الرأسمالية المطلقة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

الرأسمالية المطلقة!

الرأسمالية المطلقة!

 صوت الإمارات -

الرأسمالية المطلقة

حسين شبكشي
بقلم - حسين شبكشي

هل هناك ما يمكن أن نسميه ونطلق عليه وصف «الفساد المطلق للرأسمالية»؟ بعض الأحداث الأخيرة في عالم الأعمال تفتح المجال وبقوة غير مسبوقة لطرح هذه النوعية من الأسئلة ومحاولة الإجابة عنها بموضوعية واستقلالية تامة. هناك «تنمر» تشريعي ضد عدد غير بسيط من الشركات الجديدة العملاقة، التي تعمل في مجالات الاقتصاد الرقمي الجديد المتنوعة. ففي الغرب عموماً وفي الولايات المتحدة تحديداً، هناك شعور بالقلق والخوف والشك والريبة لا يمكن تجاهله جراء الزيادة الواضحة في «التأثير والهيمنة» على صناعة توجهات الرأي العام، وخطورة ذلك الأمر في الدول الديمقراطية. فالشركات التقنية الكبرى، هي التي صنعت «إعلاماً موازياً» سُمي بالإعلام الرقمي الجديد، وأثرت بشكل ملحوظ وكبير على توجهات الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جاءت بباراك أوباما (أول من فطن لأهميتها مع الناخبين من جيل الألفية واستغلها انتخابياً بشكل مؤثر وفعال)، ومن بعده دونالد ترمب وداعميه خلال انتخابات 2016، التي فاجأت نتائجها الجميع.
المشكلة في التأثير المتزايد لهذه الشركات على الرأي العام ليس بالصورة البريئة الموضوعية، فهذه الشركات لها أهداف ومصالح تسعى لتعزيزها وحمايتها عن طريق ضمانة استمرارية تشريعات سياسية معينة. بمعنى آخر، ما كانت تمارسه الشركات الكبرى قديماً لحماية مصالحها عن طريق وسطاء محترفين يقبضون أتعاب نظير خدماتهم تحت مسمى قوى الضغط ليقنعوا المشرعين الدستوريين بوجهات نظرهم، أصبح اليوم يمارس بشكل مباشر على الرأي العام بأكمله ويوجه الناخب المقصود (بخوارزميات تعتمد على تقنيات مذهلة من الذكاء الصناعي) إلى تحقيق الأهداف المقصودة. وتحاول مؤسسات العلاقات العامة العملاقة التي تتولى الدفاع عن وجهات نظر شركات التقنية الكبرى تفسير هذا التطور التقني وعلاقته مع عامة الناس، بأنه أشبه بما وصفه الاقتصادي الاسكوتلندي الكبير آدم سميث في كتابه البالغ الأهمية «ثروات الأمم» (الذي يعتبره الاختصاصيون أم جميع الكتب الاقتصادية)، بيد السوق الخفية، بمعنى أنه تطور طبيعي للعلاقة بين الشركات والمعلومات ومتلقيها في ظل وجود عرض وطلب. وهذا تفسير أكاديمي جميل وبريء ولكنه غير دقيق أبداً. وهذا هو أحد أخطر وأهم الأسباب التي جعلت المشرعين في أوروبا والولايات المتحدة أن يقوموا بتحرك استجوابي استباقي مع كبار التنفيذيين في هذه الشركات العملاقة لمواجهتهم بهذه الهواجس المقلقة لهم.
كل هذا يبدو «مفهوماً» و«مقدراً» في الدول الديمقراطية التي تقدس دور دولة المؤسسات وتحترم جداً مبدأ الفصل بين السلطات لأن هذه الخطوات الاحترازية التي تقدم عليها السلطات التشريعية في الدول الغربية تصب في المجال الخاص نفسه بالحفاظ على الاستقلالية وحماية الحريات، ولكن يبقى الأمر لغزاً غامضاً ومريباً في محاولة تفسير ما يحصل مع مؤسس شركة «علي بابا» عملاق الاقتصاد الرقمي الجديد الصيني جاك ما، الذي تمت معاقبة شركته المالية الواعدة «مجموعة آنت» التي أقدمت الحكومة الصينية على طرح تشريعات أكثر صرامة لتنظيم عمل الشركات المالية مما تسبب في تأجيل الاكتتاب الأكبر في التاريخ المتعلق بـ«مجموعة آنت» الذي كان من المتوقع أن يفوق الـ35 مليار دولار في بورصتي هونغ كونغ وشانغهاي، وأدى ذلك إلى موقف حاد من قبل جاك ما بحق الجهات التشريعية، مما جعل السلطات الصينية «تفتح» تحقيقاً عميقاً عن الممارسات الاحتكارية للشركات الرقمية الكبرى، وعلى رأسها «علي بابا»، مما أدى إلى هبوط حاد تجاوز الـ8 في المائة في قيمة سهمها.
الموقف المتربص من الحكومات الرأسمالية إزاء الشركات التي تكبر «أكثر» من اللازم ليس بجديد، فلقد حصلت مواقف تفتيتية بحق شركات نفطية واتصالات ومصرفية من قبل في أميركا واليابان وغيرهما، ولكن الصين ذلك البلد الشيوعي الذي عادة يواجه الرأسمالية بالتأميم بأن يوحد إجراءاته بنفس توجه أعتى الدول الرأسمالية للحد من قوى ونفوذ شركات التقنية الكبرى، فهو أمر يدعو إلى الدهشة ويحتم الوقوف أمامه ملياً.
مقولة قرأتها وأفكر فيها بجدية قد يكون فيها شيء من الحكمة المنشودة: «الرأسمالية المطلقة مفسدة مطلقة» يصعب تحديدها وتعريفها، وهي تذكرني بواقعة مشهورة أقيمت من قبل إحدى الكنائس في ولاية كاليفورنيا ضد لاري فلينت أحد كبار ناشري المجلات الإباحية وهو يدافع عن نفسه بحجة حرية الرأي، فما كان من القاضي إلا أن قال «إنها إباحية»، فلما طلب محامي فلينت من القاضي تعريف الإباحية قال له: «لا أعرف، ولكني أدركها حين أراها»، والشيء نفسه يقال عن الرأسمالية المطلقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرأسمالية المطلقة الرأسمالية المطلقة



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 06:17 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

عرض مسلسل "الشارع اللي ورانا" نهاية العام الجاري

GMT 01:13 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

بثينة الرئيسي تعتمد أحدث صيحة لهذا الصيف

GMT 21:23 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بريف حماة

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شعبان عبد الرحيم.. تعرف علي تفاصيل الساعات الأخيرة

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد أبو تريكة يعلق على تعيينه سفيرا لمونديال قطر2020

GMT 01:38 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن الاستيلاء على مدينة رأس العين شمال سورية

GMT 20:58 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

البواردي يستقبل السفير اليمني

GMT 17:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مزايا وعيوب سيارة تويوتا "C-HR"

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عطر "Decadence Eau So Decadent" يُجسِّد المرأة القوية الحُرّة والأنيقة

GMT 16:30 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

جاي بيريمان يطلب الترخيص للمشاركة في سباق السيارات

GMT 10:17 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حاربي التجاعيد وحب الشباب بهذا المكوّن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon