الخيار اللبناني الوحيد وخيار المهرج
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

الخيار اللبناني الوحيد وخيار المهرج

الخيار اللبناني الوحيد وخيار المهرج

 صوت الإمارات -

الخيار اللبناني الوحيد وخيار المهرج

أمير طاهري
بقلم ـ أمير طاهري

مع استمرار الاحتجاجات اللبنانية بدرجات متفاوتة، تعددت التكهنات حول سبب الأزمة الحالية بدرجات متفاوتة أيضاً.
قائمة المشاكل التي يعاني منها لبنان طويلة، فهناك أزمة مصرفية سببها خطة قدمها البنك المركزي قبل ثلاث سنوات لجذب الأموال الأجنبية. كذلك أدت الانخفاضات الأخيرة في أسعار النفط إلى انخفاض حاد في تحويلات اللبنانيين العاملين في الدول الغنية بالنفط، لكنهم في النهاية يبنون أعشاشهم في الوطن. الخدمة المدنية المنتفخة التي أنشأها ساسة يحاولون شراء الأصوات أو كسب المال مع طوائفهم من خلال اختراع وظائف غير ضرورية باتت مرهقة للغاية بالنسبة للاقتصاد المتعثر. كذلك تجاوز الفساد، شأن الحال في الكثير من الدول النامية، حدود الانحراف ليصبح أسلوب حياة تقريباً.
أضف إلى كل ذلك أزمة سياسية طويلة الأمد سببتها الطريقة التي يوزع بها النظام الطائفي السلطة؛ ولذلك ستهبّ عاصفة لا محالة. بشكل عام، من المؤكد أن غالبية اللبنانيين غير راضين عن وضعهم الحالي ويشعرون بقلق من المستقبل، والعنصران يعتبران مكوناً أساسياً لمجموعة من المظالم التي تحرض الأمة على الثورة.
ومع ذلك، ماذا لو كان السبب الحقيقي للخيار الوحيد الحالي في مكان آخر، في مكان ما وراء الإدارة الاقتصادية المتهالكة والفساد على غرار دول العالم الثالث؟
قد يكون ما يواجهه لبنان إعادة تعريف لوجوده كدولة قومية. فالدول القومية يجري بناؤها وفق نموذج يعكس محتوى جوهرها وشكل وجودها ورؤية مستقبلها.
لبنان هو إحدى تلك الدول المصممة لتعكس التنوع الداخلي، وبناء مكان على الساحة الدولية ملاذاً للسلام والإبداع والحوار والتبادل والحلول الوسط من قبل القوى الخارجية المتنافسة.
قد يكون من الكليشيهات الإشارة إلى أن لبنان من المفترض أن يكون سويسرا شرق أوسطية مثلما أن الأوروغواي هي ملاذ سلام في أميركا الجنوبية، وسنغافورة في آسيا، والنمسا في أوروبا الوسطى. فلبنان يزدهر كلما لعب ذلك الدور. وكلما ابتعد عن هذا الدور، أو طرد منه من قبل القوى الأجنبية زادت معاناته.
في عام 1958، بعد عقد من الاستقلال مباشرة، صنف صندوق النقد الدولي لبنان أغنى دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد من السكان. في تقرير صندوق النقد الدولي الأول عن المنطقة، صنفت ليبيا على أنها أفقر دولة، بينما جاءت تركيا في المرتبة الثانية بعد لبنان، وإيران في المركز الخامس بعد مصر. والأهم من ذلك أن لبنان لعب دوراً ثقافياً رائداً فيما كان سيتم تسويقه باسم «العالم العربي» منذ ستينات القرن العشرين فصاعداً.
على الرغم من وجود مطبات على الطريق، بما في ذلك الاشتباكات الطائفية التي غالباً ما يتم رسمها من قبل قوى أجنبية متنافسة، تمكن لبنان من بناء شعور بالوطنية اللبنانية، وهو ما يعلم الجميع صعوبة إدراكه.
لبنان دولة متوسطية ذات تقاليد بحرية عمرها 5000 سنة. وفي الوقت نفسه، هو إحدى أقدم قطع الإمبراطوريتين الرومانيتين، في الغرب والشرق، وهو أيضاً إحدى المناطق التي رحبت بالمسيحية. وأخيراً وليس آخراً، أضاف لبنان طبقة من الإسلام والعروبة إلى هويته الثرية كجزء من الإمبراطوريات الأموية والمملوكية والإمبراطورية العثمانية في نهاية المطاف، وجاءت الفترة الوجيزة خلال الانتداب الفرنسي لتضيف ظلاً آخر.
يمكنك أن تطلق عليها محاولة تغيير النموذج إن أردت، لكن ما نشهده هو محاولة تحطيم ذلك اللبناني ليحل محله آخر بهوية جديدة يكون فيها لبنان مخبأ أمامياً لثورة شيعية يقودها الملالي من طهران.
ففي هذا الإطار، قال آية الله محسن أراكي، رئيس مكتب التقارب بين الجماعات الإسلامية في طهران، «لبنان هو القاعدة الأكثر تقدماً لجبهة المقاومة». وبالنسبة لآية الله علي يونس، مستشار الرئيس حسن روحاني، فإن بيروت هي واحدة من أربع عواصم عربية «نسيطر عليها الآن».
في المقابلة الصحافية الوحيدة التي أجراها، يروي الجنرال قاسم سليماني كيف سافر إلى لبنان كلما أحب هو ورفاقه المسلحون من دون الحاجة إلى تأشيرة، ولم يشعروا قط بالحاجة إلى الاتصال أو إخبار أي شخص من الحكومة اللبنانية.
كان لبنان مجرد جزء من الإمبراطورية «الناشئة» التي كان يحاول بناءها من أجل المرشد علي خامنئي. اليوم، تعتقد طهران أنها نجحت في فرض نقلة نوعية على طريق إنشاء لبنان أحادي اللون ليحل محل قوس قزح في لبنان.
انعكس ذلك في مقابلة أجراها للصحافة الإيرانية آية الله حاجي الصادقي، الممثل الخاص لخامنئي في «الحرس الثوري »، روى فيها عن رحلة قام بها إلى بيروت، حيث أمضى «ليلة كاملة» مع حسن نصر الله قدم خلالها زعيم «حزب الله» اللبناني تقريراً مفصلاً عن خطته لمحو إسرائيل من على الخريطة، أو إنهاء المأدبة الإسرائيلية.
وقد أكد نصر الله للصادقي أن تنصيب حكومة مدعومة بالكامل من قبل «حزب الله» يعني «استعداد لبنان الكامل» لتحمل مسؤولياته في «جبهة المقاومة».
من المحتمل أن يكون نصر الله قد كثّف من درجة خضوعه لطهران للتأكد من استمرار تدفق الأموال الإيرانية إلى جيوبه.
ومع ذلك، ليس هناك شك في أن طهران تشعر بأنها حققت هدفها في السيطرة الكاملة على لبنان من خلال تشكيل حكومة «إجماع» حسان دياب التي يكون لـ«حزب الله» فيها الكلمة الأخيرة في القضايا الرئيسية.
قد يكون اعتقاد علي خامنئي بأنه الآن المتحكم في مصير لبنان سابقاً لأوانه على أقل تقدير. فبناء الإمبراطورية ليس بهذه السهولة، خاصة عندما يظهر الإمبراطور المحتمل عارياً في أرضه.
قد تكرر الحكومة اللبنانية الجديدة تجربة الخادم المهرج في قصة «خادم لسيدين» لكارلو جولدوني، محاولاً إرضاء كليهما، لكنه يفشل مع كليهما.
على رئيس الوزراء دياب أن يحل مشاكل لبنان في الوقت الذي يخدم فيه مخططات آيات الله الغريبة لبناء الإمبراطورية. إن مصالح لبنان اليوم لا تتوافق مع مصالح الجمهورية الإسلامية في إيران، حيث يحتاج لبنان إلى الاستقرار والسلام لإنعاش اقتصاده من خلال جذب الاستثمار الأجنبي وإحياء السياحة وتطوير نفسه كمركز قائم على الخدمات للتجارة الدولية والصناعات ذات التقنية العالية. وعلى النقيض من ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية، كقوة تعديلية تسعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط إن لم يكن العالم كله، تزدهر مع التوتر والصراع.
يريد أحد السيدين أن يرى لبنان شاطئاً، في حين يريده الآخر أن يكون مخبأ. في الحياة الواقعية، على عكس المسرح، على المهرج أن يختار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيار اللبناني الوحيد وخيار المهرج الخيار اللبناني الوحيد وخيار المهرج



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 02:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إدارة النادي الأهلي المصري تهنئ الإمارات بيومها الوطني

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

راغب علامة يؤكد أن إليسا ستتراجع عن قرار الاعتزال

GMT 21:13 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

قماش الجلد أكثر القطع فخامة في إطلالاتك الشتوية

GMT 19:54 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

4 لاعبين يمثلون الإمارات في "قوى آسياد جاكرتا"

GMT 21:50 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

طريقة تحضير مخبوزات بالكاكاو والشوكولاتة

GMT 21:55 2013 الأحد ,07 تموز / يوليو

إثيوبيا تعتزم بناء أطول برج في إفريقيا

GMT 13:12 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

أسباب متعددة لغياب نجوم كبار عن دراما رمضان 2018

GMT 16:21 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

أرماني يحلق في السماء بمجموعة الهوت كوتور صيف 2018

GMT 06:59 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

هيونداي فرنا تستحوذ على حصة سوقية وصلت إلى 55%

GMT 17:36 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتعقيم أدوات التنظيف اليومي

GMT 08:22 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يكشف عن مجموعة من أسرار "ملك العود"

GMT 05:20 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

عمر عبدالرحمن "عموري" يتلقّى إشادة بريطانية

GMT 09:30 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الفن يحتفلون مع ماجد المصري بعيد ميلاد ابنيه

GMT 19:07 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

إليا لوكاردي يلتقي هواة التصوير في معرض "إكسبوجر 2017"

GMT 03:51 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توصيل خدمات الغاز الطبيعي للرحمانية في الشارقة نيسان المقبل

GMT 20:31 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

أسعدت غيري فسعدت

GMT 01:47 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

حمدان الزعابي يؤكد أن واقع الرياضة "مُرّ"

GMT 00:16 2016 الخميس ,29 أيلول / سبتمبر

تركيا تدين الغارات الجوية على مدينة حلب السورية

GMT 06:06 2013 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

حقن البوتوكس تسبب الاكتئاب لدى النساء

GMT 06:06 2013 الإثنين ,04 آذار/ مارس

كازورلا يكشف سر التسديد بالقدمين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates