تذكرة وحقيبة سفر 2
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

تذكرة.. وحقيبة سفر- 2

تذكرة.. وحقيبة سفر- 2

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

أين الشارع المخضّر كغابة بلا نهاية، تحف به الأشجار عن يمين وشمال، أين السواد؟ أين الطرق المعشبة التي تقودك من المطار إلى حاضرة الرشيد؟ بل أين شارع الرشيد الذي سمع أذاننا الفجري؟ لِمَ يشبه اليوم مرآب البلديات؟ لِمَ كل هذه الكتل الإسمنتية، والحديد النافر منها كرماح تؤذي العيون؟ لِمَ غابت رائحة الشواء بجانب النهر، و«المسكوف» خبت ناره، ولا سارت باشتهائه ريح الليل للمشائين؟ لا تقولوا: إنه ما عاد هناك خبز «صمون وراشي ودبس وكليجة وخبر عروق!»، وأن الناس ما عادت تعمل التمر المدبّس الذي طعمه في الفم ما برح، لا تقولوا: إن «خان مرجان» كفّ عن الإنشاد وطرب المقام، وجرّ تلك النغمة الحسينية المتحشرجة ببكاء وحزن التاريخ، أما زال للشاي «الطوخ» طعم احتراق الحطب، ودفء «السماور»، وشفافية الاستكانة البلور، وتلك القرقعة المتراقصة التي تعملها «الخاشوكة» الصغيرة بمرح، وهي تمازج السُكر، وتقول: سَكّر ولا تُسكّر!
أما زالت سيارات الأجرة البرتقالية المتهالكة تتألم من كسر في زجاجها الأمامي، وسائقوها لا يعبؤون بتعليقاتهم الفحولية تجاه أشياء الحياة؟ لا.. لا تقولوا: إن تلك الفتاة التي ما تزال تتمطى فرحة بجغرافية الجسد، تهرع من شرفتها إلى السطح حالمة بأغنية لعبد الحليم أو حسين نعمة، مهداة بارتباك لابن الجيران، غيبتها الوعود بالنيران! لا تقولوا: إن تلك الدور كلها سافرت وهاجرت وهربت ورحّلت، لا تقولوا: إن العجوز المتدثر ببدلة إنجليزية ذات صوف عسكري مقلم، ومفصلة عند «ترزي» قديم يعرفه، ومخلص له، ويعتمر قبعة وبرية لدب ثلجي، جلبها له نضاله في تلك البقاع الشرقية، وبعكازته التي تعرف الدرب، قد مات كمداً على مدينته، لا تقولوا: إنكم لا تعرفون قبره أو نسيتم اسمه ورسمه! وأين فتاتي «بغذاذ»؟ تلك التي تمضغ لهجتها كحبة بلح ناضجة، و«تتشاقى» عليّ، وتخبئ عطرها عني في أماكن بمحاذاة القرط إلا قليلاً، في معصم ليته يقترب من الأنف قليلاً، وفي أماكن دافئة تقود البصيرة لها في عمى التمني، ورغبة الفرح والبكاء!
لا.. لا تقولوا إنهم عادوا من مدخل العباءة النجفية، وعمائم العترة الطاهرة، وأنهم يأمرون قبائل وبطوناً وأفخاذاً، وأنهم يمرحون في مدن كانت منيعة، محوطة بالشرف، وطُهر أسماء الأمهات!
لا تقولوا لي: إن بغداد هذه، لا ليل ولا صدق ولا شعر ولا أصدقاء، لا تقولوا: إن «الكرادة» تغيرت، وأن «الكاظم» غابت في السواد وكمد العباد، ولا «رصافة» يحنّ لها ولا جسر، ولا عيون تجلب الهوى، ولا أحد يدري بما يجري، ليت شجني ودمعي يبلل عتبة تلك الدور، أشكو لتلك النخيل التي ضرها الرماد، ونهر له حنان الجد كدجلة الخير، وأرض السواد، والفرات جفت أضرعه، ولا فاد ما مضى أو عاد، سلام.. على أحبتي في بغداد! عَدّ حرف الألف والباء والجيم والضاد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 16:11 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

احترافنا السبب!

GMT 16:09 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الخيار والقرار!

GMT 07:57 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الوقاية والإجراءات الاحترازية

GMT 07:54 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

البطيخ الأسترالي

GMT 07:52 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

إن في الجنون عقلاً

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 11:20 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قصائد الشاعر محمود درويش تُحلق مرسومة في كندا

GMT 05:48 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

من سيرة أبي عبيدة ابن الجراح رضيَ الله عنه

GMT 18:46 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مقتل 52 شخصًا إثر حريق على متن حافلة في كازاخستان

GMT 06:09 2012 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مواد مشعة في ميناء الأدبية تهدد السويس بكارثة

GMT 19:23 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض عالمي للفيلم الروماني «زافيرا» السبت

GMT 02:21 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل روايات عام 2018 في قائمة الـ"نيويوركر"

GMT 14:28 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف عن قدرات ملاحية خارقة لـ"تنين الكومودو"

GMT 04:43 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن هيونداي النترا سبورت 2019 بتصميم اكثر اناقة

GMT 09:15 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت السمسم للشعر تغذيه وتمنعه من للتساقط

GMT 00:56 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تيسلا تطلق ميزة "Summon" لاستدعاء السيارة

GMT 17:15 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إليك أجمل التصاميم العصرية لطاولات غرف المعيشة

GMT 13:54 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

أفكار سهلة وبسيطة لخزانة الأحذية في المنزل

GMT 15:46 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

الباحثون يؤكّدون أن الكاكاو مصدر غني بالمعادن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates