أيلول الاسود بعد نصف قرن
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

"أيلول الاسود" بعد نصف قرن...

"أيلول الاسود" بعد نصف قرن...

 صوت الإمارات -

أيلول الاسود بعد نصف قرن

خير الله خير الله
بقلم - خير الله خير الله

في مثل هذا الايام، قبل نصف قرن، اخرج "الجيش العربي"، أي الجيش الأردني، المقاتلين الفلسطينيين من المملكة الهاشمية بعدما اقاموا دولة داخل الدولة فيها. سمّى الفلسطينيون ذلك الحدث التاريخي، الذي انقذ عمليا قضيتهم من الموت، "أيلول الأسود". في المقابل، سمّاه الذين يتمتعون، ولو بحدّ ادنى من الصدق مع النفس، بانّه يوم انقاذ الأردن من الانهيار ويوم انقاذ المنظمات الفلسطينية المسلّحة من نفسها.

لماذا انقذ الأردن القضيّة الفلسطينية من الموت. الجواب في غاية البساطة انّه لو لم يخرج المقاتلون الفلسطينيون من الأردن لكانوا اقاموا في المملكة الهاشمية دولة خاصة بهم تشكّل ما تعتبره إسرائيل "الوطن البديل". من دفن فكرة "الوطن البديل" التي دعا اليها دائما ارييل شارون واليمين الإسرائيلي، هو الأردن نفسه ولا احد آخر غير الأردن. دفنها "الجيش العربي" الذي دافع في الماضي عن القدس في حرب العام 1967، الحرب الخاسرة سلفا التي تسبب بها جمال عبدالناصر الذي لم يكن اكثر من ضابط ريفي لم يعرف شيئا في يوم من الايّام عن المنطقة والعالم والتوازنات الدولية... ولا عن اهمّية بقاء الجاليات الأجنبية في مصر. قضى على كل ما هو حضاري في كلّ مدينة مصرية، بما في ذلك القاهرة والإسكندرية والاسماعيلية والمنصورة وحلوان...

بعد خمسين عاما على "أيلول الأسود"، او سمّه كما شئت، لم يتغيّر شيء. لا يزال الفلسطينيون، والكلام هنا ليس عن الشعب الفلسطيني الذي هو من اكثر شعوب المنطقة نشاطا وثقافة ومعرفة، بل عن قادة فلسطينيين ومسؤولي منظمات يرفضون التعلّم من تجارب الماضي. ما هذا الفارق الرهيب بين فلسطينيين جاؤوا الى لبنان ولعبوا دورا في نهضته في خمسينات القرن الماضي وستيناته، مثل يوسف بيدس على سبيل المثال فقط، واحد قادة التنظيمات الفلسطينية، جاء الى بيروت للسرقة فقط!

كرّرت المنظمات الفلسطينية المسلّحة تجربة الأردن في لبنان. لعبت دورها في القضاء على لبنان بعدما اغرقها نظام حافظ الأسد في مستنقع لم تستطع الخروج منه الّا بعد اجتياح إسرائيلي صيف العام 1982.

ما عمله الفلسطينيون المسلّحون في الأردن لا يمكن ان يقدم عليه شخص يمتلك حدّا ادنى من الضمير. ماذا ينفع القضية الفلسطينية لو استطاعت المنظمات الفلسطينية في العام 1970 قلب الملك حسين؟ ما الذي كان لديها تفعله في الأردن غير الاعتداء على سيادته والقضاء على مؤسسات الدولة؟ ما حصل في الأردن تكرّر في لبنان. لا يمكن الّا لوم ياسر عرفات الذي لم يستطع في أيّ وقت وضع حدّ لتجاوزات الفلسطينيين، بما في ذلك المشاركة في الخطف على الهويّة في بيروت. لا يمكن بالطبع تبرئة اللبنانيين من كلّ الطوائف، من الذين شاركوا في الحرب الاهلية. لكن السؤال الذي لا يزال يدور في البال الم ير ياسر عرفات ما يدور امامه من تجاوزات واعتداءات على اللبنانيين وارتضى ان يكون لبنان مجرّد "ساحة"؟ ارتضى ذلك، علما ان الطرف الذي استخدم "الساحة" اللبنانية، افضل من غيره، كان بالفعل حافظ الأسد الذي وظّف الفلسطينيين، كما وظّف الميليشيات اليسارية والمسيحية في خدمة مشروع وضع اليد على لبنان وعلى القرار الفلسطيني المستقلّ.

في مرحلة لاحقة، استخدم حافظ الأسد وجود قائد الجيش ميشال عون في قصر بعبدا، كرئيس لحكومة موقتة، ليستكمل سيطرته على لبنان، كلّ لبنان ابتداء من 13 تشرين الاوّل – أكتوبر 1990. من يتذكّر وقتذاك ان ميشال عون اختار ان يكون الى جانب صدّام حسين!

لنضع خلفنا مرحلتي لبنان والأردن ونضع امامنا مرحلة ممارسة الديبلوماسية الفاعلة، بين 1987 و1993، وهي المرحلة التي أوصلت الى اتفاق أوسلو بكلّ حسناته وسيئاته. لم يكن ممكنا الوصول الى أوسلو، مباشرة بعد مؤتمر مدريد للسلام، لولا الخطأ الضخم الآخر الذي ارتكبه ياسر عرفات في العام 1990 عندما اتخذ موقفا مؤيدا لصدّام حسين اثر غزوه الكويت. يمكن قول الكثير عن أوسلو وعن الثغرات فيه، لكن ما لا يمكن تجاهله ان أوسلو أوصل ياسر عرفات الى البيت الأبيض.

لم يكن أوسلو ممكنا لولا فريق المفاوضات الذي كان يشرف عليه مباشرة محمود عبّاس (أبو مازن) الذي خلف ياسر عرفات على رأس السلطة الوطنية الفلسطينية. لكنّ لا مجال للتهرّب من واقع يتمثّل في انّ "أبو عمّار" كان الوحيد القادر على تغطية أوسلو.

أعاد أوسلو فلسطينيين الى فلسطين. لم يكن أوسلو فاصلة في تاريخ تطوّر القضيّة الفلسطينية. كان يمكن استثماره وان في حدود معيّنة لو استطاع ياسر عرفات تعلّم شيء من تجربتي الأردن ولبنان ومن تجربة تونس لاحقا. لم يتعلّم شيئا لا عن إسرائيل ولا عن كيفية عمل الادارات الأميركية المتلاحقة في واشنطن. لم يعرف يوما كيف تعمل واشنطن مثلما لم يعرف ما هي إسرائيل ومعنى توقيع اتفاق معها. كيف يمكن الاعتقاد في ايّ وقت انّ دخول فلسطين مثل دخول بيروت مجددا وان تجربة جمهورية الفاكهاني يمكن ان تتكرّر في رام الله وان في الإمكان تمرير قضية السفينة "كارين إي" التي كانت عليها أسلحة مهرّبة الى الداخل الفلسطيني… والتي انطلقت من ايران!

كان متوقّعا ان يكون "أبو مازن" تعلّم من اخطاء ياسر عرفات ومن أخطاء تجربتي الأردن ولبنان ومرحلة تونس ثمّ رام الله. كانت لديه ملاحظات كثيرة على المرحلة التي تلت "أيلول الأسود"، لكنّ شيئا من ذلك لم يحدث. اخذ أسوأ ما في ياسر عرفات ولم يحتفظ باي من حسناته، بما في ذلك الاستفادة من رأي اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، حتّى أولئك الذين اساؤوا اليه!

ما يؤكّد الجمود الفلسطيني والعجز عن الخروج منه، منذ نصف قرن، طريقة التعاطي مع اتفاقي السلام اللذين وقعتهما مع إسرائيل كلّ من دولة الامارات العربيّة المتحدة ومملكة البحرين. هل اعترضت ابوظبي والمنامة على توقيع اتفاق أوسلو في ايّ يوم الايّام؟ هل منعتا أحدا من تحرير فلسطين؟

 بعد نصف قرن على ما يسمّيه الفلسطينيون "أيلول الأسود"، لم يتغيّر شيء. لا يزال الفلسطينيون يتمتعون بالقدرة على ارتكاب الأخطاء ذاتها. الم يرفضوا مشروع روجرز (وزير الخارجية الأميركي) في العام 1970 ويسيروا تظاهرات ضدّه في شوارع عمّان؟   

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيلول الاسود بعد نصف قرن أيلول الاسود بعد نصف قرن



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 11:20 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قصائد الشاعر محمود درويش تُحلق مرسومة في كندا

GMT 05:48 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

من سيرة أبي عبيدة ابن الجراح رضيَ الله عنه

GMT 18:46 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مقتل 52 شخصًا إثر حريق على متن حافلة في كازاخستان

GMT 06:09 2012 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مواد مشعة في ميناء الأدبية تهدد السويس بكارثة

GMT 19:23 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض عالمي للفيلم الروماني «زافيرا» السبت

GMT 02:21 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل روايات عام 2018 في قائمة الـ"نيويوركر"

GMT 14:28 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف عن قدرات ملاحية خارقة لـ"تنين الكومودو"

GMT 04:43 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن هيونداي النترا سبورت 2019 بتصميم اكثر اناقة

GMT 09:15 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت السمسم للشعر تغذيه وتمنعه من للتساقط

GMT 00:56 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تيسلا تطلق ميزة "Summon" لاستدعاء السيارة

GMT 17:15 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إليك أجمل التصاميم العصرية لطاولات غرف المعيشة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates