ما لم يتغير بعد نصف قرن على الهزيمة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

ما لم يتغير بعد نصف قرن على الهزيمة

ما لم يتغير بعد نصف قرن على الهزيمة

 صوت الإمارات -

ما لم يتغير بعد نصف قرن على الهزيمة

بقلم : خير الله خير الله

قبل نصف قرن، وقعت حرب الأيّام الستة التي يستحي العرب من تسميتها بما تستحق أن تسمّى به، أي بالهزيمة. يهرب العرب، في معظمهم من الواقع. يرفضون الاعتراف بأن حرب الخامس من حزيران ـ يونيو 1967 لم تكن سوى هزيمة كشفتهم على حقيقتهم.

بعد نصف قرن، لم يتغيّر شيء باستثناء أنّ مصر استعادت من إسرائيل أرضها المحتلة بفضل رجل استثنائي اسمه أنور السادات، فيما لا يزال الجولان السوري محتلّا والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية تحت سيطرة إسرائيل.

إسرائيل في الضفّة الغربية لأسباب لا علاقة لها بالأردن الذي كان قادرا على استعادة الأرض وإيجاد صيغة لتقاسم القدس لو أتاح العرب له ذلك ولم يذهبوا إلى قمّة الرباط في العام 1974 لاتخاذ قرار غبي ألغى حجة الأردن في استعادة أرضه بموجب القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن والذي صدر مباشرة بعد حصول الهزيمة.

دفع إلى هذا القرار العربي، القاضي باعتبار “منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين”، رجل لا يمتلك أيّ رؤية من أيّ نوع هو هوّاري بومدين، الرئيس الجزائري وقتذاك. لم يكن لدى بومدين سوى همّ واحد هو الانتقام من الملك حسين.

لم يدرك في أيّ لحظة أهميّة الأردن ودوره على الصعيد الإقليمي. لم يدرك في حينه أنّه إذا كانت القضية الفلسطينية لا تزال حيّة إلى اليوم، فإن ذلك عائد إلى وجود هويّة فلسطينية حقيقية وشعب عظيم من جهة ورجل اسمه الحسين بن طلال حفظ الأردن في العام 1970 ومنع قيام “الوطن البديل” من جهة أخرى.

دفن الأردن فكرة الوطن البديل نهائيا بفضل صموده أوّلا وأخيرا. قدّم بذلك الخدمة الأكبر التي يمكن للفلسطينيين أن يحلموا بها من أجل المحافظة على ما بقي من قضيّتهم.

أرادت مصر استعادة أرضها المحتلة في 1967 فتمكّنت من ذلك. لم يسمح للأردن بأيّ تحرّك على الصعيد الدبلوماسي من أجل استعادة الأرض. وضعت كل العراقيل في وجهه بعدما جرّ إلى حرب لم يكن يرغب بها جرّا. كان هدف المسلّحين الفلسطينيين، أي ما كان يعرف بـ”الفدائيين” قلب الملك حسين والقضاء على المملكة الأردنية الهاشمية التي لا تزال دماء أبناء جيشها، وهو “الجيش العربي”، على أسوار القدس إلى اليوم.

كان لبنان البلد الوحيد الذي عرف حجمه في العام 1967. لم يدخل الحرب على الرغم من كلّ الضغوط التي مورست على الرئيس شارل حلو وقتذاك. كان الرئيس اللبناني رئيسا ضعيفا، لكنّه كان حكيما إلى حدّ كبير وعلى دراية بما يدور في المنطقة وموازين القوى فيها.

حرم إسرائيل في 1967 من احتلال الأرض اللبنانية في وقت لم يستطع الأردن تفادي دخول حرب، كان الملك حسين يعرف سلفا نتائجها. ولكن ما العمل عندما كان العرش الهاشمي مهدّدا بسبب رجل اسمه جمال عبدالناصر يتحمّل مسؤولية السقوط في فخّ جرّه إليه نظام البعث في سوريا حيث كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع.. والرجل القويّ، العلوي الآخر، صلاح جديد!

ماذا تغيّر وماذا لم يتغيّر في نصف قرن؟ تغيّر الكثير، بما في ذلك أن القضية الفلسطينية لم تعد القضية الأولى لدى العرب. من يقول غير ذلك إنّما يكذب على الفلسطينيين الذين لم يفوّتوا أيّ فرصة لتفويت الفرص التي أتيحت لهم.

هذا عائد إلى أنّ وهم السيطرة على لبنان أعمى في سبعينات القرن الماضي وبداية الثمانينات منه القيادات الفلسطينية. جعل هذا الوهم ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، عاجزا عن استيعاب أن وجوده في لبنان كان يعني أنّه في أسر حافظ الأسد الذي يؤمن بحال اللاّحرب واللاّسلم التي تجعل إسرائيل راضية عنه.

لم يكن حافظ الأسد يريد استرجاع الجولان بمقدار ما أنّه كان يريد استخدام المسلحين الفلسطينيين لتحقيق أهداف معيّنة. في مقدّم هذه الأهداف الاستيلاء على لبنان بحجة حمايته من الهيمنة الفلسطينية!

ما تغيّر أيضا، بعد نصف قرن من الهزيمة، أن العراق لم يعد موجودا. كان للعراق عامل توازن على الصعيد الإقليمي وحاجزا يحول دون اجتياح إيران العالم العربي. لم تكن الحدود بين العراق وإيران حدودا بين دولتين. كانت، كما كان يقول الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران، “حدودا بين حضارتين كبيرتين”، هما الحضارة العربية والحضارة الفارسية.

بسقوط العراق إثر الحرب الأميركية عليه، سقطت تلك الحدود التي كانت ضمانة لوجود توازن على الصعيد الإقليمي. صار العرب في حاجة مستمرّة إلى بحث عن كيفية استعادة هذا التوازن المفقود الذي مكّن إيران من الذهاب إلى النهاية في السيطرة على العراق وإلى الحدود التي تستطيع الوصول إليها في سوريا ولبنان.. واليمن.

ما تغيّر، أيضا وأيضا، أن هناك دولتين، هما مصر والمملكة الأردنية، وقّعتا معاهدتي سلام مع إسرائيل. لم يوقّع الأردن إلّا بعد توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتفاق أوسلو الذي وقّعه ياسر عرفات وإسحق رابين في حديقة البيت الأبيض وتضمّن اعترافا متبادلا بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل.

ما لم يتغيّر في نصف قرن أن هناك من يصرّ على المتاجرة بفلسطين والفلسطينيين. كان الاتحاد السوفييتي، إبان الحرب الباردة القوّة الدولية التي باعت الفلسطينيين كلّ أنواع الأوهام من أجل منع التوصّل إلى أيّ تسوية. وعدهم بكلّ شيء وزودّهم بالأسلحة ولم يحقّق لهم شيئا في وقت كانت هناك فرصة حقيقية لتحقيق شيء ما على الأرض لدى توقيع اتفاقي كامب ديفيد برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر في خريف العام 1978. أحد هذين الاتفاقين كان مخصصا لفلسطين في وقت كان عدد المستوطنات في الضفة الغربية محدودا.

كان الجمود الفلسطيني وبقاء الفلسطينيين أسرى الجغرافيا اللبنانية نقطة التقاء روسية-سورية. صار الجمود الفلسطيني الآن نقطة التقاء بين إيران واليمين الإسرائيلي.

هناك توجّه إيراني واضح منذ ما يزيد على ربع قرن، أي قبل توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993، لتشجيع كلّ ما يمكنه مساعدة اليمين الإسرائيلي على التذرع بأنّ “لا شريك فلسطينيا يمكن التفاوض معه”. ليس مؤتمر طهران الأخير الذي انعقد تحت شعار “المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية” سوى خطوة أخرى في هذا الاتجاه.

لعبت العمليات الانتحارية التي نفّذتها حركة “حماس” في مرحلة معيّنة، خصوصا منتصف تسعينات القرن الماضي، دورها في صعود اليمين الإسرائيلي الرافض لأيّ تسوية من أي نوع كان.. وصولا إلى تشكيل الحكومة الحالية لبنيامين نتنياهو التي أعلنت صراحة أن الضفّة الغربية جزء من إسرائيل.

ما لم يلاحظه كثيرون أن نتنياهو ربط في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس دونالد ترامب بين “الشعب اليهودي” والضفّة الغربية التي شدّد على أن اسمها هو “يهودا والسامرة”.

في مرحلة معيّنة، سعت تركيا بدورها إلى المتاجرة بالفلسطينيين وقضيّتهم وذلك عندما وعدت بفكّ حصار غزّة. فشلت في ذلك فشلا ذريعا بعدما اعتمد رجب طيب أردوغان سياسة ينقصها كلّ نوع من أنواع المرونة والنفس الطويل.

في المقابل تستخدم إيران الدهاء والصبر. إنّها تعرف أن إسرائيل في حاجة دائمة إلى مؤتمر من نوع ذلك الذي انعقد في طهران وإلى خطابات تهدّد وجودها وترد فيها عبارات من نوع أنّها “ورم سرطاني”.

بعد نصف قرن على الهزيمة، تغيّر الشرق الأوسط كلّيا. لكنّنا ما زلنا في انتظار اليوم الذي تتوقّف فيه المتاجرة بفلسطين التي فقدت للأسف الشديد القيادات القادرة على اتخاذ القرارات الكبيرة بعدما صارت “فتح” أكثر من تنظيم واحد متجانس، بل صارت دكاكين عدّة على الرغم من وجود رجال صادقين فضّلوا الابتعاد عن القيادة أو أبعدوا عنها.. وبعدما تبيّن أنّ “حماس” وتنظيمات أخرى مخترقة إيرانيا إلى أبعد حدود وأكثر بكثير ممّا كان متصّورا.

المصدر : صحيفة العرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم يتغير بعد نصف قرن على الهزيمة ما لم يتغير بعد نصف قرن على الهزيمة



GMT 08:24 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"أبو مازن" الذي تذوّق السلطة

GMT 17:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الياس الرحباني شاهد على حلو لبنان ومرّه

GMT 22:53 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

الفراغ بعد الانهيار في لبنان

GMT 22:19 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السودان يدفع ثمن ضريبة فرضها الاخوان

GMT 23:36 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"نقطة التحوّل" التي فاتت بشّار

GMT 06:17 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

عرض مسلسل "الشارع اللي ورانا" نهاية العام الجاري

GMT 01:13 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

بثينة الرئيسي تعتمد أحدث صيحة لهذا الصيف

GMT 21:23 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بريف حماة

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شعبان عبد الرحيم.. تعرف علي تفاصيل الساعات الأخيرة

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد أبو تريكة يعلق على تعيينه سفيرا لمونديال قطر2020

GMT 01:38 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن الاستيلاء على مدينة رأس العين شمال سورية

GMT 20:58 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

البواردي يستقبل السفير اليمني

GMT 17:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مزايا وعيوب سيارة تويوتا "C-HR"

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عطر "Decadence Eau So Decadent" يُجسِّد المرأة القوية الحُرّة والأنيقة

GMT 16:30 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

جاي بيريمان يطلب الترخيص للمشاركة في سباق السيارات

GMT 10:17 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حاربي التجاعيد وحب الشباب بهذا المكوّن

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

بنتلي تكشف عن أسعار سيارتها "Bentayga" الجديدة بقوة 550 حصان

GMT 05:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

النعيمي يفتتح نادي مصفوت الرماية والفروسية في عجمان

GMT 09:52 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسهم المحلية تتماسك أمام ضغوط البيع

GMT 20:38 2015 السبت ,18 إبريل / نيسان

العداء “بولت” لا يهتم بالألقاب فى 2015
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon