خطر ما بعد كورونا «ارتداد الاعتدال إلى التكفير»
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

خطر ما بعد كورونا: «ارتداد الاعتدال إلى التكفير»!

خطر ما بعد كورونا: «ارتداد الاعتدال إلى التكفير»!

 صوت الإمارات -

خطر ما بعد كورونا «ارتداد الاعتدال إلى التكفير»

عماد الدين أديب
بقلم - عماد الدين أديب

 

سوف تشهد المنطقة ارتداداً مخيفاً فى السلوك الإنسانى لدى معظم الناس من الممكن أن يغير فى خارطة مزاج وتركيبة واتجاهات الرأى العام فى الشرق الأوسط.

بعد الحروب، الكوارث الطبيعية، الأزمات الاقتصادية الطاحنة، الثورات، التغييرات فى الأنظمة، تحدث هزات مزلزلة لطبيعة جوهر وسلوك المجتمعات.

هذه التغييرات رصدها تاريخياً علم الاجتماع السياسى، وعلم النفس الاجتماعى، وبحوث ودراسات الرأى العام.

هذا كله يؤدى إلى ارتداد قطاعات من المجتمعات عن مبادئ وقيم كانت راسخة.

وتعريف «المرتد» علمياً هو من اعتنق مبدأ أو ديناً أو مذهباً ثم تراجع عنه، والمرتد عن الشىء هو المتراجع عنه، ويقال «ارتد عن القافلة» أى تقهقر عنها.

وبعد كورونا، وحينما تنتهى -بإذن الله- آثاره الصحية سوف تعيش المنطقة تغييرات وآثاراً شديدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

أخطر هذه التغييرات هى نظرة الناس إلى «الإيمان بالله» وإلى أسلوب «مقاربة الدين».

هزة كورونا النفسية قد تدفع بأصحاب الفكر المادى إلى مزيد من الروحانية، وقد تدفع بضعاف العلم عامة، وذوى هشاشة الإيمان خاصة، إلى تشدد عظيم، قد يصل إلى حد يكفر المجتمع والحاكم والحكومات.

هذا التكفير المتوقع سوف يتم تدعيمه وتأجيجه من قوى عديدة تسعى منذ سنوات إلى إشاعة «الفوضى» وتأليب الرأى العام ضد حكامه، بهدف إسقاط مشروع الدولة الوطنية من أجل إقامة مشروع التجزئة والتقسيم العرقى والدينى والطائفى والمناطقى والمذهبى.

علمنا التاريخ، وهو خير معلم، أن الهزات الكبرى تُحدث تغييرات اجتماعية وفكرية ونفسية عظيمة فى المجتمعات ذات التعليم الفاسد والإعلام المشوَّش وطمس الهوية الوطنية والثقافة الهشة، والخطاب الدينى المغلوط.

حدث ذلك فى مصر عقب هزيمة يونيو 1967 والزلزال الشهير فى التسعينات وأحداث يناير 2011، وحدث ذلك فى الولايات المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية، وحرب فيتنام، واغتيال جون إف كيندى، واستقالة نيكسون وأحداث سبتمبر 2001 وأزمة 2008 المالية، وفوز اليمين الإنجيلى بزعامة دونالد ترامب بالرئاسة.

وحدث ذلك فى العراق بعد غزو الولايات المتحدة للبلاد، وسيطرة الحرس الثورى الإيرانى على مفاصل الحكم فى بغداد، وظهور حركة الاحتجاج الشيعى فى الجنوب على الحكم المدعوم إيرانياً.

وحدث ذلك فى السعودية بحادث جهيمان باحتلال الكعبة المشرفة، وبغزو صدام للكويت، وعقب بدء الحوار الوطنى فى عهد الملك عبدالله -رحمه الله- وحركة الإصلاح التى بدأت فى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وطرح رؤية 2030 التى قدمها الأمير محمد بن سلمان والتى أدت إلى إصلاحات فى حقوق المرأة، وانفتاح المجتمع، واحترام الحرية الشخصية.

ويحدث ذلك الآن فى كل دولة فى العالم تعرضت للآثار الاجتماعية والخسائر المادية لفيروس كورونا.

الحدث الضاغط فى علم الحركة يحتاج إلى قوة مقاومة إما أن تغلبه أو يغلبها أو تتوازى معه.

وحدث الكورونا ضاغط ذو أثر هائل يقابله كثير من المجتمعات التى تعانى ضعفاً فى الأدمغة وفقراً فى الثقافة، وهشاشة فى المناعة الفكرية واضطراباً فى الخطاب الدينى.

باختصار، حدث كورونا هو انتكاسة اجتماعية لبعض قطاعات العالم العربى الهشة فكرياً!

علمياً، ضغط القوة مع ضعف المقاومة يؤدى إلى اختلال فى البناء القديم وانهيار لمنظومة القيم إذا ما كانت هشة.

نحن على أعتاب عملية ارتداد كبرى عن كثير من المسلمات السابقة فى مجتمعات ما قبل كورونا.

هذه الارتدادات، للأسف، لن تكون تصحيحية إلى الأفضل، لكنها، بسبب ضعف الثقافة الوطنية، وفساد التعليم، واضطراب الخطاب الدينى، سوف تتجه نحو تشدد فكرى ودينى يصل إلى مرحلة التكفير.

نحن على أعتاب قيام البعض بتكفير البعض سياسياً ودينياً وفكرياً!

باختصار، نحن أمام رد فعل عظيم يؤدى إلى حالة ارتداد فكرى تؤدى إلى كفر بكل ما سبق كورونا، يصل بنا إلى تكفير الحكم والحاكم والمجتمع.

إننى أحذر من ذلك الآن وبشدة، وأراه آتياً بتشجيع من قوى شريرة فى الداخل تدعمها قوى إقليمية بتشجيع من قوى دولية.

سوف يفسرون الوباء الفيروسى على أنه دليل قاطع على غضب السماء على الأرض.

وسوف يفسرون أن أعداد المصابين والوفيات حدثت ليس بسبب غموض وقوة الفيروس ولكن بسبب سوء التعامل الرسمى معه.

وسوف نعود -وبقوة- إلى شعار «الإسلام هو الحل» من بوابة ضرورة العودة إلى الله وهى دعوة تبدو للوهلة الأولى إيمانية خالصة، لكنها فى حقيقتها شر مبطّن فى ثوب برّاق يمس القلوب ويستولى على العقول.

فيروس كورونا هو حدث تاريخى فى حياة البشرية جميعها، وهى قصة غير اعتيادية لا يمكن تجاهلها، لذلك يتعين تقديم تفسير علمى موضوعى شفاف لها ولكل ما أحيط بها.

سوف تجد البشرية علاجاً شافياً من الوباء الفيروسى، لكن الأخطر، الذى سيبقى معنا، هو التداعيات الفكرية التى تجعل من كل معتدل متشدداً، وكل عاقل موتوراً، وكل مؤمن مشروع تكفيرى والعياذ بالله!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطر ما بعد كورونا «ارتداد الاعتدال إلى التكفير» خطر ما بعد كورونا «ارتداد الاعتدال إلى التكفير»



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 02:07 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

بيروتي يؤكد تجديد تعاقده مع ناديه روما حتى ٢٠٢١

GMT 11:50 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

زيدان يعلق على تألق الثنائي مبابي وهالاند

GMT 09:58 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

"الحبة الصفراء" من "سياليس" تُنافس الفياغرا

GMT 23:22 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

مجمع دبي للاستثمار يُحقّق نمو 36% في عقود التأجير

GMT 19:12 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

زيت الخروع فوائد صحية مذهلة قد لا يعلمها الكثيرون

GMT 12:34 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"آمازون" تضيف "007Legends" لقائمة ألعاب الـ"Wii U"

GMT 16:42 2013 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح أول مطعم لونج هورن ستيك هاوس في الشرق الأوسط

GMT 11:42 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بشرى تركز هذا العام على الأعمال الدرامية التي تخص المرأة

GMT 17:34 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

فتيات "صنع في تشيلسي" في ملابس ساخنة على "تويتر"

GMT 00:22 2012 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

منزل عصري أنيق بألوان زاهية يعتمد الإضاءة الطبيعية

GMT 21:27 2017 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

وزارة الصحة تؤكد سلامة مضاد الالتهاب "بروفين"

GMT 11:02 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

"مزيكا" تطرح فيديو كليب نوال الزغبي "صوت الهدوء"

GMT 01:57 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

فساتين بلقيس تتلوّن بألوان الطيف

GMT 15:48 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي تحتفل بـ"صقور العرب" بإطلالة المحاربة

GMT 06:33 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض قائمة بأجمل تسعة منازل حول العالم تطل على البحر

GMT 13:55 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الباكستانية الصادرة الإثنين

GMT 10:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال إيران إلى 530 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates