الشباب العربي والهوية والعنف
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

الشباب العربي والهوية والعنف

الشباب العربي والهوية والعنف

 صوت الإمارات -

الشباب العربي والهوية والعنف

بقلم : د. عمار علي حسن

  يسهم التعصب للهوية في تغذية الأسباب التي تؤدي إلى العنف، لاسيما خلال فترة الشباب التي تعد أعلى مرحلة عمرية يميل فيها الفرد إلى ممارسة العنف المادي واللفظي والرمزي. فالتطلع إلى المستقبل، والميل الطبيعي إلى الانتماء لأي جماعة رئيسية أو ثانوية، والرغبة القوية في التغيير، يدفع الشباب إلى حالة من الفوران الدائم، لاسيما مع توافر طاقة إنسانية مشبعة بالحماس والحيوية والاندفاع والتضحية، ونزوع إلى الاستقلال والاعتداد بالنفس، مع طغيان لمشاعر القلق، وتعزز الأمل في مواقف مثالية، أو حدية لا تقبل الحلول الوسط، ولا الوقوف في منتصف المسافات، من دون إهمال الاحتياجات الذاتية المرتبطة برغبة الشاب في بناء أسرة وتأمين مستوى معيشة مناسب.

وإلى جانب هذه السمات النفسية والاحتياجات الاجتماعية والانحيازات السياسية، هناك مسألتان مهمتان ومتناقضتان إلى حد كبير، تمسان تأثير قضية الهوية على قيام تصرفات عنيفة من قبل الشباب، هما:
1- تنامي أزمة الهوية: وهي إحدى أزمات التنمية السياسية، لاسيما في المجتمعات الجديدة، التي يغلب فيها بعض الأفراد انتماءاته العشائرية والقبلية والطائفية على الانتماء للمجتمع الأول، أو الدولة، الأمر الذي يخلق تنازعاً نفسياً داخل الشخص بين هذين الانتماءين. ولا تقف هذه الأزمة عند حدود المشكلات الثقافية الداخلية من قبيل الصراع بين الحضري والريفي أو العصرية والتقليدية أو الفجوة بين الحاكمين والمحكومين، بل قد تصل إلى حد الصراع المفتوح بين الثقافة الوطنية والثقافات الوافدة، وبين الخصوصية الذاتية وبين السيطرة الأجنبية.

وسك إريكسون عبارة «أزمة الهوية» في أربعينيات القرن العشرين، قاصداً به من فقدوا الإحساس بالتماثل الشخصي والاستمرارية التاريخية، وبهذا الاعتبار ينفصل هذا الفرد عن الثقافة التي تستطيع أن تهبه التماسك النفسي أو تمنحه إحساسه بنفسه. وقد بات هذا المصطلح يستخدم لوصف مرحلة الشباب، التي هي من أهم مراحل التطور النفسي والجسدي والاجتماعي للإنسان.


2- تأثير العولمة: طرأت على العالم المعاصر تغيرات عميقة هزت الثوابت التقليدية التي كانت المجتمعات تستند إليها، ودفعت بعض علماء الاجتماع إلى إعادة النظر في التصورات التقليدية لدراسة الجماعة البشرية، والتي كانت تنطلق من أن المجتمع تعينه وتضبطه وتنظم تفاعلاته حدود الدولة القومية، واستبدال ذلك بدراسة تأثير المجتمع الكوني على المجتمع المحلي، والدعوة إلى تأسيس علم اجتماع التدفق بديلاً عن علم اجتماع الأبنية. فالمعلومات والقيم والأفكار والسلع التي تتدفق بلا هوادة ورحلات السفر والهجرة التي تنتهي بين الشمال والجنوب، وتوحش أنماط الاستهلاك واتساع رقعة الفقر والتهميش، تؤدي جميعاً إلى فتح أبواب جديدة للعنف.

3- حمولات الثقافة الدينية: من ضمن الرؤى السائدة اليوم في فهم أسباب العنف ومبرراته هناك اتجاه يرجع العنف إلى تأويلات فاسدة للنص الديني. وهذا السبب كان المسؤول الأول عن أشكال شتى من العنف مورست في العالم العربي من المحيط إلى الخليج على مدار العقود الأربعة المنصرمة، انزلقت في بعض الأحيان والأماكن إلى إرهاب. فالتنظيمات والجماعات السياسية ذات الإسناد الديني انتقلت من «الدعوة» إلى ما أسمته «الجهاد» الذي لم يقف عند حد التمرد على السلطات الحاكمة، بل وصل إلى النيل من المجتمع.

ومن يمعن النظر في السياقات المحيطة يجد أن الشباب العربي يسكن قلب أوطان تعتمد التمييز بكفاءة بالغة وتنوع هائل، والعائلات الكبرى تستحوذ على عناصر القوة، والأثرياء يملكون المال وطاقات الفقراء ومصائرهم، والحضر يتعالى على الريف الفقير، والريف يتعالى على النجوع، والرجال هم العناصر الأرقى من النساء، والفقيرات هن الأقل قدراً من غيرهن، والأسوياء أكثر حظاً من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يشكلون 10% من لمجتمع العربي تقريباً.

ومع تفشي البطالة وإصرار الكبار على ممارسة الوصاية على الشباب في نظام «أبوي» جامد، ينشأ صراع أجيال حاد، وانسداد الأفق السياسي بفعل استشراء الفساد، وازدياد حجم الغبن الاجتماعي، وشيوع ثقافات تقليدية ودينية نازعة إلى الجمود والتشدد، واستفحال الشعور بالقهر والظلم والهوان حيال العالم الخارجي، يجد الشباب العربي نفسه مدفوعاً إلى الانزلاق إلى ارتكاب العنف بشتى صوره الرمزية واللفظية والمادية، وهي لا حالة لا شفاء منها دون انقضاء الأسباب التي تؤدي إليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشباب العربي والهوية والعنف الشباب العربي والهوية والعنف



GMT 14:48 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

المنصوري والنيادي عند شغاف النجوم

GMT 14:46 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كان يراقبهم يكبرون

GMT 14:44 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

كل هذا الحب

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

رواية عظيمة لا تعرفها

GMT 19:34 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الحمل

GMT 19:40 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الثور

GMT 15:58 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الدلو

GMT 06:50 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الحمل

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:05 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 20:53 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الثور

GMT 09:25 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

عرض الموسم الثالث من "مسرح مصر" على "MBC مصر"

GMT 11:38 2012 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "نورث آيلاند" يتمتع بالعُزلة والخصوصية في سيشيل

GMT 17:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 31 نوفمبر/ تشرين الثاني لبرج العقرب

GMT 20:36 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 19:47 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يخسر معركته مع برشلونة حول فاران الجديد

GMT 03:54 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

مكياج العيون السموكي أحدث صيحة لتوديع عام 2018

GMT 18:43 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

"هالستاتر" لعشاق التزلج في الهواء الطلق

GMT 14:18 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

10 آلاف خطوة يوميًا لفقدان نصف كيلو من وزنك أسبوعيًا

GMT 08:16 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن موديلات "جراند ستاريكس" 2018 بهذه المواصفات

GMT 21:50 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ولي العهد يلتقي رئيس وزراء جمهورية تركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates