بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ

 صوت الإمارات -

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

بيرني ساندرز، الذي ينافس للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، ويُرجّح أن يفشل، يبدو لكثيرين «غير أميركيّ». هذا لا يعود فقط إلى سياساته وتسمية نفسه «اشتراكيّاً». سببه الآخر ضمور الشخصي في شخصه. ففي ثقافة سياسيّة شديدة الاحتفال بنفسها، وعلنيّة، بل مهرجانيّة، في عرضها للأسرة والزوجة والبيت والتاريخ الخاصّ، يبدو ساندرز شديد التقشّف ضنيناً بالتعريف بما يتعلّق به.

الكاتب والناقد الآيرلندي فِنتان أوتول «تسلّل» إلى عالمه الخاصّ، من خلال ما كتبه وما كُتب عنه، ونشر في المجلّة نصف الشهريّة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» إحدى المقالات النادرة عن بيرني الشخص في ارتباطه ببيرني السياسيّ.

المقال، وبالاستناد إلى عنوان كتاب ساندرز، يركّز على برّانيّة الرجل أو غربته. ذاك أنّه، وللمرّة الأولى منذ أربعين عاماً، صار في 1991 أوّل عضو في مجلس النوّاب

لا ينتمي إلى أي من الحزبين الرئيسين.

مع هذا، فمفارقته أنّه يمثّل العصاميّة التي تتباهى بها المحافَظة الأميركيّة أكثر كثيراً مما يمثّلها ترمب، الثري ابن الثريّ.

في 1976، وبعد ثلاث محاولات فاشلة لبلوغ حاكميّة فيرمونت، قرّر بيرني التقاعد من العمل السياسي وأسّس شركة صغرى تبيع الجامعات أفلاماً ذاتيّة الإعداد عن سياسيين وقادة اشتراكيين أميركيين. هكذا جنى ثروة صغيرة، وبات مثال رجل الأعمال الصغير المحترم والمنظّم والكاره للهدر، رغم أنّه، سياسياً، أكثر المطالبين بتوسيع الإنفاق الفيدراليّ. وبالفعل فحين انتُخب محافظاً لبرلنغتون، عُرف بالتوفير والفعّاليّة، كما بالتكرار المملّ للمواقف.

على أنّه في 1997 أصدر كتابه «برّاني في مجلس النوّاب»، ثمّ أعاد إصداره مع تغيير (متفائل) في العنوان ليغدو «برّاني في البيت الأبيض».

وفيما كتبه، وهذا أيضاً غير أميركيّ، قلّل من حجم هويّتين: الأولى، كونه يهوديّاً من بروكلين: صحيح أنّه لا ينكر ذلك لكنّه لا يؤكّده، إذ نادراً ما يشير إلى عائلته وطفولته وشبابه ودينه، متحدّثاً فحسب عمّا هو سياسي وآيديولوجيّ.

عائلته متواضعة تعلّقت بـ«النيو ديل» لروزفلت. الأب هاجر من بولندا في 1921. الأمّ ولدت في نيويورك لمهاجرين يهود من روسيا وبولندا قضوا جميعاً على يد النازيّة. الزوجة آيرلنديّة.
ومع أنّه في مؤتمر لمنظّمة «جاي ستريت»، في 2018، ذكر أنّه عاش في شبابه عدّة أشهر في إسرائيل، وأنّه «فخور جدّاً» بميراثه اليهوديّ، ففي كتبه لا يقول شيئاً عن طفولته حين كان يتحدّث الييديش، ثمّ حين درس باللغة العبريّة، أو لماذا ذهب إلى إسرائيل. وهو إذ يشير إلى تجربته في الكيبوتز يقدّمها كأمثولة في الاشتراكيّة لا في التضامن الديني والإثنيّ. كذلك لم يتحدّث إلاّ في السنوات القليلة الماضية عن علاقة عائلته بالهولوكوست. فقد زار قرية أبيه سلوبنايس، جنوب بولندا، للمرّة الأولى في 2013، ثمّ قال إن الهولوكوست هو أكثر الأحداث تأثيراً فيه.

وعموماً، لم يَتماهَ ساندرز مع أصوله الإثنيّة والدينيّة، وظلّت أولويّته للطبقة الاجتماعيّة بوصفها مصدر تعريف الشخص والجماعة، معتبراً اللاساميّة والإسلاموفوبيا وجهين لعملة واحدة.

الهويّة الثانية التي أخفاها كانت هِبِّيَّته. فبعد أربع سنوات في شيكاغو التي تخرّج في جامعتها في 1964، مجازاً في العلوم السياسيّة، انضمّ إلى مجموعة هيبيّة، علماً بأنه لم يعش في كوميون، ولم يُرخِ لحية، وباستثناء الماريوانا لم يتعاطَ المخدّرات. مع هذا كان ساندرز ابن الستينات وثقافتها المضادّة فكريّاً، خصوصاً اعتقاده بأنّ القمع النفسيّ - الجنسي أصل الشرور. ففي 1969 نشر مقالة عن القمع الجنسي للنساء مرصّعة باستشهادات من وليم رايخ، تربط بين مرض النساء وصحّتهنّ العاطفيّة والجنسيّة. وفي مقالة أخرى، في 1972 انتقد اللاتكافؤ الجندري في التخييل الجنسيّ. وكان الدكتور سبوك، رائد تعاليم التربية غير القمعيّة، قد شارك في حملته الانتخابيّة لحاكميّة فيرمونت عامذاك.

لكنّ ساندرز تخلّى عن تلك الأفكار، أو أنّ صورته كسياسي نبذتها ونبذت معها كلّ ما هو شخصيّ، مؤكّدة انضباطه و«اتّزانه». ففي مذكّراته عن معركة فيرمونت، حين نال 1% من الأصوات، شدّد على مدى ضبطه لسلوكه ومراقبته نفسَه، مبدياً غضبه على نفسه لعجزه عن إبداء مشاعره حيال من كان يخاطبهم. وعن مناسبة متأخّرة، حين أراد أن يقدّم نفسه تلفزيونيّاً، يقول: «كنت متوتّراً كثيراً، بحيث اهتزّت رُكبتاي وراحتا حرفيّاً تضربان الطاولة على نحو لا سيطرة لي عليه»، حتّى إنّ مهندس الصوت سمع صوت رُكبتيه ونبّهه إلى ذلك.

والحال أنّ ما بدا عليه من «تطرّف» سياسي طمس هذا الوجه الخجول والمضبوط فيه. وهو لئن تدرّج من محافظ إلى نائب فسيناتور فمرشّح رئاسيّ، فقد حرص على إحداث انتقال تدريجي إلى الوسط، وعلى القول إنّ كوبا ليست موديله لمستقبل أميركا، بل الدنمارك الاشتراكيّة الديمقراطيّة. مع هذا فهو نقل موضوعات السياسة قليلاً إلى اليسار، جاعلاً نفسه وريث السياسي والنقابي الراديكالي يوجين دِبْس، لا وريث روزفلت، كما حمل عموم الديمقراطيين على تبنّي بعض أفكاره في التعليم والطبابة. أمّا حملته الراهنة للترشّح عن الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتّحدة فهذه تبقى قصّة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 02:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إدارة النادي الأهلي المصري تهنئ الإمارات بيومها الوطني

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

راغب علامة يؤكد أن إليسا ستتراجع عن قرار الاعتزال

GMT 21:13 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

قماش الجلد أكثر القطع فخامة في إطلالاتك الشتوية

GMT 19:54 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

4 لاعبين يمثلون الإمارات في "قوى آسياد جاكرتا"

GMT 21:50 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

طريقة تحضير مخبوزات بالكاكاو والشوكولاتة

GMT 21:55 2013 الأحد ,07 تموز / يوليو

إثيوبيا تعتزم بناء أطول برج في إفريقيا

GMT 13:12 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

أسباب متعددة لغياب نجوم كبار عن دراما رمضان 2018

GMT 16:21 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

أرماني يحلق في السماء بمجموعة الهوت كوتور صيف 2018

GMT 06:59 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

هيونداي فرنا تستحوذ على حصة سوقية وصلت إلى 55%

GMT 17:36 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتعقيم أدوات التنظيف اليومي

GMT 08:22 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يكشف عن مجموعة من أسرار "ملك العود"

GMT 05:20 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

عمر عبدالرحمن "عموري" يتلقّى إشادة بريطانية

GMT 09:30 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الفن يحتفلون مع ماجد المصري بعيد ميلاد ابنيه

GMT 19:07 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

إليا لوكاردي يلتقي هواة التصوير في معرض "إكسبوجر 2017"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates