رحيل جان عبيد بيت قصيد السياسة العربية
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

رحيل جان عبيد بيت قصيد السياسة العربية

رحيل جان عبيد بيت قصيد السياسة العربية

 صوت الإمارات -

رحيل جان عبيد بيت قصيد السياسة العربية

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

غادرنا ليلة البارحة قامة خاصة، لها مقاسها الإنساني والسياسي الذي لا يضاهيه فيه إلا قلة من أهل زماننا. جان عبيد الذي اجتمعت فيه لبنان بكل أطيافها السياسية والثقافية وامتدادها العربي التاريخي المتوسطي والعالمي. جمعتنا قربى الأبجدية على مائدة اجتماعات وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية. ليبيا ولبنان الأبجدية، أضاف لهما جان عبيد قربى من نوع آخر. هو وزير جمعت بيني وبينه خيوط من الحروف التي نسجها أبو الطيب المتنبي، الذي يعيش في عقل الوزير عبيد وقلبه ولا يغيب عن لسانه. قبل أن ندخل إلى قاعة الاجتماع بالجامعة العربية، ندخل إلى مكتب الأمين العام ونجلس في صالونه، حيث يتبادل الوزراء أحاديثَ ودية، ويحرص الراحل أن يجلس بجانبي نتحدث في الأدب والتاريخ وحول آخر ما صدر من الإبداع العربي. بالطبع لا تغيب الهموم السياسية العربية، وهي لا تتناقص، بل تزداد تعقيداً واتساعاً كل يوم. جان عبيد له ترمومتر الزمان الذي لا يطاله التقادم. يرى كل ما يدور بعين عربية، ويلامسه بعقل السياسي العروبي الذي يتفاعل في داخله غضب يذكيه الألم، ويقدح الأمل فيه سقط الزند الذي يلوح منه الأمل.
في كل اجتماع هناك جدول الأعمال الذي يعده المندوبون العرب بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة، وعادة ما يتناول القضايا الراهنة ولا تغيب عنها القضية الفلسطينية وبعض المستجدات العربية والدولية. نتبادل الملاحظات والرأي مع جاري في الأبجدية الذي تجمعني معه قربى الأدب والشعر، والمتنبي الذي يحفظ الوزير جان عبيد مطولات قصائده، ولا يمل من استحضار أبيات من قصائده للتعليق على ما يقال. مثلاً علق على ما قاله أحدهم كاتباً لي على ورقة أمامه:
وكل شجاعة في المرء تُغني... ولا مثل الشجاعة في الحكيمِ... وكم من عائب قولاً صحيحاً... وآفته من الفهم السقيم... ولكن تأخذ الآذان منه... على قدرِ القرائح والعلومِ.
الزملاء وهم يلاحظوننا نتبادل الأوراق بيننا، يعتقدون أن هناك تنسيقاً وتشاوراً بين لبنان وليبيا في القضايا المطروحة، وهم لا يعلمون أن لنا فيلسوفاً شاعراً يجلس غير مرئي بيننا هو أبو الطيب المتنبي. مرة في جلسة العشاء قال أحد الزملاء الوزراء، أرى تقارباً خاصاً بين ليبيا ولبنان، قلت له، إنها صلة الرحم الأبجدية التي أذكاها شاعرنا جميعاً.
رحل رجل كان شجرة أرز لبنانية فريدة. كل غصن فيها كتاب فلسفة وديوان شعر يطوف حولها نسيمٌ عربي ملهم. عندما تُكتب القرارات أو البيانات تكون لنا وقفة نحوية على ما كتب، وكذلك الحبكة اللغوية التي تعبر عن حقيقة المضمون. اليوم فقد العربُ ضميراً ولاؤه لعروبته وعقله قوة سياسية وفكرية تمتلك رؤية لها بعد خاص، لا يفصل أبداً بين ما هو لبناني وعربي، وهو كذلك في كل شيء. القرآن الكريم حاضر وكذلك الحديث النبوي الشريف، وعن التاريخ العربي فهو الموسوعة، وفي السياسة فهو الواقعي الذي يعرف ما يريد، وماذا نستطيع أن نحققه على الأرض.
في يوم رحيله أنا أتحدث عن ما عرفته فيه بحكم المكان والمناسبات التي جمعتنا. المحفل كان دائماً سياسياً، لكن الجوار والقربى الأدبية والعربية، جعلت له في نفسي مكاناً خاصاً. اليوم والألم شاخص والحزن له حضور، لا يختلف كل من عرفه على أن الفقيد نجم لامع غاب عن سمائنا العربية. خطفته يد الوباء التي تمتد إلى البشر ولا توفر النجوم التي تلمع في سماء عربية يغشاها ظلام الكوارث، ويسيل على أرضها دمُ الاحتراب. لقد كان الراحل بيت القصيد العربي سياسياً وفكرياً وأدبياً. أجمع زملاؤه على حبه واحترامه رغم الخلافات التي لا تغيب. من مشرق البلاد العربية إلى غربها يقبلون عليه. له حواره الودي الدائم مع أمين عام الجامعة الأسبق عمرو موسى، وملاطفته التي لا يغيب عنها الشعر مع وزير خارجية المغرب الأسبق المثقف والأديب محمد بن عيسى، وأحاديثه الودية الطويلة مع صديقه الحميم الراحل سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، ومع يوسف بن علوي حكيم السياسة العمانية وزير خارجيتها الأسبق. فعلاً لقد كان جان عبيد بيت القصيد العربي سياسياً وأدبياً وفكرياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل جان عبيد بيت قصيد السياسة العربية رحيل جان عبيد بيت قصيد السياسة العربية



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 19:34 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الحمل

GMT 19:40 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الثور

GMT 15:58 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الدلو

GMT 06:50 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الحمل

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:05 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 20:53 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الثور

GMT 09:25 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

عرض الموسم الثالث من "مسرح مصر" على "MBC مصر"

GMT 11:38 2012 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "نورث آيلاند" يتمتع بالعُزلة والخصوصية في سيشيل

GMT 17:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 31 نوفمبر/ تشرين الثاني لبرج العقرب

GMT 20:36 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 19:47 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يخسر معركته مع برشلونة حول فاران الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates