إنّه البرلمان
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

إنّه البرلمان...

إنّه البرلمان...

 صوت الإمارات -

إنّه البرلمان

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

في هذا العام الجديد، 2021، سيتمّ التذكير بثلاث بدايات لثلاثة عقود: قبل ثلاثين سنة، في 1991، حين هُزم الانقلاب الشيوعي في الاتّحاد السوفياتي السابق. قبل عشرين سنة، في 2001، حين نفّذت «القاعدة» جريمة 11-9 في نيويورك وواشنطن. قبل عشر سنوات، في 2011، حين تلاحقت الثورات العربيّة بعد باكورتها التونسيّة أواخر العام الذي سبق.
البرلمان، كرمز للديمقراطيّة، كان حاضراً في هذه الأحداث الكبرى الثلاثة، إمّا مباشرة أو مداورة.
في 1991، هُزم الانقلاب أمام البرلمان. بوريس يلتسن يومها اعتلى الدبابة في صورة باتت أيقونيّة. الجماهير نزلت إلى الشارع وأقامت المتاريس. الجيش بدا غير متماسك بما يكفي لإنجاح الانقلاب.
في 2001، أراد أسامة بن لادن بانتحارييه أن يقول أشياء كثيرة، لكنّ أحد تلك الأشياء أنّ الحضارة الغربيّة، التي تدور حول الديمقراطيّة، هشّة جدّاً. تفجير مبنى أو مَبنيين يفجّرانها ويقفلان الموضوع.
في 2011، هبّت ثورات «الربيع العربيّ» تطالب بالبرلمان والديمقراطيّة. أرادت، ولو متأخّرة جدّاً، أن تكسر «الاستثناء العربيّ» الشهير.
أمّا اليوم، في 2021، فالبرلمان بات موضوعاً أميركيّاً. لقد حصل ما حصل في البلد الذي لم ينقطع مساره الدستوري مرّة واحدة منذ نشأته.
في 1991، بدا الحدث الروسي مدخلاً لعالم جديد يطلب البرلمان. الاتّحاد السوفياتي وكتلته انهارا. تبنّي الديمقراطيّة تمدّد من أوروبا الوسطى والشرقيّة إلى أميركا اللاتينيّة وأفريقيا. إنهاء العنصريّة في جنوب أفريقيا، وتسوية النزاع الطائفي في آيرلندا الشماليّة رفدا هذه الوجهة. تسوية أوسلو الفلسطينيّة - الإسرائيليّة في 1993 اندرجت في السياق نفسه.
في 2001، جاءت «القاعدة» تتحدّى تلك الوجهة نفسها. جاءت تقول للذين انتصروا في الحرب الباردة إنّهم عُرضة لـ«غزوة إلهيّة».
لكنّ تحدّي البرلمان كان قد سبق ذلك، وتحديداً في المكان الذي حقّقت فيه الديمقراطيّة انتصارها الأكبر: روسيّا. يلتسن نفسه، وبعد عامين على وقفته الشجاعة، أمر بقصف البرلمان.
رمزيّة هذا الحدث الأخير نمّت عن أمرين: أنّ روسيّا، بتركيبها الاجتماعي وتقليدها في «الاستبداد الشرقيّ» غير مهيّأة بعد للديمقراطيّة. لقد سقط النظام الشيوعي من دون أن تكون هناك بورجوازيّة ومراكمة للثروة بموجب القانون. في روسيا هناك فقط أوليغارشيّو النظام القديم الذين جنوا أرباحهم وأداروا صفقاتهم بالاستناد إلى تهريب وبيع أملاك الدولة. الأمر الآخر أنّ الغرب، بدوره، لم يكن مهيّأ لمساعدة روسيا كي تسلك هذا الطريق: بيل كلينتون، مدفوعاً بتحريض القيادات الجديدة في أوروبا الوسطى المسكونة بذعر قديم من الروس، أصرّ على مدّ الناتو إلى حدود روسيا. يومذاك كان فرنسوا ميتران يؤكّد أنّ وظيفة هذا الحلف قد انتهت مع سقوط المعسكر السوفياتيّ. منذ الأربعينات، كان جورج كينان يرى أنّ «احتواء» الاتّحاد السوفياتي يلغي الحاجة إلى الناتو، فكيف وقد اضمحلّت تلك الإمبراطوريّة؟ كينان وميتران ثبت أنّهما كانا على حقّ: فالناتو على حدود روسيا هو دعم صافٍ للقوميّة على حساب الديمقراطيّة. للزعيم المخلّص على حساب البرلمان. بفضل الأوليغارشيا والناتو وُلدت زعامة فلاديمير بوتين.
الثورات العربيّة كانت، بمعنى ما، ردّاً على ما فعله ابن لادن: إنّنا نريد الديمقراطيّة والبرلمان ولا نريد ضربهما. هذه الثورات هُزمت فيما كانت الحركات الشعبويّة تحقّق انتصاراً بعد انتصار في العالم. الهجرات الجماعيّة من عالم الثورات المهزومة صبّت زيتاً على نار الشعبويّات.
عدم الثقة بالسياسة والسياسيين ضرب البلدان الديمقراطيّة نفسها: لوبين في فرنسا، وحزب البديل في ألمانيا، وبينهما إيطاليا والنمسا. دونالد ترمب حلّ في البيت الأبيض والبريطانيّون صوّتوا لـ«بريكست». الشعبويّة الظافرة وضعت قيودها الثقيلة على الديمقراطيّة والبرلمان: الإعلام والقضاء ينبغي أن يُحدّ من استقلالهما. المعارضون هم «أعداء الشعب».
انتكاس الديمقراطيّة بين 1991 و2021 أحدثته عوامل كثيرة تتعدّى الهجرة: النيوليبراليّة التي انتقمت من المسألة الاجتماعيّة برمّتها بعد سقوط الاتّحاد السوفياتيّ. العولمة التي تَرافق ثراؤها مع تفريع وحدات الإنتاج الذي أغنى هنوداً وصينيين لكنّه أفقر أوروبيين وأميركيين. هزيمة الثورات العربيّة التي منعت العرب من كسر استثنائهم وضيّقت رقعة الحرّيّة في العالم...
كائناً ما كان الأمر لم يعد ممكناً إلاّ أن ينتقل حصار البرلمان والديمقراطيّة إلى المركز – إلى الولايات المتّحدة ذاتها. ما حصل قبل أيّام قليلة في مبنى الكابيتول يقول هذا: إنّ الديمقراطيّة، في عالم اليوم، مأزومة ومريضة. لكنّه يقول أيضاً كم أنّها قويّة وقادرة على تجاوز أزمتها. كم أنّ مؤسّساتها الدستوريّة صلبة. كم أنّ ثقافتها الديمقراطيّة حاضرة ومتينة. كم أنّ التعدّد يقاتل.
الحقيقتان المتعارضتان اصطدمت واحدتهما بالأخرى صداماً رأسياً في الكونغرس، وهما سوف تتصادمان مرّة بعد مرّة في الأعوام القليلة المقبلة، خصوصاً بعد الانتصاف الشعبي الذي كشفته نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة. أمّا الانتصار الأخير فسيكون مرهوناً بطبيعة المراجعة التي سيُجريها عهد جو بايدن لثلاثين سنة أميركيّة وثلاثين سنة عالميّة.
الأمر الوحيد المؤكّد أنّ العالم كلّه يخوض معركة البرلمان والديمقراطيّة بشكل أو آخر، وهي ليست معركة سهلة كما سبق أن تسرّع المتفائلون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنّه البرلمان إنّه البرلمان



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 06:17 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

عرض مسلسل "الشارع اللي ورانا" نهاية العام الجاري

GMT 01:13 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

بثينة الرئيسي تعتمد أحدث صيحة لهذا الصيف

GMT 21:23 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بريف حماة

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شعبان عبد الرحيم.. تعرف علي تفاصيل الساعات الأخيرة

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد أبو تريكة يعلق على تعيينه سفيرا لمونديال قطر2020

GMT 01:38 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن الاستيلاء على مدينة رأس العين شمال سورية

GMT 20:58 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

البواردي يستقبل السفير اليمني

GMT 17:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مزايا وعيوب سيارة تويوتا "C-HR"

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عطر "Decadence Eau So Decadent" يُجسِّد المرأة القوية الحُرّة والأنيقة

GMT 16:30 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

جاي بيريمان يطلب الترخيص للمشاركة في سباق السيارات

GMT 10:17 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حاربي التجاعيد وحب الشباب بهذا المكوّن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon