تذكرة وحقيبة سفر 2
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

تذكرة.. وحقيبة سفر -2

تذكرة.. وحقيبة سفر -2

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

ناصر الظاهري
بقلم : ناصر الظاهري

تتفكر العجوزتان في نميمتهما الصامتة، كيف كان ذاك الرجل المار اليوم بشيخوخته قبل أن تخذله الزوجة بأثقالها، تاركة بابه بلا أقفال، كيف أخرست ضحكته في صدره، وتغيرت الأحوال، بيوت بيضاء على اسم بحرها، بشابيك وأبواب زرقاء هي الحياة، بعيداً عن الرماد، ولون الإسمنت الخديج، تسافر لها لتكتحل عيناك، ولا تقول كفى.
وحين تدخل باريس تجد تلك العمارات المقاومة، بطرازها، ومعمارها، وحجرها، ولونها الذاهب في صفرة الشمس المحترقة، شرفات من وقت، ومن ورد، وشجر يليق بسيدات المكان، إن مررن خريفاً تحتها غنت نشيد الورق اليابس المصفر الذاهب مع الريح الباردة، وإن تفيأن ظلها في صيف زاغ نسيمها ثياب الكتان والقطن المهلهل، هناك حديد مشغول على الشرفات، وفي البوابة الكبيرة التي تمرر سرقة العين ونظرها لفناء المنزل، والأسود يزينها بالوقار، والذهبي يتوجها بتلك الأبهة الملكية، لا إسمنت ظاهر منذ أن خطط «هوسمان» باريسه الجديدة والمتجددة، لا لون يميل للعسكر هنا، لا لون يوحي بعزلة المصانع، هنا الحياة الدافئة، وفقط.
تنفر من بيوت لندن القاتمة، والجالبة للغم في صباح لا تريده أن يكون هكذا، من بيوت بعض المدن الألمانية التي تشبه المستودعات، وبيوت عمال السفن غير الماكثين، تشعرك أن فيها رطوبة مستديمة، وروائح لحم مجفف، أين منها مدن الأندلس بأزقتها الضيقة، وألوانها التي ما زالت تشرق بعافية ناسها؟ بتلك الياسمينة التي تستند لوحدها عند الباب، شجرة «مندرين» تلوّح برأسها وجدائلها المثمرة، راسلة لأنفك رائحة قشر البرتقال، وزهر الليمون، أين منها مدن إيطالية مثل فلورنسا مثلاً، توسكاني، وقرى على الحدود المشتركة مع سويسرا وبحيراتها مثلاً؟ هناك العين يجلى بصرها، ويحتد نظرها، لا قذى يصيبها، ولا رمد من لون الرماد يؤذيها، هي والأخضر والسكينة، والماء الجاري، وبيوت تتعمم بالقرميد، منشدة قطر السماء أو غزل الثلج ليغني وحده على سطحها، مثل مدن الثلج ببيوتاتها الخشبية المتصالقة مع الشمس الخجولة، ونوافذها المتعامدة التي تتخبأ عن الريح المباغتة، تريد أن ترفع أعناقها فرحة بالثلج، لا شيء يمكن أن يمنع الشتاء هناك بألا يرسم لوحته كما يشاء، تاركاً حتى الأشجار تخرج من إطار اللوحة بعمائمها البيضاء المثقلة، لا شيء أحب من الخشب والحجر، وألوانه التي تأتي بالدفء، وتخزّن بهجة للعين، لا شيء يفرح الثلج وندفه المتهاملة مثل موقد قديم يتهامس فيه الخشب مع النار، وتسمع لحديثهما تلك الطقطقة الحطبية.
أنا هارب دائماً من الإسمنت، واللون المكتئب، فرحتي ببيوت المدر والطين، وذلك اللون الترابي المنزوع من باطن المدن، في مراكش والبصرة والعين ومطماطة، في مدن مكسوة بتلك الغبرة التاريخية كصنعاء والقيروان، في الصحراء الكبرى وواحاتها، حيث اللون لون تربتها فقط، في المدن التي اكتحلت بالتاريخ، دائماً ما يغيب الإسمنت لأنه يعميها بلونه المتثائب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 16:11 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

احترافنا السبب!

GMT 16:09 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الخيار والقرار!

GMT 07:57 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الوقاية والإجراءات الاحترازية

GMT 07:54 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

البطيخ الأسترالي

GMT 07:52 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

إن في الجنون عقلاً

GMT 15:50 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج العقرب

GMT 08:32 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج القوس

GMT 23:28 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

حظك اليوم الأثنين 28 شباط / فبراير 2021 لبرج الجوزاء

GMT 13:10 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

منازل الحاويات واسعة ومصممة بشكل معقد بنوافذ كبيرة

GMT 05:53 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

دبي تعزّز التنمية النظيفة في محمية المرموم

GMT 21:32 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

صناعة القبّعات

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

ديان كروغر تخطف الأنظار بإطلالتها الرائعة

GMT 13:57 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

جنيفر لورانس تتألق في فستان بتنورة من الدانتيل

GMT 22:07 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

مشروب القرفة بطريقة سهلة للتدفئة في الشتاء

GMT 08:42 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاجن موديل 2018 الجديدة

GMT 01:49 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يتحدث عن أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 18:16 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

اهتمامات الصحف اللبنانية الصادره الثلاثاء

GMT 15:21 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

سعيد جاسم لاعب الاهلي يؤكد أن ثقة كوزمين دافع للتميز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates