شحرور وغناء كالبكاء
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

شحرور.. وغناء كالبكاء!

شحرور.. وغناء كالبكاء!

 صوت الإمارات -

شحرور وغناء كالبكاء

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

بعض البشر مسخرون لدور كبير أو صغير، مهم أو يعدّ جزءا من التفاصيل، لكن لا أحد يمكن أن يملأ ذاك الفراغ في حينه إلا هم، محمد ديب شحرور كان يمكن أن يرتضي بتلك الشهادة الأولى من موسكو في الهندسة المدنية، معيداً نهاراً في جامعة دمشق، ومساء ينجز أعمال مكتبه الهندسي، ويظل يعيل أولاده الأربعة وأختهم، كان يمكنه بعد نيل الماجستير والدكتوراه في تخصص هندسي في ميكانيك التربة والأساسات من جامعة دبلن بإيرلندا، أن يعود إلى دمشق، ويظل منشغلاً في الأعمال الهندسية، وأشغال الدراسات الجامعية، ومواطناً صالحاً، وعائلاً مستريحاً، وموظفاً محترماً كما يليق بأي موظف عربي عالق بالوظيفة لكي لا يظهر له المستقبل وجهه البشع بدونها، غير أنها تلك الأسئلة الكثيرة والغائرة في قاع الذاكرة، ولا تريد أحداً أن ينبشها لكي تستيقظ من سباتها، محمد شحرور ترك كل تلك الأشياء وحافظ عليها أو على بعضها بمقدار، وغامر باتجاه الأسئلة بعيداً في التاريخ، وعميقاً في الإسلام، وغامر باتجاه تحريك الساكن والثابت، والمسكوت عنه، رافضاً الانصياع لقدسية شروح النص، وما تواتر من عنعنة، وما لحق بالنص من جرح وتعديل، اعتمد على تراكيب هندسية ولغوية في تفكيك النص، واكتشاف مكنونات سحر تربة الحروف وأساساتها، وما يفتح الله عليه من وهجها، ونور قدسيتها، محمد شحرور في مشروعه الثقافي كان يدرك أن الآخر المتعصب والتقليدي المحافظ لن يقولا: رضي الله عنه، بل سيرجمانه على قدر اجتهاداته بأحجار صغيرة وكبيرة، وسينبري له أصحاب صكوك الجنة ومفاتيح الغفران، وسيلقونه في نار جهنم خالداً مخلداً، أما حرّاس المِلّة، فسيبعدونه عنها ومنها، وسيرمونه بشرر، لكن لأنه منذور لفعل مغاير للخير، وفاتح جديد لأبواب موصدة على أسرار الإسلام وسماحته وجماليات نصه المقدس، ومجدد للخطاب الديني السائد والمتهالك والمتاجر به، والمركوب ركوب الدابة، فرح لما هو مقبل عليه، وغامر باتجاهه.
تعرفت على محمد شحرور من خلال إصداراته الأولى التي اعتكف من أجلها عشرين عاماً قبل صدورها في التسعينيات، وكان ضمن نقاشات مع أصدقاء كانت تضج بهم دمشق أيامها، وتشرفت بأن وضعته غلافاً لمجلة «الرجل اليوم» التي كنت أرأس تحريرها عام 2004 في شهر يوليو، بعنوان لافت صادع: «لا أقبل أن أجلس عند أقدام ابن عباس والشافعي»، وقد قال يومها للزميل «عساف عبّود»: هل متأكد أن مجلتكم قادرة على نشر ما أقول؟ فرد عليه: بل ونضعك كمفكر ومجدد غلافاً لها!
آخر مرة رأيته في معرض أبوظبي للكتاب، وبالأمس توفي في أبوظبي عن عمر يناهز الواحد والثمانين، قضاه من أجل الفكر الحر، وحرية التفكير، فلتهنأ أيها الشحرور الذي غناؤك كالبكاء في مدينتك دمشق التي تحب، والتي شهدت ولادتك، وشهدت رقودك الأخير بسلام وسكون، أنت الذي مجدت الإنسان وسلامه وإسلامه، وحرّكت الساكن والثابت وأسئلة الكون والوجود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شحرور وغناء كالبكاء شحرور وغناء كالبكاء



GMT 16:11 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

احترافنا السبب!

GMT 16:09 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الخيار والقرار!

GMT 07:57 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الوقاية والإجراءات الاحترازية

GMT 07:54 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

البطيخ الأسترالي

GMT 07:52 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

إن في الجنون عقلاً

GMT 19:38 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 30 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الأسد

GMT 21:44 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الأسد

GMT 14:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج القوس

GMT 10:35 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الأثنين 31 نوفمبر/ تشرين الثاني لبرج القوس

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 21:27 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 20:46 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 08:50 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

«جلفار» جهاز حقن أنسولين «قابل للارتداء» في أسواق الخليج

GMT 09:59 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيطرة أوروبية في قبل نهائي كأس العالم للبلياردو

GMT 12:57 2015 السبت ,19 أيلول / سبتمبر

هطول أمطار غزيرة على "دفتا" في رأس الخيمة

GMT 09:14 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يومي يضمن للمرأة الحفاظ على صحتها بعد الأربعين

GMT 22:44 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرجال يجدون صعوبة في قراءة مشاعر الآخرين

GMT 14:52 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

الانتصارات الصغيرة

GMT 14:10 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

"الغد" الأردنية تطلق تطبيقها في متجر "ويندوز "

GMT 23:50 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لويس سواريز يتابع صيامه عن إحراز الأهداف في أبطال أوروبا

GMT 02:34 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الحُكم بحبس أمين عام سابق لاتحاد الكرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates