ألقِ بالحجر يا يوسف
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

ألقِ بالحجر يا يوسف

ألقِ بالحجر يا يوسف

 صوت الإمارات -

ألقِ بالحجر يا يوسف

بقلم : علي الرز

لا أدعي شخصيا أنني أملك القدرة والخبرة وملكة التأريخ والتوثيق كي أحكم على ما قاله الكاتب يوسف زيدان  عن صلاح الدين الأيوبي.

يصعب تأكيد أنه قطع نسل الفاطميين لأن عملا بهذه الضخامة لا يمكن لتاريخ أن يخفيه، كما يصعب إعطاء صورة «انقلابية» مغايرة لتحريره بيت المقدس تختلف بالكامل مع تقاطع روايات تاريخية عربية وأجنبية... لكن أهم ما فعله هذا الكاتب والروائي والمؤرخ الكبير أنه كسر حلقة تخلف في أدمغتنا ورثناها جيلا بعد جيل وأوصلتنا إلى تقديس الأشخاص وأحيانا عبادتهم.

صلاح الدين الأيوبي قائد تاريخي مسلم، ليس نبيا ولا وليا من أولياء الصالحين ولا قديسا ولا شيخ كرامات ولا معصوما. هو بشر، يخطئ ويصيب ومن غير المعقول أن تكون سلوكياته كلها ملائكية أو كاملة. لكننا في منطقة عشقت سبات أهل الكهف، فالاجتهاد توقف عمليا حفاظا على إجماع وهمي بين الأئمة والعلماء وزعماء القبائل وقادة الجيوش، أو حرصا من أمراء المناطق على دعم سلطتهم بفتاوى وتفسيرات معينة، وبدلا من وضع آلية تفسيرية تجعل المسلم سفيرا يقدم لاعتماده أوراق الحداثة والعصرنة والعلم في كل زمان ومكان، تم أسره في منظومة التفسيرات التي تعلي من شأن الغيبيات على الوقائع، وتقرب الرؤى على العلم، وتعطي دنيا البقاء أولوية على دنيا الفناء.

هذا الأمر أدى إلى انتعاش فكرتين توالدتا على مر العصور الإسلامية، الأولى أن الغيبيات والمقدسات والكرامات عناصر أساسية لحل المشاكل، وأن «القائد» هو الأداة المطلوبة للصمود أمام التحديات والعبور إلى انتصارات مجبولا بأحد العناصر السابقة ومتماهيا مع «الأمة»... والنتيجة؟ قائد يمثل الأمة له كرامات ويتمتع حضوره بقدسية دينية أو قومية. هو «المعصوم» الذي يفكر عنا ويحارب عنا ويفاوض عنا. محبته إيمان وبغضه كفر، إن انتصر (ولو ببقائه في السلطة) انتصرت الأمة (ولو سقط مليون قتيل وتهدمت) وإن انهزم هزمت الأمة.

يلقي يوسف زيدان
 حجرا كبيرا على دائرة مغلقة استمرأ كثيرون منا بقاءها على هذا النحو، هو يتكلم عن أشخاص، تماما كما تكلم الفرنسيون عن أعظم ما انتجته أمتهم في التاريخ أي الثورة الفرنسية عام 1789 التي غيرت وجه العالم، فمن يقرأ ما كتبه المؤرخون هناك عن جرائم الثورة وأخطاء «أبطالها» والسلوكيات اللا إنسانية التي رافقت مسيرتهم على مدى عقود وليس سنوات، يدرك الفارق بيننا وبينهم، فالثورة بقيت وقيمها كذلك ما زالت حاكمة فرنسا وأوروبا... من دون أن يمنع ذلك انتقاد أبطالها.

والواقعية تقتضي أن نذهب أبعد من ذلك، فمن لم يتجرأ على معاينة التاريخ الإسلامي بعين مجردة في فترة عهود الخلفاء الراشدين وما رافق هذه العهود من ملابسات وصلت حد اغتيال الخليفة الثالث عثمان بن عفان، رضي الله عنه، (بالمناسبة لن تجد مسلمان يتفقان على رواية واحدة لهذا الحدث الأليم)، ثم صراعات الداخل، وبعدها انتقال السلطة من فلسفة «الحُكم» إلى صيغة «المُلك»... من لم يفعل ذلك وصل إلى المرحلة اللاحقة، أي تقديس كل الرموز الحاكمة وإسباغ صفات المعصومية عليها، نزولا إلى عهدنا الراهن وإسقاط هذه المعصومية على أناس عاديين تقلدوا السلطة عن طريق مؤامرة أو انقلاب انسجاما مع فكرتي «التقديس» و«القائد».

صدام حسين مثلا كان نائبه طه ياسين رمضان
 يقول في تصريح علني: «نحن بعد الله نعبدصدام حسين». حافظ الأسد كان أحد كبار الشعراء يقف أمامه وينظم شعرا يقول له فيه: «أنت القضاء والقدر». الفيديوهات التي انتشرت اليوم لجماعة بشار الأسد وهي تجبر المعارضين على الصلاة على صورته والهتاف «لا إله إلا (...)»، والتقديس ينسحب أيضا على الإيرانيين مع الخميني واليوم مع الخامنئي، وعلى بعض اللبنانيين مع زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، وعلى أسامة بن لادن أو البغدادي أو الجولاني أو الملا عمر... واللائحة تطول.

يعرف الكثير من المشرقيين أن زمنا وصلوا إليه يمكنك فيك أن تجاهر بكفرك تجاه الله ولا يمكنك أن تنتقد فيه صدام أو الأسد عل سبيل المثال. تجردت القدسية من قميصها النوراني لمصلحة قمصان وضعية عادية فقط لأن العقل طوعه الطغيان وأسره الاستبداد، مع أن الدين ابتدأ بتحرير العقل.

عود على بدء، قد يكون كل ما قاله يوسف زيدان
 خطأ وقد يكون بعضه صحيحا، لكننا بدل أن نرى نقاشا علميا هادئا موضوعيا لما طرحه يناقش بالأدلة والبراهين والوثائق، نرى النزعة الإقصائية المستمرة المتوارثة تنطلق عبر مجموعة من التهجمات والشتائم ردا عليه. حتى فكرة انتقاد بشر عادي لعب دورا تاريخيا في حقبة ما صارت نوعا من الكفر... فعلا نحن الآن أمة واحدة يريدها الظلاميون برسالة جامدة هامدة.

ألقِ بالأحجار يا يوسف زيدانعساها تنحت بعضا من كتل الإسمنت المعطلة لعمل عقولنا... حتى ولو اختلفنا معك فيما تقول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألقِ بالحجر يا يوسف ألقِ بالحجر يا يوسف



GMT 14:54 2020 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

عماد كمال ينتهى من تسجيل أغنية "احلم يا عم"

GMT 14:52 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

"اهتزاز" تواصل عروضها على مسرح مركز الهناجر

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

"المتفائل" يحتفل بالعام الجديد مع جمهور الإسكندرية الأحد

GMT 03:14 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"حريم النار" على مسرح الطليعة الخميس المقبل

GMT 08:32 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على سبب إلغاء عرض اليوم من مسرحية "المتفائل"

GMT 06:17 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

عرض مسلسل "الشارع اللي ورانا" نهاية العام الجاري

GMT 01:13 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

بثينة الرئيسي تعتمد أحدث صيحة لهذا الصيف

GMT 21:23 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بريف حماة

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شعبان عبد الرحيم.. تعرف علي تفاصيل الساعات الأخيرة

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد أبو تريكة يعلق على تعيينه سفيرا لمونديال قطر2020

GMT 01:38 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن الاستيلاء على مدينة رأس العين شمال سورية

GMT 20:58 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

البواردي يستقبل السفير اليمني

GMT 17:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مزايا وعيوب سيارة تويوتا "C-HR"

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عطر "Decadence Eau So Decadent" يُجسِّد المرأة القوية الحُرّة والأنيقة

GMT 16:30 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

جاي بيريمان يطلب الترخيص للمشاركة في سباق السيارات

GMT 10:17 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حاربي التجاعيد وحب الشباب بهذا المكوّن

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

بنتلي تكشف عن أسعار سيارتها "Bentayga" الجديدة بقوة 550 حصان

GMT 05:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

النعيمي يفتتح نادي مصفوت الرماية والفروسية في عجمان

GMT 09:52 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسهم المحلية تتماسك أمام ضغوط البيع

GMT 20:38 2015 السبت ,18 إبريل / نيسان

العداء “بولت” لا يهتم بالألقاب فى 2015
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon