معضلة «النهضة» والآمال المحبطة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

معضلة «النهضة».. والآمال المحبطة

معضلة «النهضة».. والآمال المحبطة

 صوت الإمارات -

معضلة «النهضة» والآمال المحبطة

د. وحيد عبدالمجيد
بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

مضى الأحد الماضي الشهر الأول من الفترة المحددة دستورياً لتشكيل حكومة جديدة في تونس، بعد الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في 6 أكتوبر، دون أن يتمكن مرشح «حزب حركة النهضة» الحبيب الجملي من إحراز تقدم في الاتجاه الذي تحرك فيه، وهو بناء ائتلاف مع القوى التي يعدها هذا الحزب «ثورية»، وفي مقدمتها «حزب التيار الديمقراطي» و«حركة الشعب». وأصبح الأمر أكثر صعوبة في الشهر الثاني الباقي لدى حزب «النهضة»، الذي كُلف بتشكيل الحكومة لنيله أكبر عدد من المقاعد. لكن هذا العدد، الذي لا يتجاوز رُبع إجمالي المقاعد، يفرض عليه التحالف مع أحزاب أخرى ومستقلين لتشكيل ائتلاف يحظى بأغلبية مطلقة في البرلمان، أي 109 مقاعد على الأقل. فقد تراجع حزب النهضة بشكل مطرد منذ 2011 حين نال 89 مقعداً، وخسر أكثر من 40% من تمثيله البرلماني في ثمانية أعوام فقط.
وهكذا، انفضت الأفراح التي أقامها المتفائلون بانتخاب قيس سعيد رئيساً لتونس، وأخذوا بالنزول إلى الواقع حيث يتعين عليهم دفع ثمن إصرار «النهضة» على تجاهل رفض معظم الأحزاب هيمنته على الحكومة التي ينتظرونها أملاً في حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة.
يواجه التونسيون الآن المعضلة الناتجة عن اصطدام الآمال المعلقة على انتخاب سعيد، بالصعوبات التي تواجه تشكيل حكومة قادرة على معالجة هذه الأزمات في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية التي أنتجت مجلساً مفتتاً. لكن الأسوأ من هذا التفتت حصول «النهضة» على مقاعد أكثر من غيره، وهو الذي لا يحظى بقبول معظم الأحزاب والحركات السياسية التي حلت في المراكز التالية، سواء التي سعى للتحالف معها، وهي «التيار الديمقراطي» و«حركة الشعب»، ثم «حركة تحيا تونس»، أو التي استبعدها بدعوى أنها تقف في «الصف المناهض للثورة»، وفي مقدمتها «حزب قلب تونس» و«الحزب الدستوري». 
ومن بين الأحزاب التي جاءت في المراكز الخمسة التالية له في الترتيب، لا يتحمس للتحالف معه، سوى «حزب ائتلاف الكرامة» الذي حل رابعاً وحصل على 21 مقعداً. فالاتجاه الأصولي التقليدي هو الغالب في هذا الحزب الذي لا تخلو مواقف بعض قادته من تطرف، وقد يُزيد التحالف معه الشكوك في حقيقة التزام حزب «النهضة» بما أعلنه في مؤتمره العام العاشر (2016)، من أنه صار حزباً مدنياً بعيداً عن تيار الإسلام السياسي. غير أنه إذا فشل حزب «النهضة» في إقناع «حزب التيار الديمقراطي» (22 مقعداً)، و«حركة الشعب» (16 مقعداً) بمراجعة رفضهما التحالف معه، فقد لا يكون أمامه إلا إسقاط التعهد الذي التزم به، وهو عدم التحالف مع «حزب قلب تونس» الذي حل في المرتبة الثانية وحصل على 38 مقعداً، ومعه حزب «ائتلاف الكرامة». ويمكن في هذه الحالة تشكيل حكومة تنال ثقة البرلمان.
لكن ثمن هذا التحالف سيكون باهظاً بالنسبة لحزب النهضة، لأنه يُقوِّض ما بقى من صورة «حزب المبادئ» التي سعى لترويجها، ويدعم الاعتقاد بأنه لا يهدف إلا لامتلاك السلطة بأية طريقة، مثله في ذلك مثل الأحزاب المرتبطة بجماعة «الإخوان» رغم إعلانه فك الارتباط معها. وربما يلجأ إلى مناورة، قد يعتقد قادته أنها تُقلل خسارته، عبر تحالف غير مُعلن رسمياً مع «حزب قلب تونس» وتوزير شخصيات قريبة منه، مقابل الاقتراع لمصلحة الحكومة الجديدة لإكمال الأغلبية اللازمة لمنحها الثقة. لكن حتى في هذه الحالة، ستكون حكومة «النهضة» ضعيفة أمام المعارضة التي ستواجهها في البرلمان وخارجه. وحكومة هذا شأنها لن تستطيع الوفاء بالحد الأدنى من آمال التونسيين الذين ينتظرون عملاً سريعاً ومنتجاً لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
وإزاء هذا الوضع المُعقد، قد يكون من الصعب أيضاً أن يراهن حزب حركة النهضة على قيام الرئيس الجديد بدور في السعي لتيسير تشكيل الحكومة، عبر استخدام نفوذه المعنوي لإقناع بعض الأحزاب التي أيدته بالانضمام إليها.
وهكذا، يواجه حزب حركة النهضة اختباراً يبدو الأصعب، واختياراً ربما يكون الأكثر تأثيراً على مستقبله بين المغامرة بتحالف غير مُعلن مع حزب قلب تونس، والإقرار بالفشل في تشكيل الحكومة في نهاية الفترة الدستورية المحددة لها في 14 يناير المقبل، وبالتالي حل البرلمان المُنتخب، والذهاب إلى انتخابات جديدة. وفي الحالتين، يتسبب حزب النهضة في إحباط آمال التونسيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معضلة «النهضة» والآمال المحبطة معضلة «النهضة» والآمال المحبطة



GMT 16:11 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

احترافنا السبب!

GMT 16:09 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الخيار والقرار!

GMT 07:57 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الوقاية والإجراءات الاحترازية

GMT 07:54 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

البطيخ الأسترالي

GMT 07:52 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

إن في الجنون عقلاً

GMT 06:17 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

عرض مسلسل "الشارع اللي ورانا" نهاية العام الجاري

GMT 01:13 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

بثينة الرئيسي تعتمد أحدث صيحة لهذا الصيف

GMT 21:23 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بريف حماة

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شعبان عبد الرحيم.. تعرف علي تفاصيل الساعات الأخيرة

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد أبو تريكة يعلق على تعيينه سفيرا لمونديال قطر2020

GMT 01:38 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن الاستيلاء على مدينة رأس العين شمال سورية

GMT 20:58 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

البواردي يستقبل السفير اليمني

GMT 17:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مزايا وعيوب سيارة تويوتا "C-HR"

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عطر "Decadence Eau So Decadent" يُجسِّد المرأة القوية الحُرّة والأنيقة

GMT 16:30 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

جاي بيريمان يطلب الترخيص للمشاركة في سباق السيارات

GMT 10:17 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حاربي التجاعيد وحب الشباب بهذا المكوّن

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

بنتلي تكشف عن أسعار سيارتها "Bentayga" الجديدة بقوة 550 حصان

GMT 05:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

النعيمي يفتتح نادي مصفوت الرماية والفروسية في عجمان

GMT 09:52 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسهم المحلية تتماسك أمام ضغوط البيع

GMT 20:38 2015 السبت ,18 إبريل / نيسان

العداء “بولت” لا يهتم بالألقاب فى 2015
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon