لماذا القلق على بيروت
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

لماذا القلق على بيروت؟

لماذا القلق على بيروت؟

 صوت الإمارات -

لماذا القلق على بيروت

حازم صاغية
بقلم ـ حازم صاغية

مع انطلاق ما عُرف بـ«إعادة الإعمار»، استخدمت شركة «سوليدير» شعار «بيروت مدينة للمستقبل». اليوم، تواجه المدينة أزمة قد تدفعها، للأسف الشديد، لأن تغدو مدينة للماضي.
بادئ بدء، مدن العالم كلها مأزومة اليوم: الغلاء يطرد سكانها فيما التعليم والعمل من المنزل، بعد كورونا، يسهّلان الاستغناء عن المكتب. وإلى الكثافة الديموغرافية وانكماش الخدمات العامة وتضخم مركزية العواصم، جاء الوباء الأخير ليضرب بعض معالم المدن: المطعم والمقهى والفندق والمسرح والمتحف ودار السينما وحديقة الأطفال. إذن، يُرجّح أن تتنامى العودة إلى الريف، وأن ترفعها أفكار تكره المدن إلى سوية العودة إلى الله.
مع بيروت، تُضرب هذه الأزمات بألف. ذاك أنّ تلك المعالم ليست مكملة للمدينة. إنّها المدينة: على هذا النحو صنعتها التجارة والبحر والخدمات. يكفي تخيل بيروت من دون الجامعة والمصرف والمستشفى والفندق والمطعم والجريدة ودار النشر، ومعها الزوار العرب والأجانب...
اليوم يحدّق ملاك الموت بالمعالم هذه، واحداً واحداً.
كورونا والإفلاس المالي وتصدّع شرعية النظام، وقبلها جميعاً بندقية «حزب الله» الطاردة للبشر وللمال، تضافرت لإنجاز المهمة. الاجتياح الإسرائيلي في 1982 كان محطّة بارزة في هذه المسيرة الطويلة المعقّدة. لكنّ المحطة الأشد تأثيراً على المدى الأبعد كانت طريقة الردّ على الاجتياح. المدينة استبيحت في الثمانينات وصارت ضاحيتها المسلحة، لأنّها مسلحة، أهم منها. البندقية مذاك بدأت تتغلب على الجامعة والمصرف والمستشفى والفندق والمطعم والجريدة، ومعها الزوار العرب والأجانب.
هذا لا يعني أنّ البناء السياسي والاقتصادي اللبناني كان سليماً، لكنّ الأساسات كانت موجودة كي يُبنى عليها: البرلمان والانتخابات، قطاع صناعي معقول (مواد غذائية ونسيجية وأحذية ونشر وطباعة...)، جامعات وصحف إلخ... والأهم: العلاقة بالعالم.
تاريخ بيروت لا يقول إلا هذا. في أربعينات القرن 19 كان سكانها ثمانية آلاف. لكن تعاظم أهمية الساحل، بسبب نمو التجارة، كبّر وزنها. السلع الأوروبية المصنّعة بدأت، بسبب الثورة الصناعية، تغزو أسواق السلطنة، وحملة إبراهيم باشا السورية (1832 - 40) باشرت ربط المنطقة بالعالم. في 1848 ارتفع عدد السكان إلى 15 ألفاً. في مسار الصعود هذا، كان يمكن حتّى للحروب أن تنتج بعض الفوائد. حروب الجبل الطائفية دفعت بمسيحيين كثيرين إلى بيروت. في 1888، إبّان المتصرفية، جُعلت بيروت عاصمة لولاية ضمت كامل الساحل السوري، بما فيه فلسطين. مع نهايات القرن، ارتفع السكان إلى 120 ألفاً. في تلك الغضون ازدهرت الإرساليات الأوروبية والأميركية، البروتستانتية والكاثوليكية. كان من ثمار الازدهار الجامعتان الأميركية (1866) واليسوعية (1881). المطابع التي تكاثرت بسبب الجامعات والمدارس أحدثت ثورة في النشر وصناعته. الصحافة حضرت. المثقّفون حضروا ومعهم الدعوات النهضوية والإحيائية على أنواعها.
الانتداب الفرنسي في 1920 أوجد لبنان الكبير وجعل بيروت عاصمته. الجمهورية اللبنانية أعلنت في 1926. النمو الاقتصادي المتسارع وسّع بيروت وضاعف ازدهارها، فيما التوتّر السياسي والطائفي كان ينمو أيضاً: نكبة 1948 ثم صعود الناصرية ودائماً مناكفات الطوائف وتوزيع الحصص. القنابل الموقوتة تلك انفجرت انفجارها الصغير في 1958، ثم انفجارها الأكبر في 1975 مستفيدة من الحضور الفلسطيني المسلح ومما استدعاه من سلاح مقابل. غزو إسرائيل في 1982 أنهى حقبة واستهل أخرى.
لكنْ بين 1952 و1975، وباستثناء الانقطاع القصير في 1958، تولى الاستقرار السياسي والانفتاح على الغرب والعرب معاً، جعل بيروت ما صارته: مركزاً إقليمياً وتعليمياً وثقافياً، جاذباً للرساميل... مرونة النظام المصرفي والمنطقة الحرة في المرفأ وجدا ما يستكملهما في تعليم جيد ينتج الطواقم التي تتطلبها إدارة اقتصاد رأسمالي. الحرية البعيدة نسبياً حولت المدينة رئة وحيدة في صدر المنطقة الضيق. الأنظمة العسكرية في الجوار لم تَرقْها حريات لبنان الإعلامية: نسيب المتني اغتيل في 1958. كامل مروة في 1966. ميشال أبو جودة خُطف إلى سوريا في 1973. صار هذا السلوك تقليداً بعد نشأة الوصاية السورية لاحقاً: سليم اللوزي، سمير قصير، جبران تويني.
الطوائف وتحالفاتها الخارجية كانت تنخر هذا البناء... مع هذا فحرب 75 لم توقف الاقتصاد كلياً. استمرت سلع لبنانية زراعية ومصنّعة تلبّي السوق الداخلية والأسواق العربية، وظل الإعلام والنشر. السياحة مضت تقتنص فرص الهدوء بين مواجهتين أو حربين.
إعادة الإعمار الحريرية بنت بعض ما دمره المسلحون لكنّها بنته بأكلاف ومديونية مرتفعة وبتوسيع للفجوات بين الطبقات والمناطق كما بين القطاعات الاقتصادية. إلا أنّ العامل الأكثر تسبباً بالانهيار كان عدم إقلاع المشروع السلمي الذي بدأ مع أوسلو في 1993. هذا السبب الإقليمي نفسه هو ما أودى، بعد عقد ونيف، بصاحب إعادة الإعمار وبعض رفاقه.
هناك تفاصيل كثيرة تستكمل الصورة وتنبّه إلى تعقيداتها مما لا تتّسع له هذه العجالة. هناك عوامل جزئية لا بد من تناولها تجنّباً للتبسيط. لكنّ العامل الأهم والأبرز للانهيار يبقى ذاك التحالف بين مفاعيل الطائفية والاتّجاهات الراديكالية الكارهة للغرب وللعالم. هذا التحالف، الذي لا يزال يحكمنا، هو صاحب الخنجر الأكبر الذي زُرع في صدر بيروت، والذي قد يردّها مدينة للماضي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا القلق على بيروت لماذا القلق على بيروت



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 02:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إدارة النادي الأهلي المصري تهنئ الإمارات بيومها الوطني

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

راغب علامة يؤكد أن إليسا ستتراجع عن قرار الاعتزال

GMT 21:13 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

قماش الجلد أكثر القطع فخامة في إطلالاتك الشتوية

GMT 19:54 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

4 لاعبين يمثلون الإمارات في "قوى آسياد جاكرتا"

GMT 21:50 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

طريقة تحضير مخبوزات بالكاكاو والشوكولاتة

GMT 21:55 2013 الأحد ,07 تموز / يوليو

إثيوبيا تعتزم بناء أطول برج في إفريقيا

GMT 13:12 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

أسباب متعددة لغياب نجوم كبار عن دراما رمضان 2018

GMT 16:21 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

أرماني يحلق في السماء بمجموعة الهوت كوتور صيف 2018

GMT 06:59 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

هيونداي فرنا تستحوذ على حصة سوقية وصلت إلى 55%

GMT 17:36 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتعقيم أدوات التنظيف اليومي

GMT 08:22 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يكشف عن مجموعة من أسرار "ملك العود"

GMT 05:20 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

عمر عبدالرحمن "عموري" يتلقّى إشادة بريطانية

GMT 09:30 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الفن يحتفلون مع ماجد المصري بعيد ميلاد ابنيه

GMT 19:07 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

إليا لوكاردي يلتقي هواة التصوير في معرض "إكسبوجر 2017"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates