ثلاثة أسئلة بعد تحور «كورونا»
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

ثلاثة أسئلة بعد تحور «كورونا»

ثلاثة أسئلة بعد تحور «كورونا»

 صوت الإمارات -

ثلاثة أسئلة بعد تحور «كورونا»

عثمان ميرغني
بقلم - عثمان ميرغني

قلق مزدوج من فيروس «كورونا» المتحور، ومفاوضات «بريكست» المتعثرة، جعلا المزاج العام في بريطانيا قاتماً على أعتاب السنة الجديدة. الفيروس الذي طغى على كل ما عداه من أحداث منذ بداية العام يأبى إلا أن يسيطر على المشهد في خواتيمه. فمنذ أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم السبت الماضي أن فيروس «كورونا» تحور بشكل جعله ينتشر أسرع في لندن وعدد من المناطق، بما يستدعي فرض إجراءات وقيود جديدة صارمة، تسارعت القرارات من عدد من الدول بحظر الرحلات الجوية مع بريطانيا، وسادت حالة من الهلع عالمياً بشكل أعاد الأجواء إلى ما يشبه بداية انتشار المرض من ووهان في الصين.

هل كل هذا الهلع مبرر؟

من الطبيعي أن تتخذ الحكومات إجراءات لمنع زيادة حالات العدوى؛ لكن عدداً من العلماء من بينهم أنتوني فاوتشي كبير الاختصاصيين الأميركيين في مجال الأمراض المعدية، دعوا إلى عدم المبالغة في ردود الفعل على هذا التحور في الفيروس، مع تشديدهم على أهمية الاحترازات واتباع إجراءات الحيطة السارية منذ انتشار «كورونا». ذلك أن التحورات في الفيروسات تحدث باستمرار، وقد رصدت عدة تحورات في فيروس «كورونا» المستجد خلال الأشهر الماضية في عدد من الدول، من الصين إلى إسبانيا، ومن أستراليا إلى إيطاليا؛ لكنها لم تكن باعثة على مثل هذا القلق. فما دامت هذه التغيرات هي في جزئيات من سلوك الفيروس وليست في تركيبته بما يجعله أشد فتكاً أو أكثر صعوبة في الرصد، وما دامت اللقاحات التي طورت تبقى فاعلة ضده، فإن السيطرة عليه ممكنة.

مثلما أصبح معروفاً، فإن التحور الذي حدث في الفيروس ورُصد في بريطانيا بشكل أساسي وفي جنوب أفريقيا ثم في هولندا والدنمارك وأستراليا، يتعلق بالتغيير في أحد جزئيات بروتين الأشواك التي يلتصق بها الفيروس مع مستقبلات الخلايا البشرية. ونتيجة لهذا التحور أصبحت عدوى الانتشار أسرع بنسبة تصل إلى 70 في المائة تقريباً. لكن العلماء ما زالوا يدرسون المعلومات لتحديد ما إذا كان كل الارتفاع الذي حدث سببه التحور في الفيروس، أم أنه مرتبط أيضاً بسلوك الناس وعدم التزامهم بإجراءات الحيطة والتباعد؛ لا سيما مع الازدحام الذي لوحظ في الشوارع والمحلات التجارية ووسائل المواصلات العامة في لندن، خلال الفترة التي تسبق احتفالات الميلاد. فهناك كثيرون بدأوا يتراخون في الالتزام بتعليمات التباعد ولبس الكمامة، إما لأنهم ملوا من طول فترة القيود، وإما لأنهم من الشباب الذين يرون أن تأثير الفيروس عليهم أقل، وإما لأنهم اعتبروا أن أخبار اللقاحات بمثابة رخصة للتساهل.

ربما أن انتشار السلالة الجديدة المتحورة من الفيروس فيه درس لتذكير الناس بأهمية الالتزام بإجراءات الوقاية المعروفة، وعدم التهاون والتراخي. فالمعركة مع «كورونا» لا تزال طويلة، والطريق فيه مطبات بلا شك؛ لا سيما مع قدرة الفيروس على التحور بطرق مختلفة؛ لكن الخطر الأكبر يبقى في سلوك الناس، وتجاهل كثيرين منهم للبس الكمامات والتباعد الآمن وغسل اليدين، وغيرها من إجراءات الحيطة.

اللقاحات، مع أنها مبشرة؛ لكنها لا تعني تلقائياً أن الحياة ستعود إلى ما كانت عليه عام 2019؛ بل علينا أن نتأقلم مع «المألوف الجديد» من حيث تغيير بعض السلوكيات والعادات، والتكيف مع أنماط جديدة في العمل والحياة الاجتماعية. صحيح أن اللقاحات حسبما أشارت إليه نتائج تجاربها ستعطي المتلقي مناعة؛ لكن ليس معروفاً حتى الآن كم ستستمر هذه المناعة، أو ما إذا كان الشخص الذي تلقى الجرعة سيبقى ناقلاً للعدوى حتى وإن لم يصب هو بها. كذلك فإنه سيمضي وقت طويل قبل أن تصبح اللقاحات متوفرة لكل الناس بما يوفر المناعة الواسعة المطلوبة لكبح جماح الفيروس بحيث يُقضى عليه تدريجياً، أو يصبح تحت السيطرة ويمكن التعايش معه، مثل فيروسات أخرى كالسارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) أو الإنفلونزا. فالعلماء ينصحون الناس الذين بدأوا في تلقي اللقاح بأن يستمروا في لبس الكمامات، والتباعد الآمن، وغيرها من إجراءات الحيطة الأخرى خلال الفترة المقبلة، وحتى يكتمل تطعيم ما لا يقل عن 70 في المائة من السكان، وهي النسبة التي تصل فيها المجتمعات إلى ما تسمى «مناعة القطيع».

وينبه العلماء إلى أن اللقاحات الحالية فعالة بنسبة 95 في المائة، ما يعني أن نسبة 5 في المائة لن تكون فعالة معهم، وهو رقم كبير لو حسبناه من مجموع سكان البلد، أو لو نظرنا إليه على المستوى العالمي. الرسالة هي أنه حتى نصل إلى نسبة 70 في المائة من التطعيم للسكان في أي بلد، فإن إتباع إجراءات الحيطة يبقى مطلوباً، لكي تكون هناك فرصة حقيقية في السيطرة على هذا الفيروس، والقضاء عليه، أو على الأقل احتوائه.

هناك 3 أسئلة شكلت محور قلق الناس خلال الأيام القليلة الماضية، وهي: أولاً، ما إذا كان الفيروس المتحور أشد فتكاً من سابقه، وهو ما رد عليه العلماء والمختصون بالقول إنه لا يوجد ما يدل على أن السلالة الجديدة تجعل المرض أشد، أو تسبب مضاعفات أكثر خطورة على الحياة من سابقتها. خطورة الفيروس المتحور حتى الآن هي في أنه ينتشر بشكل أسرع، وبالتالي يرفع نسبة الإصابات مثلما حدث في بريطانيا خلال الأيام الماضية. ومن بواعث القلق أيضاً ما أعلنه العلماء البريطانيون من أن السلالة الجديدة أكثر قدرة على إصابة الأطفال من سابقتها، ما يعني أيضاً توسيع دائرة العدوى؛ لأن الأطفال يختلطون في المدارس، وبالتالي يصبحون ناقلين للعدوى إلى أهاليهم.

السؤال الثاني الذي طرح بشكل واسع يتعلق بما إذا كان الفيروس المتحور سيبطل مفعول اللقاحات الجديدة، بأن يكون قادراً على تجاوز المناعة التي توفرها. الإجابة التي جاءت من عدد مقدر من العلماء، ومن منظمة الصحة العالمية، هي أنه ليس هناك ما يشير إلى أن اللقاحات لن تكون فعالة مع النسخة المتحورة. وقال سير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية، إنه من المعلومات المتوفرة حتى الآن لا يبدو أن السلالة الجديدة تغير استجابة اللقاح بما يجعله أقل فاعلية. وفي هذا الصدد قالت الشركات المصنعة إن لقاحاتها اختُبرت على عدد من سلالات الفيروس المنتشرة، وبالتالي فإنه يتوقع أن تكون فاعلة مع النسخة الجديدة من الفيروس. وفي كل الأحوال فإن هذه الشركات ستجري تجارب على الفيروس المتحور الجديد خلال الأيام المقبلة، لمزيد من التأكد بشأن فعالية اللقاحات ضدها.

ثالث الأسئلة التي أثيرت كان: هل الفيروس بعد تحوره أصبح غير مرئي لنظام الفحص الحالي؟ العلماء نفوا ذلك، وأكدوا أن الفحوصات المتبعة الآن قادرة على التعرف على الفيروس والمصابين به، ما يجعل السيطرة على انتشاره ممكنة إذا التزم الناس بالتعليمات وإجراءات التباعد، ولبس الكمامة، وأي توجيهات أخرى تصدرها السلطات.

النقطة الأخيرة المهمة هي أن هذا الفيروس يعطينا درساً في كل مرة، وهو أنه لا يمكن لأي بلد أن ينكفئ على نفسه ويزعم أنه بذلك سيقضي على الفيروس. التعاون العالمي هو الذي سيمكِّن البشرية من السيطرة على الجائحة، وكبح جماح الفيروس الذي غيَّر حياتنا وهز الاقتصاد العالمي بشكل غير مسبوق. وربما تحفز الجائحة الحكومات والمنظمات الدولية للتداعي لتشكيل هيئة دولية تضم علماء وخبراء تكون مختصة فقط بدراسة ورصد الفيروسات؛ لأنها تبقى أحد أكبر المخاطر على البشرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة أسئلة بعد تحور «كورونا» ثلاثة أسئلة بعد تحور «كورونا»



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 20:29 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج العذراء

GMT 11:31 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:04 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الجدي

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 14:30 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 19:50 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الجوزاء

GMT 16:29 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إليكم زلاقة بطول 388 مترًا وقاع زجاجي لمحبي المغامرة

GMT 16:46 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الأصفر يتصدر موضة ديكورات المنزل خلال موسم 2018
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates