كابوس ما بعد «كورونا»
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

كابوس ما بعد «كورونا»!

كابوس ما بعد «كورونا»!

 صوت الإمارات -

كابوس ما بعد «كورونا»

عثمان ميرغني
بقلم ـ عثمان ميرغني

ما أنفقته دول العالم لمواجهة أزمة «الكورونا» وتداعياتها حتى اللحظة، وصل إلى رقم هائل: نحو 15 تريليون دولار، والحبل ما زال على الجرار. الولايات المتحدة وحدها صرفت نحو 6 تريليونات دولار وفقاً لتقديرات نشرت في صحيفة «واشنطن بوست» وضعت في الاعتبار حجم المبالغ التي رصدتها الإدارة وتلك التي خصصها «الاحتياطي الفيدرالي» في إطار جهود احتواء الآثار الناجمة عن أخطر أزمة يواجهها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، والبعض يقول منذ «الكساد الكبير».
هذه الأرقام مرشحة للزيادة، لأننا كما يقول الاقتصاديون، ما زلنا في المرحلة الأولى من مواجهة صدمة «الكورونا»، ونتلمس خطواتنا نحو المرحلة الثانية التي تبدأ مع الخروج من الحبس، واستئناف العمل والأنشطة الاقتصادية بشكل تدريجي مع التزام الحذر ومراعاة إجراءات السلامة. فلا أحد يعرف ما سيحدث مع عودة الناس إلى الشوارع والمكاتب والمصانع والمدارس، ما دام الفيروس موجوداً، والعلماء يحذرون من إمكانية موجة ثانية أو حتى ثالثة بينما العالم ينتظر نتائج البحوث والتجارب الحثيثة على أمل التوصل إلى علاج ولقاح. لكن استئناف الحياة كان لا بد أن يحدث، فلا الناس سيتحملون البقاء محبوسين إلى ما لا نهاية، ولا الدول تستطيع تحمل استمرار الشلل في اقتصاداتها مع تصاعد الإنفاق الفلكي على الأزمة وتداعياتها.
مهما بدا حجم الإنفاق على الأزمة وتداعياتها مخيفاً، فإن الرأي الغالب هو أنه لم يكن هناك خيار آخر أمام الدول سوى أن تفتح خزائنها، وتوجه كل مواردها وجهودها وطاقاتها نحو احتواء الأزمة، فالبديل كارثة اقتصادية وإنسانية أكبر وأخطر بكثير، وعلاجها سيكون أصعب وأطول. الحكومات لم تكن تملك لحماية الناس في مواجهة الجائحة سوى أن توجه بإغلاق المكاتب والمصانع، وبوقف كل الأنشطة والأعمال إلا الضروري منها لمتطلبات الحياة اليومية، وأن تطلب من الناس التزام بيوتهم وتقليل حركتهم خارجها ما أمكن. مقابل ذلك كان لا بد من الاستمرار في دفع رواتب الموظفين، وتقديم دعم لمن هم خارج القطاع العام، وبحث مساعدة ما أمكن من الشركات والأعمال النازفة، إضافة إلى الصرف على احتياجات القطاع الصحي الواقف في خط المواجهة الأول ضد «كوفيد - 19». كل ذلك تم من خلال إجراءات استثنائية وحزم إنقاذ مالية ضخمة راكمت الديون الداخلية.
كل الدول بلا استثناء تقريباً تعاني الآن من انكماش اقتصاداتها مع تعطل عجلة الاقتصاد وتراجع الطلب والصادرات، وهو ما سينعكس على حركة الاقتصاد العالمي بمجمله في الفترة المقبلة. فالاقتصاد الأميركي انكمش بنسبة 4.8 في المائة في الربع الأول من العام الحالي، والاقتصاد الصيني بنسبة 6.8 في المائة في الفترة ذاتها، وهما أكبر الاقتصادات العالمية، وتأثير ما يحدث فيهما سيكون كبيراً لا سيما في وقت تواجه فيه بقية الدول آثار انكماش اقتصاداتها أيضاً.
ونتيجة للأزمة فقد راجع صندوق النقد الدولي توقعاته السابقة التي كان يرى فيها أن الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 3.3 في المائة في 2020، ليحذرنا الآن من أن العالم سيواجه انكماشاً بنسبة 3 في المائة في العام الحالي. ولمعرفة ما تعنيه هذه النسبة يمكننا أن نشير إلى أنه إبان الأزمة المالية العالمية في 2008 و2009 التي وصفت حينها بأنها أكبر صدمة للاقتصاد العالمي خلال 70 سنة، لم تتجاوز نسبة الانكماش في الاقتصاد العالمي 1.8 في المائة.
الانكماش لو كان المشكلة الوحيدة لربما كان همه أقل نسبياً، لكنه يأتي اليوم مرفوقاً بارتفاع هائل في معدلات البطالة، مع مخاوف من زيادات أخرى في الطريق لأن كثيراً من الشركات والأعمال يمكن أن تنهار وتنضم لأخرى سبقتها بسبب «الكورونا». في أميركا وحدها ارتفع عدد العاطلين عن العمل إلى نحو 38 مليون إنسان، وهو أعلى ارتفاع في أرقام البطالة هناك منذ أزمة الكساد الكبير. وإذا أضيف إلى هؤلاء أرقام من فقدوا وظائفهم في بقية الدول، فإننا ننظر إلى صورة مخيفة مع كل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية.
إضافة إلى ما سبق فإن معالم الأزمة الاقتصادية المقبلة يمكن تلخيصها في أربع نقاط أخرى؛ أولاها أن العالم يواجه ما يصفه كثيرون بأنه سيكون أسوأ كساد تضخمي منذ زمن طويل، وهو عادة وضع محير للاقتصاديين لأنه مزيج من علل صعبة، علاجها متضارب. ففي مثل هذا الوضع يجتمع النمو الاقتصادي الضعيف، مع نسب بطالة عالية، ونسبة تضخم مرتفعة. وأي خطوات تتخذ لمعالجة التضخم وخفضه مثلاً، يمكن أن تسهم في الكساد. إنها عقدة العقد وتحتاج إلى معالجة صبورة وخطوات جريئة واستعداد الحكومات لتحمل تبعات إجراءات غير شعبية.
ثانياً، التوقعات بأن تصب تداعيات الأزمة المزيد من النار في نيران الصراع والتنافس المحتدم بين الولايات المتحدة والصين، بكل ما يحمله ذلك من مخاطر. فالصين احتوت أزمة «الكورونا» قبل الآخرين، واستأنفت نشاطها الاقتصادي الذي لم يتوقف قسم منه أصلاً، وبالتالي فإنها ستسبق الدول الأخرى في التعافي الاقتصادي داعمة بذلك مركزها الدولي ومنافستها لأميركا على الصدارة الاقتصادية. وسوف تستفيد بكين من الأزمة وتوظف فوائضها المالية الهائلة للاستحواذ على شركات كبرى في الأسواق العالمية لتعزز وجودها في الأسواق الغربية والنامية، وهو ما يثير قلق الكثير من الدول لما يعنيه من تزايد النفوذ الصيني.
ثالثاً، التأثيرات المتوقعة على العولمة، إذ إن الدول قد تنكفئ على نفسها ومشاكلها. كما أن هناك توجهاً في عدد من الدول لإعادة تقييم سلاسل الإمداد بعدما تعرضت لضغوط ونقص في كثير من المواد إبان ذروة أزمة «كوفيد - 19». والتفكير المطروح أن تكون سلاسل الإمداد أقصر وأقرب بحيث لا تتأثر أي دولة معنية باضطراب إمداداتها كما حدث خلال الأشهر الماضية. فبدلاً من تصنيع كثير من المواد والسلع وقطع الغيار في الصين والأسواق الرخيصة البعيدة، قد تلجأ أميركا أو دول الاتحاد الأوروبي مثلاً إلى تصنيع بعض هذه الأشياء ضمن حدودها الجغرافية أو القريبة.
رابعاً، هناك التأثيرات الكبيرة المتوقعة على الدول الفقيرة التي عانت خلال الأزمة من تراجع صادراتها ومداخيلها، واحتمال أن تواجه خلال الفترة القادمة من تراجع الطلب على بعض منتجاتها نتيجة تغير طباع المستهلكين في أسواق التصدير التي تعاني من ضغوطها الخاصة بسبب الكساد وارتفاع البطالة والضغوط المالية. وما سيفاقم مشاكل الدول النامية أن الدول الغنية ستنشغل بمشاكلها وقد تقلص المساعدات والقروض.
كل هذه الضغوط المتوقعة ستعني فترة صعبة سواء على صعيد الأوضاع الداخلية في الدول أو على صعيد الاقتصاد العالمي والعلاقات بين الدول، مع كل التأثيرات المحتملة على الاستقرار. خلافاً لما يراه البعض، ولما قد تدفع باتجاهه سنة انتخابات الرئاسة الأميركية، أو القيادات الشعبوية في بعض الدول، فإن آخر ما يحتاجه العالم في هذه اللحظة هو انكفاء الدول على نفسها. فالتعاون هو الطريق لعبور الأزمة بأمان... ولدحر «الكورونا» التي كشفت لنا أزمات كانت كامنة تحت السطح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كابوس ما بعد «كورونا» كابوس ما بعد «كورونا»



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 06:17 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

عرض مسلسل "الشارع اللي ورانا" نهاية العام الجاري

GMT 01:13 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

بثينة الرئيسي تعتمد أحدث صيحة لهذا الصيف

GMT 21:23 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بريف حماة

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شعبان عبد الرحيم.. تعرف علي تفاصيل الساعات الأخيرة

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد أبو تريكة يعلق على تعيينه سفيرا لمونديال قطر2020

GMT 01:38 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن الاستيلاء على مدينة رأس العين شمال سورية

GMT 20:58 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

البواردي يستقبل السفير اليمني

GMT 17:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مزايا وعيوب سيارة تويوتا "C-HR"

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عطر "Decadence Eau So Decadent" يُجسِّد المرأة القوية الحُرّة والأنيقة

GMT 16:30 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

جاي بيريمان يطلب الترخيص للمشاركة في سباق السيارات

GMT 10:17 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حاربي التجاعيد وحب الشباب بهذا المكوّن

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

بنتلي تكشف عن أسعار سيارتها "Bentayga" الجديدة بقوة 550 حصان

GMT 05:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

النعيمي يفتتح نادي مصفوت الرماية والفروسية في عجمان

GMT 09:52 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسهم المحلية تتماسك أمام ضغوط البيع

GMT 20:38 2015 السبت ,18 إبريل / نيسان

العداء “بولت” لا يهتم بالألقاب فى 2015

GMT 10:04 2015 الإثنين ,13 تموز / يوليو

يامي هيت يوقع عقدًا جديدًا مع دوين ويد

GMT 02:30 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

دليلك إلى معاني الألوان في عالم الديكور

GMT 13:36 2015 الأحد ,12 تموز / يوليو

«القدس في خطر»؟ والعروبة والإسلام، أيضاً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon