رولز رايس بالسَلَف
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

رولز رايس بالسَلَف!

رولز رايس بالسَلَف!

 صوت الإمارات -

رولز رايس بالسَلَف

عوض بن حاسوم الدرمكي

تزور »سيادتها« مطعماً أجنبياً لأول مرة في دبي، وتطلب وجبة رأتها للمرة الأولى في حياتها في طاولة محاذية لها أو من صورة مغرية في قائمة الطعام، وتعيد كتابة اسم الوجبة الأجنبي عدة مرات، لكثرة الأخطاء التي تقع فيها قبل أن تضع الصورة في الانستغرام مذيلة بتعليق: »أكلتي المفضلة عندما كنت في إيطاليا«، وهي لم تسافر إلا إلى بومبي مرافقة لوالدتها المريضة، بينما الكتكوت »المنتّف« الآخر يلتقط صورةً وهو جالس في سيارة »بنتلي« لأحد من يعرفهم، ويضعها في حسابه بدوره ويكتب: Thanx Dad.. لم يعد هذا الأمر غريباً، فمحاولة إقناع الآخرين بأننا مهمون لا تتوقف، وللأسف نحن نختار الجزء السطحي لنتعلق بأستاره من أجل خلق هالةٍ ساذجة حولنا!

أكتب هذا وأنا أنظر من شُبّاك غرفتي لسيارة رولز رايس تحمل لوحةً خليجيةً تقف أمام مدخل الفندق، فلولاها كما يبدو لن يشعر صاحبها بأنّه ذو كيان يستحق التوقف عنده، وما إن تمشي قليلاً في أوكسفورد ستريت أو سيلفريج أو هارودز، حتى تصاب بصدمة بين ما يلبس الناس وما يلبس أصحابنا، فالآخرون يلبسون لباساً بسيطاً مريحاً، بينما »مغاويرنا« كل قطعة ملابس هي من أغلى الماركات وبألوان صارخة، تتوسل انتباه المارّين وتنادي بالدنيا من حولها: »شوفوني«!

ماذا يظن أن الآخرين سيقولون عنه؟ ذلك الذي »يتسلّف« من أجل استئجار سيارة فارهة ويرهق محفظته بشراء الغالي من الملابس، وكأنه ذاهب لمنافسة عالمية وليس لرحلة استجمام؟ لن يروا سوى شكل يتعلّق بالقشور علّها تخلق له قيمة لم يجدها في ذاته المجرّدة، فبدأ بالبحث عن تلك القيمة في قمصان أرماني وأحذية لويس فيتون وساعة رولكس.. وقس على ذلك »بنات الدار«، إلا من رحم الله، وهن يمشين سوياً، فترى مزيجاً من الألوان لا يشبه إلا علبة شوكولاته كوالتي ستريت!

أقلب صفحة مجلة تقول إن حجم سوق الملابس والإكسسوارات الراقية بلغ 217 مليار يورو العام الماضي، ليبدو لنا جلياً إلى أين يريد مصنّعو تلك الماركات أن يقودوا السُذّج.. فسوق بهذا الحجم المالي الكبير لا بد من المحافظة عليه، ليس بوفرة الإنتاج فقط، ولكن في المقام الأول بتعزيز احتقار الشخص لذاته الحقيقية، وضرورة تقليد الشخصيات الشهيرة فيما يلبسون حتى يبدو قريباً منهم ويمتلك شيئاً من القيمة التي يمتلكون.. الفارق أن ذلك الشخص الشهير »يُدفَع« له من أجل أن يلبس تلك الماركة ويروّجها، والآخر يَدفع »دم قلبه« لشراء ما لا يحتاج بما لا يملك فعلاً، لكي يُثير انتباه أشخاص لا يعرف من هم أصلاً!

صحيفةً أخرى تنشر تقريراً طريفاً عن »كراج« عمليات التجميل في بريطانيا، إذ تشير إلى أنه في السنة الفائتة بلغ عدد هذه العمليات أكثر من 50 ألف عملية، بين نفخ وشفط وإصلاح.. وربما تركيب عجلات وتغيير ماكينة أيضاً!

وهي سوق رائجة تبلغ قيمتها 3.6 مليارات جنيه إسترليني سنوياً، كل ما عليك لتستفيد منها أن تفتح عيادة أو كراجاً بالأصح، وتدفع »كم نوط وهبّات ريح« لبعض الوسائل الإعلامية، لتروّج أجسام نساء معينات ومقاييس وجوههن كمرجع للجمال، مما ينتج عنه بالتالي اشمئزاز كثير من بنات حواء مما خلقهن الله عليه، ومسارعتهن لجلسات تصليح وسمكرة قبل أن يفوت القطار، وما دام الكثير منهن يدفع قرابة ثلاثين ألف درهم من أجل حقيبة »تحت دعوى أنها قطعة وحيدة في العالم فقط، أو أنّ الأخرى تملكها الملكة إليزابث«، فتأكد أنها ستدفع أضعاف ذلك الرقم لإصلاح أنف أو نفخ برطم أو سمكرة عامة، حينها بمقدورك شراء الرولز رايس »كاش« وليس »سَلَفاً« كالبقية!

إنّ الإعلام السطحي يسوّق دون كلل سلسلةً من الفنانات والمغنين ولاعبي الكرة النرجسيين حتى النخاع، كقدوات لا بد من الحذو حذوها لخلق قيمة لأنفسنا، وطبعاً كل شيء بثمنه، فمثل هذه الأمور لا تحدث عبثاً، بل هي سوق مترابطة تؤمن بمبدأ »ارفع لي وأكبس لك«، لذلك لن ترى الإعلام يسوّق سبب شهرة كيم كارداشيان التي يبلغ معجبوها على تويتر أكثر من 22 مليوناً، والتي لم تشتهر إلا بـ»سواد ويهها« وتسريب أفلامها الإباحية، ولكن ستجد أعداداً مهولة من البنات يرينها مثالاً جديراً بالاقتداء به..

ولن ترى الإعلام يذكر الفائدة التي تعود على المجتمعات من أغاني بيونسي مثلاً، والتي اختارتها مجلة فوربس كأول شخصية عامة مؤثرة في العالم وتجني بسببها 115 مليون دولار سنوياً! لكن هذا الإعلام لن يُسوِّق إطلاقاً الدكتور عبد الرحمن السميط رحمه الله، والذي أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في إفريقيا، وبنى 5700 مسجد، وحفر 9500 بئراً، وأنشأ 860 مدرسة و4 جامعات و204 مراكز إسلامية، بعد أن قضى أكثر من 29 سنة ينشر الإسلام في القارة السمراء.

أمرّ بشارع جميل في يوم مشمس تلطفه نسمات هواء باردة، ولا يعكره سوى زحام في نهايته عند محل بعينه، تمر خطواتي هناك لأرى مطعماً اسمه »جباتي وكرك« مليئاً بشكل لا يصدق بشابات خليجيات، وربما هو المطعم الوحيد الذي لا يتم التقاط الصور فيه، بل ربما ستحلف الأغلبية منهن بأنها ليست هي من كانت هناك.. أبتسم وأنا أرى »العودة للجذور«، وكل واحدة منهن تحمل في يدها كوب شاي كرك وسندويتش جباتي وبراتا.. »آفا، وين راحت الأكلة الإيطالية عيل«!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رولز رايس بالسَلَف رولز رايس بالسَلَف



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 20:33 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لقاح أميركي لمريض الشرق الأوسط

GMT 20:29 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الفراشة تولِّد إعصاراً

GMT 20:26 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

عندما ولدت دولة كبرى هنا

GMT 22:20 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لتحصلي على تصميم غرفة معيشة ريفية

GMT 17:20 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترتدي أزياءً أكثر جرأة وتُغيّر تصاميم ملابسها

GMT 01:03 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة محمود البرازيلي المُساعد الأوَّل للفنانة زينة

GMT 18:32 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تصريحات ريهام سعيد حول مرض مي حلمي تستفز محمد رشاد

GMT 06:27 2018 الإثنين ,30 تموز / يوليو

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 15:26 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

الشيخ سعيد بن طحنون يزور علي بن عزيز الشريفي

GMT 10:32 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

نشوى مصطفى تؤكّد أن بيروت أفضل مكان إلى قلبها

GMT 07:31 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

لعبة Spider- Man تجعل PS4 Pro يعمل بأقصى طاقته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates