إرجاع القضية الفلسطينية إلى السياسة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

إرجاع القضية الفلسطينية إلى السياسة!

إرجاع القضية الفلسطينية إلى السياسة!

 صوت الإمارات -

إرجاع القضية الفلسطينية إلى السياسة

حازم صاغية
حازم صاغية

في وصف القضية الفلسطينية، درجت «جبهة الرفض» وبعدها «محور الممانعة والمقاومة» عدداً من المصطلحات - المفاهيم، هذه بعضها: إنها حرب وجود لا حدود. إنها قضية لا يحق للفلسطينيين تقرير مصيرها لأنها من طبيعة قومية. إنها نزاعٌ لا يجوز لأي حاكم عربي، أو للحكام العرب مجتمعين، إنهاؤه لأن الجماهير صاحبة الرأي فيه. إنها صراع لا يملك جيلاً واحداً أمر حله لأن فلسطين ملك أجيال عربية متعاقبة. إنها حربٌ لا يصح فيها أن نؤنسن العدو...

المشكلة إذن مشكلة وجود، وهي تُخاض ضد شياطين لا تجوز أنسنتَهم، أما أصحابها المباشرون فلا يملكون أمر حلها، كما لا يستطيع ذلك حاكم من الحكام أو حتى جيل من الأجيال...
من يشكك في هذا التشخيص عليه أن يتذكر أن 120 سنة انقضت على ولادة المشكلة، وليس من ضمانة بأن الـ120 سنة المقبلة سوف تحلها.

والحال أن مشكلة بهذه المواصفات لا تعود مشكلة: ذاك أن المشاكل تُحل، إن لم يكن اليوم فغداً، وإن لم يكن بهذه الشروط فبسواها. ما لا يُحل لا يعود مشكلة. يغدو أسطورة.
الأوصاف المذكورة تُخرج القضية الفلسطينية من الواقع، ومن العقل، وتالياً من التاريخ. إنها تُدرجها في خانة الأساطير.

لقائل أن يقول إن الحل موجود: إنه تحرير فلسطين وإلغاء دولة إسرائيل، وربما مجتمعها أيضاً، عبر المقاومة المسلحة. لكن هذا إنما يُبقينا في اللاحل لأنه، ببساطة، ليس حلاً. إنه أقرب إلى مزاح سمج ومكلف.

أسباب هذا التذكير، الضروري دوماً، بما آلت إليه القضية الفلسطينية أربعة على الأقل، وهي كلها من طبيعة تحريرية للمشهد وللمشاهِد في آنٍ معاً:

أولاً، تحرير الفلسطينيين من عبء مشكلة لا حل لها. هذا ما يجعل حياتهم هم مجموعة من المشاكل التي لا حل لها. إنها معاناة قاتلة أفقها مسدود.

ثانياً، تحرير القضية إياها من الاستغلال السهل لها. وحده تقديمها كمشكلة قابلة للحل ينزع تلك الورقة من أيدي أنظمة احترفت إغداق الوعود بـ«تحرير فلسطين» و«الصلاة في الأقصى».
ثالثاً، تحرير تقدم الشعوب العربية من الابتزاز بمشكلة غير قابلة للحل. هذا ما رأيناه في التجربة السورية في أوضح أشكاله: ضرب الثورة باسم محاربة إسرائيل وتحرير فلسطين.
رابعاً، تحرير السياسة في المنطقة العربية من عدوى الصورة السائدة عن النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي كنزاع لا حل له. هذه الصورة تغذي صورة الانقسامات الطائفية والإثنية بوصفها، هي أيضاً، ما لا حل له.

الاستراتيجية المتبعة لدى الممانعة هي: تكبير الحجر لعدم الرمي به. فالقضية تُسبَغ عليها نعوت الفرادة والبوصلة، وغير ذلك من أجل ألا يحصل أي شيء على صعيدها. إما أن نحررها ونصلي في الأقصى وإما ألا نفعل شيئاً، مطلقين النار والتشهير على كل فعل آخر.

إن المطلوب، في المقابل، هو ترشيق القضية الفلسطينية، أي شفط دهون التاريخ والقداسة والمصير عنها. هذه الدهون الكثيرة جعلتها جسداً شديد السمنة، عاجزاً عن الحركة، لكن ضخامته تسد كل طريق. المطلوب تالياً الاحتفاظ بالجسم السياسي للقضية، أي بما تنطوي عليه من سياسة وحقوق ومصالح. بهذا تُعاد إلى الواقع وإلى التاريخ فيما تُنتزَع من هذا التأويل الرفضي - الممانع، أي الإيراني - السوري الذي ازدهر على الإحباط واستثمر في التعنت الإسرائيلي وفي العجز حياله. هذه الإعادة هي وحدها ما يبعث الحياة في القضية الفلسطينية ويجعلها مجدداً قضية حية ذات أسئلة حية: كيف تغدو موضوعاً يُناقَش وتتعدد في صدده الآراء. كيف يمكن لمن شاء أن يدافع عن القتال، ولمن شاء أن يدافع عن التسوية، ولمن شاء أن يقول بحق العودة أو باستحالة حق العودة إلخ... كيف يُختلف عليها من دون أن يُتهم بالعمالة والخيانة من لا يشارك في تقديسها. كيف نتقدم بها من المقدس إلى المسيس. من المطلق إلى النسبي.

هنه أرنت، عالمة السياسة الألمانية - الأميركية، حين تناولت التجربة اليهودية نبهت إلى ما اعتبرته «الأسطورة الأقوى» فيها، وهي أن اليهود، خلال التاريخ، وعلى عكس باقي الأمم، «لم يكونوا صانعي تاريخ، بل من يُعانون التاريخ، محتفظين بنوع من الهوية الأبدية الصلاح لم يقطع رتابتَه إلا تقويمٌ زمني للاضطهادات والبوغرومات يساويه رتابة». هذا ما يرقى، عند أرنت، إلى إعفاء الضحية من مسؤوليتها، وانتزاع مسائل الهوية والألم اليهوديين من التاريخ ومن التاريخية عبر إسباغ الماهوية على الضحوية اليهودية. هذا ما أدى، في رأيها، إلى فصل التاريخ اليهودي عن التاريخ الأوروبي والعالمي، وأوجد حالة ذهنية سمتها أرنت «انقطاع الصلة بالعالم» (worldlessness).

نقد كهذا ضروري في حالتنا، علماً بأن أحد الفوارق الأساسية هو التالي: حلفاء القضية اليهودية دعموها منذ «وعد بلفور» الشهير، بينما حلفاء القضية الفلسطينية حلفاء صوتيون يريدون دعم القضية لهم، أكثر مما يقدمون الدعم لها. إنهم ينفخونها فحسب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرجاع القضية الفلسطينية إلى السياسة إرجاع القضية الفلسطينية إلى السياسة



GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دونالد ترامب ورئاسته - ٢

GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نكات عن الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين

GMT 01:36 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أبيات من شعر العرب اخترتها للقارئ

GMT 16:36 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سيطرت روسيا وربحت أذربيجان وتجنّبت أرمينيا مجزرة جديدة!

GMT 16:31 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إثيوبيا وسؤال السيناريو الليبي!

GMT 07:22 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 10:48 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الجمعة 31 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الجدي

GMT 00:00 -0001 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شهر مفصلي أنت على مفترق طريق في حياتك وتغييرات كبيرة

GMT 12:29 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

أمينة بالطيب تُشير إلى سبب حبها لمجال الرسم

GMT 17:02 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

كلبٌ وحكيم

GMT 13:04 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

فيل يحول أحد أعضائه إلى خرطوم إطفاء

GMT 18:42 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

موديلات فساتين زفاف صيفية للعروس العصرية

GMT 19:15 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

نادر السيد ضيف إبراهيم فايق في "نمبر وان"

GMT 01:02 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي ماسكات جمالية من قشور الليمون عليكِ تجربتها

GMT 06:59 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي اسهل طريقة تبييض الوجه وتقشيره بالقهوة

GMT 01:55 2015 الأحد ,05 تموز / يوليو

سانتي مينا ينتقل إلى صفوف "فالنسيا" رسميًا

GMT 20:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي

GMT 17:37 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

مرصد الإمارات الفلكي يحيي الليلة العالمية للقمر

GMT 21:28 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

بلجيكا تسجل 38 وفاة و3437 إصابة جديدة بكورونا

GMT 23:40 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامات للوقاية من عدوى كورونا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon