زمن العكّاس وعكّاسته  2
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

زمن العكّاس وعكّاسته - -2

زمن العكّاس وعكّاسته - -2

 صوت الإمارات -

زمن العكّاس وعكّاسته  2

بقلم : ناصر الظاهري

كنت أظهر في تلك الصورة الأولى بعض الجدية غير المطلوبة، مع ضحكة تروح وتجيء، كانت أشعة الشمس تعشيني، ولا أستطيع أن أبرّق بعيوني، كانت الدمعة في المحاجر وقتها حاضرة، وحين «هزبني أبي»، تدلى البرطم قليلاً، وكدت أبكي مضيعاً الفرح بالصورة، حاولت أن افتح عيني معانداً أشعة الشمس، فظهرت عين واحدة «شوصاء»، وأصغر من أختها، تدخل العكّاس لحظتها لكي ينجز عمله دون بكاء الصبي، ولكي تظهر الصورة أحلى، ولكي لا يعيدها مرة أخرى، وهي لحظات ربما تدرب عليها كثيراً، فطلب مني مراراً أن أرفع رأسي قليلاً، وأفتح عيني، وأبرز صدري دافعاً به للأمام، وأنظر إلى يده بجانب العكّاسة، وابتسم قليلاً، غير أن الصغير ما يلبث أن يتحرك بإرادته، ويزرّ نفسه، ويريد أن ينفجر من الضحك، بلا سبب، فقط لأنهم أجبروه على التمثيل.

هذه الصورة بالأبيض والأسود والتي عمرها اليوم أكثر من 35 عاماً، ويمكن أن تضيفوا عليها سنوات أخرى دون لوم أو عتب، والتي تعب العكّاس فيها كثيراً، وهو يحاول أن يميل رأسي، ويرفعه عالياً بعض الشيء، وظهرت فيها كمواطن دمية يبدو أنه جاء للمدينة للتو، وسيضيع فيها، إذا ما غيّب ظله الذي يتبعه، تلك الصورة غابت بعد أنْ امتحت معالمها، وفقدتها مع ركض السنين، وتبدل المنازل، وجهل بالأشياء، تماماً مثلما غابت صور الآخرين منهم في زحمة أشيائهم الجديدة، لكني ما زلت أتذكرها في البيت الطيني القديم، كانت موضوعة في طرف

المرآة الوحيدة في الغرفة بجانب «الروزنه»، والتي كانت تزينها رسمة طاووس، وحين ابتكر العكاسون تلوين الصورة يدوياً، ضيّع الكثيرون صورهم بالأبيض والأسود بتلك الألوان البائسة. العكّاسون في الماضي كان يرحب بهم، ولهم منزلة، والناس تكن لهم احتراماً واضحاً، ومحبة غير عادية من كبار وصغار، حتى المرحوم الشيخ زايد كان يداعبهم ويمازحهم ويكرمهم، فقد سجلوا مشاهد أيامه، ورحلاته، وجولاته، وتفاصيل صغيرة أحبها، وأحبها الناس، واليوم هي من أغلى أشياء الناس التي تحرك الدمعة والفرحة في عيونهم.

لكن تعقد الحياة، وضريبتها، وما جرت من أحداث، جعلت الناس يدفعون بالمصورين إلى آخر الصفوف، رغم أن مهنتهم تتطلب منهم الوجود قبل الصف الأول، وتحملوا «الهزاب والنطرة، والفتنة، والتدفير، ولا أحد يقول لهم اقلطوا»، من أجل أن يحظوا بصورة مختلفة، ولها قيمتها، سواء كانت اليوم أو في الغد البعيد، والتي أتمنى أن لا تضيع مثلما ضيّعنا صور الطفولة البريئة، تلك التي أخذها يوماً ما عكّاس في سوق أبوظبي القديم، القديم!


المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن العكّاس وعكّاسته  2 زمن العكّاس وعكّاسته  2



GMT 07:54 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

البطيخ الأسترالي

GMT 15:31 2020 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

حياة خفية.. بلا شواهد

GMT 16:02 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

تذكرة.. وحقيبة سفر -2

GMT 15:53 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

GMT 17:44 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

خميسيات 16-01-2020

GMT 20:03 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الأسد

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 09:49 2015 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فوز "الأهلي" و"سموحة" و"سبورتنج" في دوري السلة

GMT 23:23 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

حظك اليوم الأثنين 28 شباط / فبراير 2021 لبرج الثور

GMT 22:06 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

سنغافورة تقدم إجازة ممتعة لكل عروسين

GMT 21:58 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

البرازيلي ليما يحرز الهدف 10 وعلي مبخوت ينافس بالرقم 5

GMT 17:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ابنة الجيران التي أخفى التجميل حسنها

GMT 14:28 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

كي يكون للمصالحة الفلسطينية معنى..
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon