هل نستحقُّ كورونا وما يليها
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

هل نستحقُّ كورونا وما يليها؟

هل نستحقُّ كورونا وما يليها؟

 صوت الإمارات -

هل نستحقُّ كورونا وما يليها

فاطمة ناعوت
بقلم : فاطمة ناعوت

لم أعبأ يومًا بمعرفة ما إذا كان فيروس كوڤيد- ١٩، وما تبعه من فيروسات شرسة، «طبيعيًّا أم مصنّعًا». فتلك مَهمّة علماء دراسة الفيروسات Virologists. لكن ما يعنينى حقًّا أمورٌ ثلاثة. أولا: إدراك أن العالمَ فى كارثة حقيقية غيّرت وجه الحياة عن الصورة الطبيعية التى عرفناها قبل عام ٢٠١٩. وثانيًا: الأمل فى الخروج من الكارثة ليعودَ للعالم سلامُه المفقود. وثالثًا: أن «ننظر فى أنفسنا»، ونحاول أن «نتحوّرَ ثقافيًّا وفكريًّا» لنغدو بشرًا أكثر تحضّرًا ورُقيًّا، مثلما يُحوّرُ الفيروسُ نفسَه «چينيًّا» ليخلق سلالاتٍ جديدةً أكثرَ قدرة على المقاومة الحياة، وهو ما يعرف بالـ Metamorphosis.

علينا أولا أن نعترفَ أن وجود البُغض والتناحر فى هذا العالم يشير بإصبع حزين إلى إخفاقنا فى التعلّم من التاريخ. وأن نسعى إلى تقديم أوراق اعتماد حضارية جديدة تُنقذ الإنسانيةَ من الهلاك. فلو أحببنا اللهَ بحق، ما بغضَ المرءُ أخاه، وما لاعنه، وظلمه، وقتله. علينا إدراك أن «طيبة القلب» و«ذكاء الذهن» صِنوان قرينان. فدائمًا ما نلاحظ أن الحنوَّ والرحمة، مقرونة بالارتقاء البيولوجى والمستوى العقلى الرفيع. الشرُّ لونٌ من الانحدار لا يليق بمرتبة الإنسان العليا على السلم البيولوجى. وضعُ شروط «عنصرية» لمنح الحب، يضعُ الشخص فى مرتبة «دنيا» من مراتب الكائن الحى. وكثيرًا ما شاهدنا فيديوهات وصوراً لقطّة تحتضن عصفوراً جريحاً وتلعق جرحه. أو حمامةً تحتضن هرةً وليدة ماتت أمُّها وتهاجم مَن يحاول انتزاعها من حضنها. أو عنزةً تُرضعُ أرنباً مع صغارها. أو لبؤة تحمى غزالاً يطارده قناص. الفكرةُ هنا أن ذلك الحيوان أو الطائر قد تجاوز «فصيلَه» الخاص ومنحَ الحب إلى «فصيل» آخر. وكما تشيرُ العنصرية والطائفية والقسوة إلى تدنى المرتبة البيولوجية، تشير كذلك إلى انخفاض المستوى الفكرى لذلك الشخص.

«لم أتسبب فى دموع إنسان!» عبارةٌ هائلة ومخيفة قالها الجدُّ المصرى القديم، تُلخِّصُ فلسفةَ الكون بكامله فى خمس كلمات. لو غرسنا تلك الكلمات فى قلوبنا لانتهت محنةُ الإنسان فوق الأرض. العدلُ يبدأ من حيث تلك الكلمات. والرحمة والتحضر والصدق والغفران والحب والسلام والمعرفة والزراعة والفنون والصناعة والاقتصاد والتعليم والسياسة، جميعُها نقاطٌ على حبل تلك الكلمات القليلة فى الجملة الهائلة السابقة. علينا أن ندرك أنك حين تحبُّ الناسَ فإن المستفيدَ الأوحدَ هو (أنتَ)، وليس أحدٌ سواك. فالمُحسِنُ إلى الناس يشعرُ بسعادة عضوية أكثر مما يشعر المُحسَن إليه. إذْ أثبت العلمُ أن «السعادة» تتحقق حين يفرز الجسمُ أربعة هرمونات هى: إندورفين- دوبامين- سيروتونين- أوكسيتوسين. الهرمون الأخير (أكسير الحبّ)، لا يُفرز إلا فى لحظات الحُنو والاحتضان ومنح الحبّ للآخرين. وإذن محبةُ الناس «دون غايةٍ»، هى «الغاية» فى ذاتها. دعونا نتخفّف من أثقال الكراهية والعنصرية والطائفية، ونملأ رئتينا بأكسجين الحب حتى تحملنا البالونات، ونطير.

الشخصُ الذى اخترع «الشمعةَ» فى القرون السحيقة، مسحَ دمعةً من عين طفلة تبكى فى الظلام. والذى اخترع الطائرة طيّبَ قلبَ أمٍّ برؤية ابنها المسافر. والذى ابتكر الورقة والمطبعة هدهد طفلاً يحكى له أبوه حكاية قبل النوم. والذى ابتكر البيانو مسح دموعَ المحزونين فى هذا العالم. والذى اكتشف «البنج» تدينُ له البشريةُ بتخفيف الألم. أولئك بشرٌ يستحقون الحياة. دعونا نتذكّر أن الكِبر والغرور من سمات التصدّع الروحى وفقر الإيمان. فالمؤمن الحق لا يكون إلا متواضعًا وهو عزيزٌ. فالإيمانُ الحقّ بالله، يحملُ فى طياته احترامَ عقائد الآخرين، مهما تباينت. لأن فى تباينها ثراءً، واتفاقاً على مبدأ أساسى: البحث عن الله، عبر مساربَ ودروبٍ شتى. الإيمانُ أرقى من التدين. فالإيمان هدفٌ، والتدينُ وسيلة. والإيمانُ يسبق الديانات والعقائد. الإيمانُ على الأرض منذ ملايين السنين، منذ نظر أولُ إنسان إلى السماء وقال: «يا رب»، فيما العقائدُ لم تولد إلا منذ بضعة آلاف سنة.

ولو شاء اللهُ لوحّد الأديان، لكنه اختار أن يكون النورَ الذى يَغمر العيونَ ويعمِّرُ الأفئدةَ، فتلمحُه العيونُ من زوايا عدة، وتلمسه القلوب عبر تجارب متنوعة. «الإنسانُ» صنعُ الله وثمرةُ يديه الربوبيتين. فحين تتأملُ زهرةً مشرقةً، وحين تستنشقُ شذاها، وحين تراقب فراشةً ملونة تخفقُ بجناحيها فوق الزهر، وحين تشخصُ فى وهج الشمس البرتقالى أو ضوء القمر الفضىّ أو تلألؤ النجوم الألماسى أو سريان الغيم فى السماء، فأنت تُمجد صنعَ الله الإعجازى وتقول: «سبحان ربى ما أبدعَ صنعك!» وحين تُقبل رأسَ طفل فكأنما تقول: «سبحان الله العظيم ما أجملَ ما قدمت للأرض خليفةً لك، ليُعمر الكونَ ويُحسنَ إلى غيره من الناس!». «الدينُ لله والوطن لمن تعلّم أن يكون إنسانًا».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نستحقُّ كورونا وما يليها هل نستحقُّ كورونا وما يليها



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 21:01 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الجوزاء

GMT 19:57 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج السرطان

GMT 19:38 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

وفاة امرأة مع استمرار اشتعال الحرائق في كاليفورنيا

GMT 17:49 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 31 نوفمبر/ تشرين الثاني لبرج الميزان

GMT 01:49 2018 السبت ,28 تموز / يوليو

يورجن زوب يبلغ نصف نهائي بطولة جشتاد للتنس

GMT 16:44 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

لا للانتحار الفلسطيني…

GMT 17:04 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

طرح الملصق الدعائي الأول لمسلسل "أبو عمر المصري"

GMT 15:39 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ محمد بن راشد يحضر أفراح الحميري والفلاسي

GMT 00:46 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دار ميناز تقدم مجموعة مميزة ولافتة للمحجبات لعام 2018

GMT 08:39 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"زايد للكتاب" تعلن القائمة الطويلة للمؤلف الشاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates