حاسة السمع والفقر ضد اللاعب الغزواني، وأصبح يقطع جلساته ليخبر المستمعين بعطب طارئ ناتج عن جهاز الالتقاط، وعندما يعود إلى بيته يخشى تصفح صوره القديمة، حين كان محمولًا على أكتاف الحيتان الكبيرة، فهو من طينة الأشخاص الذين يتوفاهم الله مرة واحدة في العمر لكنهم يموتون مرات عديدة يوميا، في بلد يكافئ أبطاله برفعهم إلى الأعلى أي فوق السطوح.

‏كثير من اللاعبين الدوليين يعانون في صمت من محنة العيش فوق السطوح، لكن اللاعب السابق للطاس والجيش لحسن الريشي أكثر بؤسًا من سابقيه، لأنه يتعايش في سقف بناية مجاورة لملعب الحفرة مع ريش الدجاج الذين يجاوره في السكن، ويقتسم معه شهادة الإقامة، لكن المعضلة الكبرى تكمن في سكن لاعب في قبو فيلا، فيعتقد الناس أنه من علية القوم حين يغادرها خلسة، ومنهم من اشترى كفنا باكتتاب وحجز قبرًا وفقيها وكتب وصية إلى زملائه سكان السطوح والأقبية، يحذرهم من نزلة البرد رغم أنها ليست أشد ألما من نزلة من هودج المجد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبطال فوق السطوح أبطال فوق السطوح



GMT 21:55 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج العذراء

GMT 19:52 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

ميمونة بنت الحارث آخر زوجات النبي

GMT 07:19 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

الأهلي يوضح حقيقة الحصول على دعم في تمويل صفقة الشحات

GMT 04:57 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

"يوتيوب" يطلق تحديثًا جديدًا لتطبيقها على أندرويد

GMT 06:54 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

45.8 مليارًا قروض القطاع الخاص في 10 أشهر

GMT 10:47 2018 الأحد ,29 تموز / يوليو

إليكِ طريقة عمل البان كيك بالموز والمكسرات

GMT 23:53 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

الفرق بين "تحت" و"أسفل" في القرآن الكريم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon