بغداد تحت الرماد وميض نار
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

بغداد... تحت الرماد وميض نار

بغداد... تحت الرماد وميض نار

 صوت الإمارات -

بغداد تحت الرماد وميض نار

فهد سليمان الشقيران
بقلم : فهد سليمان الشقيران

يبدو أن توديع الحديث عن الإرهاب وما فيه من المهمات الصعبة، بل والمستحيلة، وآية ذلك أن التنظيمات مثل «القاعدة» و«الإخوان» و«داعش» لها طرقها المعقدة في الكموش والتمدد وادعاء الانحسار. حين أعلن عن دحر تنظيم «داعش» أواخر عام 2017، كتبت أن مهمات كبرى قد أنجزت، ولكن من المبكر إعلان وفاة التنظيم. حين هزّ تفجير ساحة الطيران الوحشي بغداد كان تنظيم «داعش» في أسوأ أحواله بالتأكيد، لكن لديه خلايا على مستوى لا بأس به من التعافي. اليوم نحن أمام عملية نوعية بوحشيتها الفائقة، تأتي بمستوى عمليات «داعش» مثل حرق الطيار، وإغراق الجنود، شكل جديد في مشهدية «داعش» الملعونة والمجنونة.
جزء أساسي من استراتيجية «داعش» أن يتجاوز «إدارة التوحش» لدى «القاعدة»، ويذهب للدرجة القصوى من التصعيد الدرامي لعملياته الانتقامية؛ أن يفجّر انتحاري نفسه بمن أغاث لهفته ولمن لبى نجدته، لا أعتقد أن هذه الصورة قد أقدمت عليها التنظيمات المتوحشة الأخرى، فالتوحش لا يمكن أن يخضع للإدارة كما في كتاب الحاكمية، بل نحن أمام توحش مطلق وعام وشامل.
الجهود المبذولة من الكاظمي وحكومته قوية؛ لقد قام بضربات سريعة عبر التغييرات الأمنية، وإعلان عملية قوية شعارها «ثأر الشهداء»، لكن المشكلة ليست في العمل الأمني على أهميته، وإنما في الاضطراب السياسي والتدخل الإيراني والزعزعة التي تمثلها آيديولوجية إيران، التي تجعل من مهمة هزيمة «داعش» مستحيلة؛ لأن إيران تعرقل عمل الحكومة وتقف ضد مشروع سحق الميليشيات السنية والشيعية معاً.
والكاظمي عقبة بالنسبة لإيران، كما يحلل مصطفى فحص، «الكاظمي معضلة إيرانية لا يمكن معالجتها، فصناع القرار العراقي داخل البيت الإيراني يعانون من انقسام في تقييمه وفي كيفية التعامل معه، فبعضهم يريد مسك العصا من المنتصف معه، فيما بعضهم الآخر يدعو إلى لي ذراعه في هذه المرحلة إلى أنَّ تتوفر فرص إسقاطه، وبين هذا وذاك لا تبدو الفرصة الإيرانية متوفرة، ليس لأنَّ العراق أقوى؛ بل لأنَّ إيران أضعف مما سبق».
إن العملية الإرهابية في بغداد بمثابة إعلان بدء حرب جديدة مع تنظيم «داعش» بعد انكسارها منذ اغتيال أبو بكر البغدادي، والمهمة ليست أمنية داخلية فحسب، بل يحتاج العراق إلى دعم عربي ودولي من أجل إنجاح خطة الكاظمي الطموحة. والسعودية، بكلام وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان، حريصة على دعم استقلال العراق ونصرته على كل المستويات، فالخطر الذي يصل إلى العراق مؤشر سيئ لجميع دول المنطقة، ومن دون دعم أميركي مطلق لخطة الحرب الشاملة على الإرهاب، فإن إيران ستستمر بوضع العصي في الدواليب، ولا يمكن لنجاح سحق تنظيم «داعش» أن يتم بمعزل عن تدمير تنظيم الحشد الشعبي وسواه من الفيالق الدموية هناك.
استعراض تنظيم «داعش» عضلاته في بغداد يأتي بالتزامن مع انتعاشه في سوريا، كما يقرأ ذلك الكاتب السوري أكرم البني؛ إذ يعتبر روح «داعش» قد عادت بسوريا ورغم كل الحرب على التنظيم، غير أنه وبحسبه، «قد نجا من الموت والهلاك، وأعاد الروح لنشاطاته العسكرية، معتمداً أسلوب حرب العصابات، ومستقوياً بقدرة عناصره على الانتشار والتخفي ضمن الطبيعة الجغرافية للبادية السورية المترامية الأطراف، والمتصلة مع الحدود العراقية والأردنية والتركية».
وتنظيم «داعش» لديه القدرة على رص صفوفه من جديد. التفاؤل الأمني والسياسي العالمي جاءت نتيجته عكسية، واليوم التنظيم بيديه قنواته على الإنترنت في الوسائط والتطبيقات التي يصعب ضبطها والسيطرة عليها، مثل «تلغرام» أو «واتساب»، وبدرجة أقل في «تويتر» و«فيسبوك»؛ فالإنترنت وسيلته للحشد وكسب الأتباع والانتشار في الدول من دون الحاجة إلى أكلاف باهظة. ذلك ما يؤكده جيمس ستافريديس، وهو أميرال بحري متقاعد بالبحرية الأميركية وقائد عسكري سابق لحلف الناتو، حيث كتب عن دروس يجب تعلمها من الحرب على الإرهاب، وذكر منها «لقد تعلَّمنا تلك الدروس بالطريقة العسيرة من خلال مشاهدة تنظيمي (القاعدة) و(داعش) الإرهابيين وهما يتلاعبان بمختلف مصادر شبكة الإنترنت بخبرة واضحة. وكان من بين الأساليب المهمة المستخدمة في مواجهتهم وهزيمتهم على الفضاء السيبراني، ليس مجرد إغلاق المواقع المتطرفة، وإنَّما أيضاً إعادة توجيه عمليات البحث. وهناك كثير من العمل الذي ينتظر القيام به في هذا المجال».
طوال عام كامل استثمر التنظيم انشغال حكومات العالم بالجائحة وآثارها، واستطاع أن يلتقط أنفاسه بعد الضربات الموجعة التي تلقاها، وما العمليات الأخيرة للتنظيم إلا نتيجة لذلك الانشغال معضوداً بتفاؤل حكومي خطير.. علينا الاستعداد لمواجهة أخطار محتملة يسببها انتعاش تنظيم «داعش» وأخذ كامل الاحتياطات والتدابير؛ فعملية ساحة الطيران المدمرة خطط لها لتكون إعلان العودة ورسالة من التنظيم للعالم بأنهم في الميدان ولديهم القدرة على الضرب والإيذاء.
تعلمنا من سنين مكافحة الإرهاب أن الخسائر تكون قليلة حين نبني استراتيجياتنا انطلاقاً من الاحتمال الأسوأ والاستعداد له. هذا ما يجب علينا تمثله بغية لجم الإرهاب وسحقه واستئصاله والقضاء عليه من الجذور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بغداد تحت الرماد وميض نار بغداد تحت الرماد وميض نار



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 21:04 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 15:08 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

شهرعابقاً بالأحداث المتلاحقة والمناخ المتوتر

GMT 03:36 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

وزير الشباب يعلن إطلاق صندوق دعم الرياضة أواسط كانون الثاني

GMT 10:22 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

هذه الأمراض تتعرض لها النساء أكثر من الرجال

GMT 02:04 2016 الثلاثاء ,24 أيار / مايو

روعة المفروشات في اتجاهات الديكور المنزلي

GMT 16:42 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

حمام "ربي" أشهر المنتجعات الصحية الأنيقة في الجزائر

GMT 10:12 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

واقعنا الإعلامي "مرعب" وأنحاز لهموم الناس

GMT 07:39 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

عصام سلطان يزعم وجود محاولة لإعادة مبارك إلى الحكم

GMT 20:21 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

جامعة محمد الخامس تستقبل 550 طالبًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates