لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه؟

لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه؟

 صوت الإمارات -

لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه

حازم صاغية
بقلم ـ حازم صاغية

كانت الماويَّة الصينيَّة تلخّص سياستها لمرحلة من المراحل بعبارة سهلة الحفظ تغدو شعاراً. مثلاً، في 1957 قال ماو تسي تونغ: «دع مائة وردة تتفتح»، تشجيعاً للمثقفين على نقد السياسات الحزبية والحكومية. المثقفون الذين صدَّقوا ومارسوا النقد فعلاً سُجنوا جميعاً.
نحن، في لبنان، أفقنا ذات يوم قريب على عبارة - شعار للمرحلة المقبلة: «الاتجاه إلى الشرق». وما دام المعنى الاقتصادي للدعوة قد صدّع نفسه بنفسه منذ لحظة النطق بالشعار، جاز لنا الظن أنَّ المطلوب هو تطوير التوجه المذكور إلى انغماس في الشرق. ذاك أنَّ التوجه إلى مكان ما ينطوي بالضرورة على تأثر بهذا المكان يتجاوز طلب المعونة المعلنة. فالعرب الذين توجهوا مبكراً إلى الغرب هم الذين أنتجوا ما بات يُعرف بـ«النهضة» التي لا تعني، في آخر المطاف، سوى الاقتراب من النموذج الغربي ومحاكاته.
في الحالة التي نحن بصددها، نجدنا حيال إيضاحات لا بدَّ منها تطال المقصود بالانغماس الناجم عن التوجه: فليس المطلوب مثلاً تقليد الحضارات العظيمة للصين والهند وفارس، أو التعلم من الديمقراطية الهندية وعنها، أو درس عملية انتقال مئات ملايين الآسيويين من حال اقتصادية إلى حال، نتيجة التفريع (outsourcing) الذي اعتمدته الاقتصادات الغربية. وبالطبع، ليس كتاب «كاما سوترا» الرائع مطروحاً على مكتبتنا «المحترمة».
الشرق المقصود هو اللاغرب، أو ما هو ضد الغرب. والتعريف بالسلب يبقى دائماً تعريفاً ناقصاً، لكن ما يضاعف النقص هنا أن ما من أحد اليوم ضد الغرب بالمطلق؛ لا الصين ولا الهند ولا روسيا، إذا اعتبرناها شرقية، وهذا حتى لا نتحدث عن اليابان وكوريا الجنوبية.
هذا الشرق المزعوم ربما مات مع الماوية التي أعلنت أن «ريح الشرق تغلب ريح الغرب»، لتغطس في «ثورة ثقافية» ما زال المؤرخون منهمكين في إحصاء عدد الملايين الذين قتلتهم. كوريا الشمالية قد تكون آخر حشرجة «شرقية» مولَعة بالقطيعة المطلقة وبنظرية «جوتشه» في الاعتماد على الذات والاكتفاء بها.
أغلب الظن أن التوجه إلى الشرق بوصفه اللاغرب يستبطن، قبل أي شيء آخر، كراهية الديمقراطية الغربية، وافتراض أنها غزو ثقافي «يفتت الأمة» ويُضعفها. وليس بلا دلالة أن أعداداً كبيرة نسبياً ممن انتموا إلى التيار الماوي تحديداً ما لبثوا أن اعتنقوا توجهات قومية ودينية، على رأسها الخمينية الإيرانية. المهم عندهم مقاومة الغرب، أكان بالماوية أم بالخمينية أم في ظل أي يافطة أخرى مناهضة للديمقراطية والتعدُّد. المهم العثور على الطوطم المعبود الذي نلتف حوله فيقود خطانا في هذا الصراع: ماو، كيم، خامنئي، الأسد... كلهم صالحون.
أما لبنان تحديداً؛ فانغماسه في هذا الشرق يعني نسفه بالكامل، وهي مهمة تبقى مستحيلة من دون واحد من اثنين، أو الاثنين معاً: السيطرة المباشرة على نظامه السياسي والاقتصادي، وإبقائه في حالة حرب دائمة مع عدو ما. وضعٌ كهذا، إذا ما كُتب له التحقق، لا يعني إلا الحرب الأهلية، الطائفية والمناطقية، بوصفها نظاماً للحياة.
في المقابل، تكمن أهمية لبنان بالضبط في أنه انتمى إلى الشرق، واستطاع أن ينتمي، في الوقت ذاته، إلى عالم أوسع. وربما جاز القول إنَّه قدم نموذجاً معقولاً عن تجاوز فكرة «الانتماء» بمعناها الضيق الأفق والأبرشي الجذور.
ونزعة الانتماء بهذا المعنى ليست جديدة طبعاً. فذات مرة كانت الحملة على المستشرقين الذين يتحركون بين عوالم عدة، بوصفهم يخترعون شرقاً غير قائم. وهذا علماً بأنَّ ثنائية غرب - شرق لم تزدهر كما ازدهرت بعد نقد الاستشراق وعلى أيدي نقاده. كذلك نُفخت مقولة «المسيحية الشرقية» نفياً للإقرار بأي تعددية داخل هذا الشرق، وراج التوكيد على تلاحم المسيحية في الإسلام، وعلى أنَّ الحروب الصليبيَّة ليست غير شذوذ خياني عابر. وعن هذه الشرقية وُلدت لاحقاً «مشرقية» مهمومة بدعم بشار الأسد، رمز انتمائنا وكرامتنا! أما في نقدنا إسرائيل فلم نركز على العنصري والاستيطاني فيها بقدر ما ركّزنا على «عدم انتمائها» إلى المنطقة التي تعج بالعنصري معطوفاً عليه الاستبدادي. وأي أحمق هو الذي ينتمي، بمحض إرادته، إلى هذه المنطقة؟
لكنْ لتسويق هذه الشرقية، شرقية الحروب والحروب الأهلية، كان لا بدَّ من الأكاذيب. فلأجل ديمومة الحروب، قيل إنَّ «داعش» على وشك أن يدخل بيوت اللبنانيين بيتاً بيتاً، لكن المنقذ هبَّ في اللحظة العصيبة لإنقاذنا. ولأجل ديمومة الحروب، حذفنا من التاريخ والذاكرة فترة 1949 - 1968 حيث نجح لبنان سلماً في تفادي «الذئاب»، وفق تحذير الأمين العام لـ«حزب الله». والحال أنَّ «الذئاب» لم تأتِ إلا بعد مقاومة أولى مهّدت الطريق لاحتلالٍ نجم عنه تحرير المقاومة الثانية، وبالتالي مطالبتنا بالعيش إلى ما لا نهاية حياة مقاوِمة شرقية جداً.
ومحو المعرفة بالماضي، كما نعلم، شرط شارط لدخول المستقبل، على هذا النحو الغريب: أرواح تعيسة وبطون جائعة وأفواه مكمومة لا يخرج منها إلا ألسنة تنطق بالكرامة وتبايع الزعيم. هذا هو الشرق الذي يُراد لنا أن نتوجه إليه وننغمس فيه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 07:22 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 10:48 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الجمعة 31 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الجدي

GMT 00:00 -0001 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شهر مفصلي أنت على مفترق طريق في حياتك وتغييرات كبيرة

GMT 12:29 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

أمينة بالطيب تُشير إلى سبب حبها لمجال الرسم

GMT 17:02 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

كلبٌ وحكيم

GMT 13:04 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

فيل يحول أحد أعضائه إلى خرطوم إطفاء

GMT 18:42 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

موديلات فساتين زفاف صيفية للعروس العصرية

GMT 19:15 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

نادر السيد ضيف إبراهيم فايق في "نمبر وان"

GMT 01:02 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي ماسكات جمالية من قشور الليمون عليكِ تجربتها

GMT 06:59 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي اسهل طريقة تبييض الوجه وتقشيره بالقهوة

GMT 01:55 2015 الأحد ,05 تموز / يوليو

سانتي مينا ينتقل إلى صفوف "فالنسيا" رسميًا

GMT 20:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي

GMT 17:37 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

مرصد الإمارات الفلكي يحيي الليلة العالمية للقمر

GMT 21:28 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

بلجيكا تسجل 38 وفاة و3437 إصابة جديدة بكورونا

GMT 23:40 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامات للوقاية من عدوى كورونا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon