بورقيبة الحاضر بعد ثلاثين سنة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

بورقيبة الحاضر بعد ثلاثين سنة

بورقيبة الحاضر بعد ثلاثين سنة

 صوت الإمارات -

بورقيبة الحاضر بعد ثلاثين سنة

بقلم : خير الله خير الله

قبل ثلاثين عاما، في مثل هذه الأيام من العام 1987، أزاح زين العابدين بن علي الحبيب بورقيبة وحل مكانه. كان أوّل ما فعله السعي إلى التخلص من إرث بورقيبة. بعد ثلاثين عاما، لا يزال شبح بورقيبة مهيمنا على تونس. لولا بورقيبة، لما كانت تونس استطاعت الصمود واستعادة بعض من روحها في مرحلة ما بعد سقوط بن علي إثر “ثورة الياسمين” التي كانت ثورة شعبية حقيقية بالفعل.

نعم، أنقذ بورقيبة تونس وإن من القبر الذي يرقد فيه. لم يجد الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي، غير “المجاهد الأكبر” والخطوط العريضة لتوجهاته السياسية يستعين به كي يحكم تونس ويعيد إلى التونسيين بعض الأمل من خلال ما كان يسمّيه بورقيبة نشر “هيبة الدولة”.

لا شكّ أنّ تقدّم الباجي قائد السبسي في السنّ، إذ سيبلغ الواحدة والتسعين في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، يمكن أن يساعده في اتخاذ قرار يقضي بصنع الفارق بالنسبة إلى مستقبل تونس. هذا معناه أن ينجح حيث أخفق بورقيبة وبن علي. يبدو أن نجاح من يسميه التونسيون “سي الباجي” ما سيصنع مستقبل تونس وسيؤكد أن “الربيع العربي” لم يكن كله خريفا.

يعني مثل هذا الكلام أن يبدأ الرئيس التونسي الذي عرف كيف يعيد بناء مؤسسات الدولة، معتمدا على الخطوط العريضة التي رسمها بورقيبة، التهيئة لانتخابات جديدة بعد عامين من الآن، أي حين يحل موعد نهاية ولايته. ارتكب بورقيبة خطأ تعديل الدستور وتسمية نفسه “رئيسا مدى الحياة”، في حين ظنّ بن علي أنّ لا حاجة إلى أن يحلم التونسيون بالتغيير يوما ما دام هو على قيد الحياة. وإذا حلموا يوما، فإنّ “السيدة الأولى” ليلى الطرابلسي على أتم الاستعداد لتلبية المطلوب وشغل موقع رئيس الدولة.

سيكون في استطاعة الباجي في حال نجاحه بالإعداد لمرحلة ما بعد انتهاء ولايته القول إنّه أدّى واجبه تجاه تونس عندما وضع القطار على السكّة الصحيحة.

قدّم “سي البـاجي” لتونس خـدمات كبيرة. تصدّى لحركة “النهضة” ومنعها من احتكار السلطة وخطف الثورة الشعبية، كما حاول أن يفعل الإخوان المسلمون في مصر واليمن وحتّى في الأردن. في الواقع، شكّل الرجل رمزا لتونس الرافضة للعودة إلى خلف. حافـظ على كلّ إيجابيات تركة بورقيبة. سمح له ذلك باستعادة “هيبة الدولة” نسبيا وتأكيد أن تونس دولة مؤسسات أوّلا.

في حال تمكن من إعادة بسط الأمن في كل المناطق التونسية، وفي حال استطاعت حكومة يوسف الشاهد تـأدية مهماتها بطريقة إيجابية، سيكون هناك أمل حقيقي في عودة النمو إلى الاقتصاد التونسي الذي يحتاج أول ما يحتاج إلى استثمارات أجنبية. مثل هذه الاستثمارات ستعيد من دون شك عجلة الاقتصاد إلى الدوران بشكل طبيعي، وستفسح المجال أمام خلق فرص عمل أمام الشبّان خريجي الجامعات والمعاهد الفنية.

هناك عوامل عدّة يمكن أن تساعد الباجي في إنجاح التجربة التي تمرّ بها تونس. فبعد ست سنوات على مغادرة بن علي البلد، لم تحصل عملية تدمير مبرمجة لمؤسسات الدولة، على غرار ما سعى إليه الإخوان في مصر والإخوان والحوثيون (أنصار الله) في اليمن.

احترم بن علي رغبة التونسيين في التخلص منه ومن نظامه. رحل بهدوء بعدما أدرك، على العكس من بشّار الأسد، أن الدم لن يبقيه في السلطة وأنّ العنف لا يمكن أن يجرّ سوى إلى مزيد من العنف. يمكن القول أن طريقة مغادرة بن علي لتونس ساعدت في المحافظة، قدر الإمكان، على مؤسسات الدولة. الأهمّ من ذلك كله، أن لا عقدة حاليا تجاه الاستعانة برجال خدموا في عهده ولم يتلوثوا بالفساد.

لا يمكن إلا الاعتراف بأنّ الباجي قائد السبسي كان في مرحلة ما بعد “ثورة الياسمين” خط الدفاع الأول عن تونس وعن مبادئ الجمهورية التي أسسها الحبيب بورقيبة. لا بد من الاعتراف أيضا بأن ما مكنه من الصمود هو المجتمع التونسي نفسه الذي واجه قوى الظلام. فالمرأة التونسية لعبت دورها على أكمل وجه في المحافظة على المكاسب التي حقّقتها بفضل بورقيبة. عزز الباجي قائد السبسي وضع المرأة عن طريق ثورتين الأولى السماح لها بالزواج من غير مسلم، والأخرى المساواة في الإرث. لم يستطع بورقيبة نفسه الإقدام على هاتين الثورتين، على الرغم من كل الجرأة التي امتلكها.

جاء الآن دور بناء الجمهورية الثانية. ثمّة مجال لدور “القائد المؤسس”. هل سيتمكن “سي الباجي” من لعب هذا الدور الذي سيكمل الجانب الإيجابي في تجربتي بورقيبة وبن علي اللذين حكما تونس ما مجموعه خمسة وخمسين عاما؟

الكثير سيعتمد على مدى اقتناعه بأنّ عليه العودة إلى منزله في لحظة ما، لحظة يكتشف فيها أنّه أدّى واجبه تجاه البلد وأنّ لا شيء اسمه الرئاسة مدى الحياة. هل يساعده المحيطون به في اتخاذ مثل هذا القرار الجريء متى دعت الحاجة إليه؟ قد يحصل ذلك نظرا إلى أن خيارات الرئيس التونسي وقعت على رجال يمتلكون، في أكثريتهم طبعا، حدّا أدنى من النضج السياسي. علما أن ثمّة من يقول إنّه ما زال يحلم بالتوريث وأن نجله حافظ جاهز لذلك. لو لم تكن لديه مثل هذه النيّات لما صار السبسي الابن مسؤولا عن حزب “نداء تونس” الذي تأسس قبل خمس سنوات وأوصل “سي الباجي” إلى الرئاسة. كلّف الخوف من التوريث “نداء تونس” الكثير حتّى الآن. يكفي أنه جعله يخسر أكثريته في مجلس النوّاب. من دون الهالة التي يتمتع بها “سي الباجي” لما كانت الرئاسة استطاعت لعب الدور الذي تؤديه في هذه الأيام.

بعد ثلاثين عاما، تفتقد تونس بورقيبة وتتذكّر بن علي أيضا. هناك كثيرون ينصفون الأخير رغم سوء السنوات الأخيرة من عهده. تطور الاقتصاد في عهد بن علي الذي امتد أقل بقليل من ربع قرن. توسّعت الطبقة المتوسطة. لكنّه لم يستطع التأسيس لنظام قابل للحياة، خصوصا أنه قضى على كلّ سياسي كان يمكن أن يلعب دورا على الصعيد الوطني وذلك خدمة لطموحاته الرئاسية. لم يكن يقبل بأن يكون المحيطون به أكثر من موظفين… أو رجال شرطة في مخفر يقع في أحد أحياء العاصمة.

تفادت تونس الكارثة، على الرغم من كلّ العمليات الإرهابية التي استهدفتها. أعاد لها الباجي قائد السبسي الكثير. هل يؤسس لنظام جديد يجري فيه تداول للسلطة على نحو طبيعي في بلد استطاع حتّى الآن مقاومة الإخوان المسلمين ومناوراتهم؟ هؤلاء يسعون هذه الأيام إلى جعل “حزب النهضة” يظهر في مظهر الحزب المدني القادر على أن يرث بدوره فكر بورقيبة في مرحلة ما بعد “سي الباجي”. هذا ما يفسّر إلى حد كبير سكوت النهضة عن ثورتي رئيس الجمهورية في شأن وراثة المرأة وزواج التونسية من غير مسلم. لا يزال خطر الإخوان تحت الرماد. لذلك سيكون مهما لمستقبل تونس تفادي رئيس للجمهورية تجاوز التسعين السقوط في تجربتي الرجلين اللذين حكما تونس ما يزيد بخمس سنوات على نصف قرن من تاريخها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بورقيبة الحاضر بعد ثلاثين سنة بورقيبة الحاضر بعد ثلاثين سنة



GMT 18:49 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

GMT 18:48 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

قلل من رغباتك

GMT 18:46 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

الأصدقاء الحقيقيون!

GMT 18:45 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

سوريا هي المحك لدونالد ترامب

GMT 18:44 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

شرعية الإنجاز فى الحرب والإصلاح!

GMT 07:22 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 10:48 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الجمعة 31 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الجدي

GMT 00:00 -0001 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شهر مفصلي أنت على مفترق طريق في حياتك وتغييرات كبيرة

GMT 12:29 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

أمينة بالطيب تُشير إلى سبب حبها لمجال الرسم

GMT 17:02 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

كلبٌ وحكيم

GMT 13:04 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

فيل يحول أحد أعضائه إلى خرطوم إطفاء

GMT 18:42 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

موديلات فساتين زفاف صيفية للعروس العصرية

GMT 19:15 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

نادر السيد ضيف إبراهيم فايق في "نمبر وان"

GMT 01:02 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي ماسكات جمالية من قشور الليمون عليكِ تجربتها

GMT 06:59 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي اسهل طريقة تبييض الوجه وتقشيره بالقهوة

GMT 01:55 2015 الأحد ,05 تموز / يوليو

سانتي مينا ينتقل إلى صفوف "فالنسيا" رسميًا

GMT 20:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي

GMT 17:37 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

مرصد الإمارات الفلكي يحيي الليلة العالمية للقمر

GMT 21:28 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

بلجيكا تسجل 38 وفاة و3437 إصابة جديدة بكورونا

GMT 23:40 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامات للوقاية من عدوى كورونا

GMT 06:26 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

رويز وجوشوا يقيسان وزنيهما قبل نزال الدرعية التاريخي

GMT 18:02 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

أحدث صيحات فساتين الزفاف لتختاري من بينها

GMT 11:57 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمات تتنافسن بالمونوكروم في "هوليوود فيلم أواردس"

GMT 00:39 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

جزيرة "مولوكاي" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon