علي ابو الريش
للبيت أعمدة وزوايا، وجدران، والقاطنون أرواح تلون الغرف، وتزرع الفناء بالعشب القشيب، وعلى الهامة الشاهقة ترتفع أعلام البهجة، مزخرفة بنقش الانتماء وحِناء الولاء، لرب البيت، والذود بالنفس والنفيس عن حياض ورياض، في وجه بغيض ومريض. للبيت قدسية المكان، وحرمة التضاريس، وأيقونة التاريخ والناي لا يعزف إلا بصوت النوارس، الحارسات لنجوم سبع، تلألأت فضاءات، ورسخت في السماوات معنى الوجود وناموس الخلود، وأيقظت في القلوب أجنحة الشموخ، فصارت وعياً شعبياً، إماراتياً، بامتياز لا يضاهيه نَفرة ولا كرَه، وصار الوعي في التاريخ فلسفة أغدقت على الجغرافيا فعل الناس الأوفياء، وملأت الدنيا تصديحاً وتصريحاً، وتفنيداً، وتغريداً، وترديداً، الله أكبر يا وطن، لك المجد والوجد، والسعد، والوعد، والعهد، والبيت متوحد، والمهد أرض، وعدت وأسعدت وأثمرت في الأبعاد الأربعة اسماً لا يقلد وصرحاً لا يبدد، والكلمة السواء لغة المتوحدين على قصيدة الحب الكبرى تنثر عبيرها عبقاً حضارياً يملأ وعاء التاريخ وتفيض به الأكوان. جمعية البيت متوحد، نتمنى أن تكون اسماً على مسمى، وأن تأخذ بناصية الحقيقة وتمسك بقلم المبادرة باتجاه التكثيف، لواقع إماراتي يستحق التفاني بلا توان، يستحق التمادي في الحب، لأجل شجرة اخضرت وأينعت ويفعت، وبلغت بلوغ المجد بفضل من أسسوا وكرسوا الحب كقاسم مشترك، يجمع الأغصان ويمنحها التفرع حتى وصلت شاهق العلا، ونالت الفضيلة بفضل أصحاب الفضيلة الذين وضعوا الإنسان قبل البنيان، وأشاروا بالبنان إلى بيان الحقيقة وهي أن الإمارات وطن القدوة والمثال لكل من يود أن يحتذي ويحذو حذو النبلاء، ويسير على دربهم، ويقطف ثمرات المجد من أعالي القمم، مؤمناً قبل كل شيء أن الوطن بستان والناس طيوره، إن أزهر البستان وازدهر، ترعرعت الطيور وغردت مسرورة حبورة لا يغشى ليلها غابش ولا يعكر نهارها متفش غابش راعش، هارش على صدع الوهم. جمعية البيت متوحد أمامها طريق تتسع أرصفته لكل التطلعات وأولها أن تكون الهبة بسعة الأحداق المفتوحة باتجاه عالم تسوده كفوف السلام، والوئام، والانسجام، والالتئام، عالم نحن في محيطه، سفينة تحمل في أحشائها، أجنة الحياة، والفرح لكل من يعيش على أرض البسيطة .. وشكراً لكل مجتهد، وكل باذل لا يتساهل في حماية الوطن من كل غث ورديء نقلا عن جريدة الاتحاد