رسائل عن تسامح المصريين
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

رسائل عن تسامح المصريين

رسائل عن تسامح المصريين

 صوت الإمارات -

رسائل عن تسامح المصريين

عمار علي حسن
بقلم : عمار علي حسن

لا يعبر عن التسامح تعبيراً صادقاً أميناً أكثر من التجارب الذاتية، فكثير من الكتب النظرية التي تم تأليفها عن هذه القيمة الأخلاقية والفلسفية والسياسية العظيمة، كانت مجرد «ينبغيات» أو «تفكير بالتمني» في عالم يصطلي بنار التعصب والكراهية والأحادية والاستعلاء والعنصرية. ورغم أهمية هذه الكتب، بالطبع، في وضع نقطة مركزية ننطلق منها، أو رسم إطار نُحيل إليه في معرفة المسائل المرتبطة بالتكيف وقبول الآخر والتوافق بشأنه ومحاورته، وصولاً إلى التفاهم العميق معه، فإنها تظل طيلة الوقت رؤى محلقة في الفراغ، لا يمكن أن تسكن على الأرض وتدب، ونطمئن إلى إمكانية تحقيقها بالفعل إلا بممارسات واقعية، تقول لنا بوضوح وجلاء إن هناك من لديه قدرة على عبور الصعوبات والمفازات والحضارات، وتجاوز الصور النمطية والتصورات المشوهة ليبني جسوراً حقيقية من الفهم والقبول والتعايش.

واحدة من هذه التجارب القديمة العميقة الثرية، هي التي خطها بنان الكاتبة والمترجمة الإنجليزية «ليدي دوف جوردون»، التي جاءت إلى مصر عام 1862 للاستشفاء من داء الدرن، وصاغتها في رسائل بعثت بها إلى زوجها وأمها وابنتها، حتى وافتها المنية ودفنت في مصر عام 1869، وهي رسائل كانت من الأهمية والثراء والدلالة وعظمة الدور والوظيفة، بما لفت انتباه الأديب الكبير الأستاذ إبراهيم عبد المجيد كي يعطيها من وقته، رغم أن ذهنه ووجدانه مزدحم بكثير من الروايات والقصص القصيرة التي هي بحاجة ماسة إلى الكتابة، فيقوم بترجمتها في كتاب أقبل عليه القراء إقبالاً لافتاً، وكأن أهل الشرق يحنون إلى إنصاف من أهل الغرب، حتى لو كان نصاً يعود إلى قبل مئة وخمسين عاماً.
إنها رسائل نادرة في وضع قنطرة، ولو رقيقة التكوين والتعبيد، بين الشرق والغرب، وسط التعبئة الحمراء التي لم تكف عن قرع طبول الحرب منذ حرب الفرنجة (الحروب الصليبية)، وإلى الآن، وكذلك وسط الرؤى المنغلقة التي ترى أن «الغرب غرب، والشرق شرق، ولن يلتقيا أبداً»، لاسيما أنها لم تكن رسائل من جاسوس أو محارب، أو حتى مستشرق جاء كرأس حربة لمشروع استعماري، أو حتى بدافع الدراسة والعلم ومعرفة الآخر، إنما هي انفعال أديبة بالبشر والمكان والظروف والأحوال والطقوس وكل تفاصيل الحياة اليومية لأناس من لحم ودم، مصاغة في ثوب أدبي بديع، تعبر عن كم كانت هي ممتنة في سنواتها الأخيرة لمصريين برهنوا لها على أن كل الصور النمطية، التي كانت سائدة في بلادها قبل قدومها إلى مصر، لم تكن سوى محض كذب وافتراء.
قبل ثلاثة عشر عاماً من احتلال بلادها لمصر، كانت «ليدي» تلاحق ذويها بكلمات ليس لها علاقة أبداً بالدم والرصاص والاستغلال الاقتصادي، إنما بما بين البشر من أشواق وآمال وتطلعات مشتركة، وكانت قبل الكلمات تتحدث في كل من حولها من أهل صعيد مصر، بما جعلهم يقبلون عليها إقبالاً شديداً، فيبتهلون إلى الله في صلواتهم وفي موالد الأولياء، أن يمن عليها بالشفاء، وهي التي لقبوها بـ«البشوشة» و«نور على نور» و«الست» و«الشيخة»، ورأوا أن فيها خيراً أكبر بكثير من الشر الذي ولدته إحن وأحقاد زكّاها المتحمسون للصراع بين الأديان والثقافات.
لقد لمس إبراهيم عبد المجيد، وهو أحد الساردين الكبار في الأدب العربي المعاصر، كيف كانت صاحبة هذه الرسائل ترى الحياة رحبة وسيعة وأنها تستحق أن تعاش ما دام فيها طيبون، فرغم أن صاحبة الرسائل كانت تذوي مع مطلع شمس كل يوم جديد، فإنها انفعلت مع تفاصيل العيش في صعيد مصر، وطوعت لغتها لتخدم تلقائيتها وتدفقها، الممزوجة فيه الشفاهية بالكتابية، والحضور بالغياب، فصنعت نصاً يتخطى كل السدود والحدود المقامة عبثاً بين الناس في المشرق والمغرب، ويكسر كل القيود التي تفرض على كاتبة غربية حرة ضربت كل الأكاذيب التي رسموها على سنابك الخيل وجنازير الدبابات، ولم تكن ضربتها الواهنة هذه سوى رسائل ملأت كتاباً يربو على خمسمائة صفحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل عن تسامح المصريين رسائل عن تسامح المصريين



GMT 16:11 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

احترافنا السبب!

GMT 16:09 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الخيار والقرار!

GMT 07:57 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الوقاية والإجراءات الاحترازية

GMT 07:54 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

البطيخ الأسترالي

GMT 07:52 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

إن في الجنون عقلاً

GMT 19:34 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الحمل

GMT 19:40 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الثور

GMT 15:58 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الدلو

GMT 06:50 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الحمل

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:05 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 20:53 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الثور

GMT 09:25 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

عرض الموسم الثالث من "مسرح مصر" على "MBC مصر"

GMT 11:38 2012 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "نورث آيلاند" يتمتع بالعُزلة والخصوصية في سيشيل

GMT 17:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 31 نوفمبر/ تشرين الثاني لبرج العقرب

GMT 20:36 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 19:47 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يخسر معركته مع برشلونة حول فاران الجديد

GMT 03:54 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

مكياج العيون السموكي أحدث صيحة لتوديع عام 2018

GMT 18:43 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

"هالستاتر" لعشاق التزلج في الهواء الطلق

GMT 14:18 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

10 آلاف خطوة يوميًا لفقدان نصف كيلو من وزنك أسبوعيًا

GMT 08:16 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن موديلات "جراند ستاريكس" 2018 بهذه المواصفات

GMT 21:50 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ولي العهد يلتقي رئيس وزراء جمهورية تركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates