مشاغبة المطر للمدن
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

مشاغبة المطر للمدن

مشاغبة المطر للمدن

 صوت الإمارات -

مشاغبة المطر للمدن

ناصر الظاهري

لما المطر وحده قادر أن يسحبنا للطفولة البريئة، ويسجننا في أيامها الملونة بالشجر واللون الأخضر، بتلك الرمال المحناة بالثرى ولون الزعفران، نتذكره حينما يأتي بتلك الزخات وبالهميل، نظل نسابق الغيمة الشرود، ونشيد المرازيب، نتمنى مثل كل الطيور أن يدوم ويدوم..

لا يخرجنا من فرح قدومه إلا الليل، ونداء الأهل، وحكايا الجدات في المساء، نظل نستصيخ السمع لما يحدثه المطر خارج البيوت، وأمنياتنا أن نصحو على ذلك الطهر، وكيف يغسل الأشياء بنقائه، وما تركه في النفوس من حبور.
اليوم لما يناظر أطفالنا للمطر من خلف الزجاج، ونخاف عليهم مما يحدثه المطر، ونخاف عليهم من البلل، ومن الشجر إن حركت الريح أغصانه، ونخاف عليهم من الوحل، نمنع عن فرحة لقياه حفاة، يدبكون أو عراة يغتسلون، نترك المطر وحده في الخارج، ونجلس نتصنع الضحكة في الداخل، ونترك الشجر وحيدا يتراقص دون حس الأطفال وضجيجهم، ومعنى سعادة الأشياء، باتت البيوت حائلًا دون المطر، بتنا نحن ساتراً دون المطر، وحين تمطر غيمة، قال أطفالنا ثمة غريب في الخارج، دون أن يعرفوا حقيقة المطر!

غابت أغاني المطر، ولم يعرف الأطفال معنى أن يأتي المطر برّعوده، ويكسر حوّي سعّوده أو يأتي المطر من عند الله، وكسر حوّي عبدالله، اليوم يأتي المطر ويغني الأطفال أناشيد مطر صناعي من أغاني برامج كرتونية، ولا يدركون معنى الحيا والغيث والبركة، فلا برّية، ولا مراع، ولا بهم، ولا جيران الأمس!

ثمة قطيعة بين مدننا الجديدة، وبين المطر وطقوسه القديمة أو ربما هي تبدو أنها بغير حاجة للمطر، فالمطر يربك وتيرتها العصرية، ويزعج تأنقها الزجاجي، ويفضح إسمنتها المصطنع، لذا إن غاب المطر عنها أو حضر، تتساوى عندها الأشياء، فلا بهجة للحضور، ولا دمع للغياب، وحدنا نحن سكان المدن القديمة نخبئ فرحتنا في صدورنا حتى نستبشر بنفة مطر أو نظل نرنو للسحب السابحة علها تجود بخير حتى كيف يصنع فينا تلك الآه.. آه الرضا.

وحدها تلك المدن التاريخية، الموغلة في تربة الزمان يفرحها المطر، ويعني لها الشيء الكثير، للطرقات الضيقة فيها، لها من رائحة المطر، لتلك الأبواب الخشبية، ثمة صرير لا يحدثها إلا حين يأتي المطر، لدراويشها وحراسها نشوة صوفية حين يحضر المطر، وتحضر أسراره، لعشاقها ثمة نوافذ من فرح، وصبر يفعل فيها المطر، ويجعلها سامرة، ساهرة تمدح الليل والقمر، تطرز أغانيها فرحة بنف المطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاغبة المطر للمدن مشاغبة المطر للمدن



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 20:33 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لقاح أميركي لمريض الشرق الأوسط

GMT 20:29 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الفراشة تولِّد إعصاراً

GMT 20:26 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

عندما ولدت دولة كبرى هنا

GMT 20:03 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الأسد

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 09:49 2015 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فوز "الأهلي" و"سموحة" و"سبورتنج" في دوري السلة

GMT 23:23 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

حظك اليوم الأثنين 28 شباط / فبراير 2021 لبرج الثور

GMT 22:06 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

سنغافورة تقدم إجازة ممتعة لكل عروسين

GMT 21:58 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

البرازيلي ليما يحرز الهدف 10 وعلي مبخوت ينافس بالرقم 5

GMT 17:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ابنة الجيران التي أخفى التجميل حسنها

GMT 14:28 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

كي يكون للمصالحة الفلسطينية معنى..
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon