تحرير 2000 في ضوء الوضع اللبناني الراهن
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

تحرير 2000 في ضوء الوضع اللبناني الراهن

تحرير 2000 في ضوء الوضع اللبناني الراهن

 صوت الإمارات -

تحرير 2000 في ضوء الوضع اللبناني الراهن

حازم صاغية
بقلم ـ حازم صاغية

في الأيّام القليلة الماضية قطع اللبنانيّون كلّ شكّ باليقين: نعم، نحن مختلفون حول أمورنا من دون استثناء تقريباً. مختلفون حول عودة المتعاونين مع إسرائيل، أو عملاء إسرائيل في لغة أخرى، ومختلفون حول العفو عن المساجين، وحول الموقف من المهرّبين، ووضع الحدود والمعابر، والفيدراليّة والمركزيّة، وتفاصيل العلاقة بكلّ من صندوق النقد الدولي من جهة، والنظام السوري من جهة أخرى.
بعض هذه الخلافات من طبيعة إسلاميّة – مسيحيّة، وبعضها سني – شيعيّ، والبعض الثالث من رواسب 8 و14 آذار.
انفجار الخلافات على هذا النحو الساطع أتى متزامناً مع حدث يُفترض به أن يكون موحّداً للّبنانيين: إنّه الذكرى العشرون لتحرير جزء معتبر من لبنان خضع 18 سنة لاحتلال إسرائيل. ما حصل كان العكس.
لا شكّ أنّ ردّ الخلافات الكثيرة والعميقة إلى التحرير مبالغة قد لا تخلو من نيّة سيّئة. جزء من هذا الخلاف ضارب في تاريخ أسبق، وجزء منه أنتجه فشل الثورة... مع هذا يبقى التلازم بين الاحتفال بالتحرير وانكشاف مدى اللاإجماع اللبناني سبباً للتأمّل.
فهو يقول، في الحدّ الأدنى، إنّ الحدث الكبير الذي حصل عام 2000 لم يستطع أن يرقى إلى مصافّ الحدث الوطني والتأسيسي. لقد بقي، لشديد الأسف، عملاً يخصّ قطاعاً بعينه من اللبنانيين.
وراء ذلك أسباب كثيرة بعضها من جنس المعطيات الصلبة، وبعضها الآخر من صنف يقبل التدخّل الذاتي لتعديله. فالاحتلال طال منطقة ذات أكثريّة مذهبيّة معيّنة، كما تصدّى له حزب ذو طبيعة وتكوين دينيين وطائفيين في وقت واحد.
لكنّ هذه المعطيات الصلبة، التي لا يمكن التأثير فيها، كانت قابلة للالتفاف عليها، أو أقلّه تخفيف حدّتها، لو أنّ المحرّرين سلكوا طريقاً آخر.
مثلاً: لو أنّهم تعاملوا مع تحرير 2005 من الوصاية السورية بوصفه استكمالاً لتحرير 2000، هذا ما حصل عكسه، إذ بدا محرّرو 2000 شركاء في سلطة الوصاية السورية، فيما ظهر من يتّهمهم بالضلوع في الجرائم التي افتُتحت باغتيال رفيق الحريري.
مثل آخر: لو أنّ محرّري 2000 قدّموا تحريرهم بوصفه مقدّمة لبناء سلطة لبنانيّة ذات مركز وطني قويّ. هنا أيضاً حصل العكس تماماً، فاستمرّ «حزب الله» ممسكاً بسلاحه، يعزّز دولته وجيشه على حساب الدولة والجيش اللبنانيين، ويرسم للحرب أفقاً مطلقاً لا يحدّه زمن ولا يتوقّف عند إنجاز بعينه. لقد تصرّف كما لو أنّ التحرير نفسه لم يحصل، واعداً اللبنانيين بحروب لا تنتهي لأنّ التحرير الحقيقي مسار عنفي متواصل.
التدخّل اللاحق في سوريّا جاء ترجمة لذلك.
مثل ثالث: لو أنّ محرّري 2000 قدّموا الانتصار بوصفه الممرّ إلى بناء وضع سياسي واجتماعي أفضل للبنانيين. هذه المسألة لم تعنِ للمحرّرين شيئاً يُذكر، ما جعل التحرير يقتصر على عمل عنفي محض لاستعادة الأرض، عملٍ لا تخالطه القيم والمثالات التي تُعنى ببناء البشر ومستقبلهم.
مثل رابع: لو أنّ مُحرّري 2000 بعدما تراجعت الحاجة إلى تعبئة الجماعة الأهليّة، قلّلوا من التركيز على الرموز والطقوس التي تخاطب جماعة بعينها من اللبنانيين، فيما هي لا تخاطب سواها منهم.
فاقم المشكلة أنّ الكثير من الرموز والطقوس تلك إيراني المنشأ والمصبّ.
عدم حصول شيء من هذا جعل التحرير أقرب إلى سلوك حزب واحد ذي هويّة مغلقة واحدة. والحال أنّ الرغبة العميقة والفعليّة لـ«حزب الله»، وكذلك مصادر روايته لما حصل، تكمن في هذا التلخيص لواقع الحال: تعتيم على مساهمة الأطراف الأخرى في مقاومة إسرائيل. تخوين لمساهمة الأطراف التي قاتلت سوريّا. تقديم سرديّة انتصاريّة تتكتّم على إعلان إيهود باراك، رئيس حكومة إسرائيل، استراتيجيّة الانسحاب من طرف واحد.
أكثر من هذا، جاءت الرواية الانتصاريّة شديدة الفقر على الصعيد الإنسانيّ، أي في الأدب والفنّ والثقافة عموماً. لم نسمع عن أحد خاف أو ارتبك أو احتار أو عشق أو تردّد أو ازدوجت مشاعره في أثناء المقاومة. الجميع كانوا، من البداية حتّى النهاية، أبطالاً مشدودين كالسهام إلى أهدافهم. وحين تُنشَر سِيَرٌ ومذكّرات بهذا المعنى لجنود إسرائيليين يكون التعليق عليها: ها هي فرائصهم ترتعد!
في المقابل، ساد التشدّق بـ«ثقافة المقاومة» التي لا تكتب رواية ولا ترسم لوحة!
في الخلاصة، لم يكن في وسع تحرير كهذا أن يقرّب بين اللبنانيين. كان في وسعه أن يباعد بينهم، عبر بناء نظام مراتبي صارم تتقرّر فيه مواقعهم حسب صلتهم بـ«حزب الله».
هذا ما أُريدَ أصلاً، وهذا ما تحقّق فعلاً، جاعلاً انقسامات اللبنانيين السابقة على «حزب الله» وتحرير 2000 مجرّد شطر صغير نسبيّاً من انقساماتهم الراهنة. ولهذا، وبسبب تلك التجربة، حبس لبنانيّون كثيرون أنفاسهم حين علموا بوجود تحرير آخر يؤتى به هذه المرّة من سوريّا. لقد قالوا، في سرّهم أو في علنهم، إنّ لبنان نفسه بات على مرمى حجر من الفناء السياسيّ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحرير 2000 في ضوء الوضع اللبناني الراهن تحرير 2000 في ضوء الوضع اللبناني الراهن



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 23:34 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

حظك اليوم الأثنين 28 شباط / فبراير 2021 لبرج السرطان

GMT 08:35 2012 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

أسلاك الضغط العالي تهدد أهالى قرية كراديس في الشرقية

GMT 12:06 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

شارع علي المسماري

GMT 16:48 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

اسطنبول التركية تشهد إطلاق مسابقة "أجمل دجاج زينة"

GMT 19:07 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

فولكس فاجن تعلن عن إطلاقها لسيارتين جديدتين

GMT 14:57 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

السفيرة البلجيكية دومينيك مينيورتكرّم راشد الليم

GMT 17:00 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

الفنانة مروة ناجي تسجل مجموعة من أغاني أم كلثوم

GMT 23:38 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أنغام تواصل تألقها فى حفلات كاملة العدد بالقاهرة الجديدة

GMT 15:31 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

إيرينا شايك جذابة في فستان من اللون الأخضر الزمردي

GMT 16:01 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الماركات العالمية تقدّم حقائب ظهر مميّزة للفتيات المراهقات

GMT 00:23 2013 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

حوار حكومة بنكيران مع النقابات مغشوش وعقيم

GMT 16:05 2012 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

محامي يزعم أن لديه ما يثبت فوز شفيق في انتخابات الرئاسة

GMT 15:23 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

قمر تظهر بإطلالة جريئة في كليب "kiss my lips"

GMT 14:41 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج العقرب

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:05 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس ولاتسيو.. «سوبر النجوم والمواهب»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates