غيبوبة الشرعية اليمنية
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

غيبوبة "الشرعية" اليمنية

غيبوبة "الشرعية" اليمنية

 صوت الإمارات -

غيبوبة الشرعية اليمنية

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

 

لم يعد سرّا أنّ الحوثيين باتوا يسيطرون على محافظة الجوف بعدما تمددوا في كلّ أنحائها على مراحل. احتاجوا من أجل تحقيق هدفهم إلى أشهر عدّة، وصولا إلى تطويق منازل محافظ الجوف، وهو من شيوخ المنطقة، ومنازل القريبين منه. تقرّر في ضوء الوساطات التي جرت عدم المسّ بهذه المنازل، على أن يكون هناك انتقال للسلطة في الجوف من التجمع اليمني للإصلاح، إلى الحوثيين الذين يسمّون أنفسهم “أنصار الله”.

هذا التطور المهمّ المتمثّل في استيلاء الحوثيين على الجوف،لا يعني أنّ مأرب، التي على حدود الجوف، ستسقط غدا. مثل هذا الاحتمال بات واردا في غضون شهر أو شهرين أو أكثر قليلا في حال بقيت الأمور على حالها. أي في حال بقيت “الشرعية” التي على رأسها الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي في غيبوبة.

يكشف ما شهدته الأشهر القليلة الماضية من تطورات، شملت تقدّم الحوثيين على جبهة نهم، ثمّ إلى الجوف، عجزا تعاني منه “الشرعية” منذ فترة طويلة. لا يدلّ على هذا العجز أكثر من التساؤلات القائمة في شأن العلاقات التي تربط، من تحت الطاولة، الحوثيين بالإخوان المسلمين الممثلين بحزب التجمّع اليمني للإصلاح.

من أجل السعي إلى معرفة ماذا بعد الجوف، المحافظة التي لديها أهمّية إستراتيجية بسبب الحدود المشتركة مع المملكة العربية السعودية وما يتردّد عن وجود ثروات كبيرة في باطن أرضها، لا بدّ من العودة قليلا إلى الخلف. لم يتوقف تمدّد الحوثيين منذ اجتاحوا محافظة عمران، معقل آل الأحمر زعماء حاشد، إلا بعد “عاصفة الحزم” التي انطلقت في مثل هذا الشهر من العام 2015. فبعد عمران التي سيطر عليها “أنصار الله” صيف 2014، تقدّم هؤلاء في اتجاه صنعاء التي سقطت في يدهم يوم الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014. تابعوا بعد ذلك تحرّكهم في اتجاه الوسط وبلغوا عدن. لولا “التحالف العربي” الذي هبّ من أجل منع الحوثيين من السيطرة على كلّ اليمن، بما في ذلك باب المندب، لكانت إيران حققت حلمها في تطويق شبه الجزيرة العربية من كلّ الجهات وعلى طول الحدود اليمنية – السعودية.

في كلّ مرحلة من المراحل الممتدة منذ خلافة عبدربّه منصور لعلي عبدالله صالح في شباط – فبراير 2012، أظهرت “الشرعية” ضعفا ليس بعده ضعف في كلّ المجالات السياسية والعسكرية وإدارة شؤون الدولة. لم تستطع أن تجد لنفسها موطئ قدم في أي مدينة يمنية كبيرة على الرغم من كلّ الإمكانات التي توفرت لها. خسرت صنعاء ثم عدن، التي بات معروفا كيف استعيدت من الحوثيين ومن استعادها. لم تحاول “الشرعية” يوما أن تكون في تعز عاصمة الوسط الشافعي والمدينة اليمنية الأكبر.

في كلّ مرحلة من المراحل، غاب العقل السياسي عن تصرّفات “الشرعية” التي أرادت تقليد عهد علي عبدالله صالح، بما في ذلك بعض خصاله السيّئة، إنّما في ظروف مختلفة كلّيا. كانت كل خطوة أقدمت عليها بمثابة كارثة بحدّ ذاتها. كيف يمكن وصف إعادة هيكلة القوات المسلّحة، بما في ذلك الحرس الجمهوري، بهدف واحد هو التخلّص من أيّ نفوذ لعلي عبدالله صالح أو لنجله العميد أحمد داخل الجيش؟ هل يكفي الحقد على علي عبدالله صالح لتبرير فقدان أيّ فعالية للقوات المسلّحة اليمنية في مواجهة الحوثيين؟

اعتقد عبدربّه منصور، الذي لا يستطيع حتّى زيارة المنطقة التي ولد فيها (الوضيع) في محافظة أبين الجنوبية، أن الانتقام من علي عبدالله صالح يمكن أن يكون أساسا لسياسة من نوع ما توفّر له طابع الشخصية المتميّزة. لم يدر أن الانتقام من شخص ما، بحسناته وسيئاته، لا يمكن أن يشكّل أساسا لسياسة، خصوصا لدى تبدل الظروف الداخلية والإقليمية بشكل جذري، وفي ضوء نجاح إيران في وضع يدها على صنعاء وعلى جزء من اليمن.

تتحمّل “الشرعية” جزءا كبيرا من مسؤولية وصول اليمن إلى ما وصل إليه بعد استكمال الحوثيين سيطرتهم على الجوف وتركيزهم المستقبلي على كيفية دخول مأرب. تبيّن بكل بساطة أن لا مجال للاتكال على هذه “الشرعية” في أي مجال من المجالات. ليس بعيدا اليوم الذي يمكن أن تتواطأ فيه “الشرعية” مع الحوثيين بغية إبعاد القوات التي يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح عن مشارف ميناء الحديدة المطلّ على البحر الأحمر.

حسنا، ارتكب علي عبدالله صالح أخطاء كثيرة. لا يزال عبدربّه منصور هادي حاقدا عليه، على الرغم من أنّه بقي 15 عاما في موقع نائب رئيس الجمهورية. أمّا حقد اللواء علي محسن صالح الأحمر، نائب رئيس الجمهورية، فهو مفهوم نظرا إلى ارتباطه بمعركة خلافة علي عبدالله صالح في السنوات العشر الأخيرة من عهده. هناك اعتبارات أخرى جعلت علي محسن صالح، القريب من الإخوان المسلمين، ينقلب على قريبه في السنة 2011، وينضمّ إلى مجموعة من الشخصيات، من بينها حميد عبدالله بن حسين الأحمر. لعبت هذه الشخصيّات دورها في تحريك الشارع من أجل التخلّص من عهد الرئيس اليمني الذي استمرّ 33 عاما. من بين هذه الاعتبارات ما له بعد إقليمي. في أساس هذا البعد الاعتقاد أنّ الإخوان المسلمين يمتلكون ما يكفي من القوة كي يحكموا اليمن!

في كلّ الأحوال، يظلّ استيلاء الحوثيين على الجوف بداية مرحلة جديدة في اليمن من دون أن يعني ذلك أنّهم في طريقهم إلى استعادة المبادرة على صعيد البلد كلّه. ما لا بدّ من الاعتراف به أنّهم يمتلكون قوّة عسكرية كبيرة وفعالة في غياب من هو على استعداد للتصدّي لهم. ما لا بدّ من الاعتراف به أيضا أنّ هناك تغييرا كبيرا طرأ على المجتمع اليمني، خصوصا في الشمال. ما يميّز هذا التغيير الضعف الذي أصاب تركيبة القبيلة. لم تعد القبائل مستعدّة للدفاع عن شيوخها كما كانت عليه الحال في الماضي. لم يعد من نفوذ يذكر لآل الأحمر، شيوخ حاشد، على سبيل المثال وليس الحصر.

بكلام أوضح، استطاعت إيران، التي يدين لها الحوثيون بالولاء الكامل، تغيير طبيعة المجتمع اليمني في الشمال. هذا يطرح أسئلة كبيرة بالنسبة إلى المستقبل اليمني والصيغة التي يمكن أن يستقر عليها البلد، يوما ما، في مرحلة سيأخذ فيها الحوثيون حجمهم الطبيعي. سيحصل ذلك لسبب في غاية البساطة يعود إلى أن المشروع التوسّعي الإيراني كلّه في حال تراجع من جهة، ولأن الحوثيين لا يمتلكون أي مشروع سياسي أو اقتصادي من جهة أخرى. يمتلكون الشعارات الفارغة التي لا تطعم اليمنيين خبزا ولا تحميهم من الأمراض لا أكثر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غيبوبة الشرعية اليمنية غيبوبة الشرعية اليمنية



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 07:22 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 10:48 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الجمعة 31 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الجدي

GMT 00:00 -0001 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شهر مفصلي أنت على مفترق طريق في حياتك وتغييرات كبيرة

GMT 12:29 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

أمينة بالطيب تُشير إلى سبب حبها لمجال الرسم

GMT 17:02 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

كلبٌ وحكيم

GMT 13:04 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

فيل يحول أحد أعضائه إلى خرطوم إطفاء

GMT 18:42 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

موديلات فساتين زفاف صيفية للعروس العصرية

GMT 19:15 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

نادر السيد ضيف إبراهيم فايق في "نمبر وان"

GMT 01:02 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي ماسكات جمالية من قشور الليمون عليكِ تجربتها

GMT 06:59 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي اسهل طريقة تبييض الوجه وتقشيره بالقهوة

GMT 01:55 2015 الأحد ,05 تموز / يوليو

سانتي مينا ينتقل إلى صفوف "فالنسيا" رسميًا

GMT 20:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي

GMT 17:37 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

مرصد الإمارات الفلكي يحيي الليلة العالمية للقمر

GMT 21:28 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

بلجيكا تسجل 38 وفاة و3437 إصابة جديدة بكورونا

GMT 23:40 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامات للوقاية من عدوى كورونا

GMT 06:26 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

رويز وجوشوا يقيسان وزنيهما قبل نزال الدرعية التاريخي

GMT 18:02 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

أحدث صيحات فساتين الزفاف لتختاري من بينها

GMT 11:57 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمات تتنافسن بالمونوكروم في "هوليوود فيلم أواردس"

GMT 00:39 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

جزيرة "مولوكاي" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon