كان ذاكرة اعتمد عليها
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

كان ذاكرة اعتمد عليها

كان ذاكرة اعتمد عليها

 صوت الإمارات -

كان ذاكرة اعتمد عليها

بقلم : ناصر الظاهري

منذ أن وعيت على الدنيا، وأنا أسمّي «خميس بن ناصر» عمي، رغم أنه كان شاباً وقتها، ولم يتزوج بعد حينها، ويسكن في الجانب الغربي من منزلنا القديم الذي كان مركض فرس، ولم أعرف أنه ابن عمي ناصر الذي تسميت باسمه، والذي أطلقه عليّ والدي، بعدما توفي أخوه الذي كان مضرب المثل في الشدة وقوة البأس، وثمة حكايات جميلة أعرفها وسمعتها عنه من

الناس، تولى أبي أصغر أخوانه التسعة حضانة وتربية ابن وبنت أخيه اليتيمين حتى تزوجت «كنّه بنت ناصر» بنت عمي، من «حياة» إبراهيم، ثم تزوج ابن عمي من «روية بنت سعيد»، والذي بقيت أناديه بعمي كما اعتدت منذ الصغر، ورزق منها بأولاد كثر، وحين أتى «الجز» على بيوت وسط العين في بداية السبعينيات، قرر أن يستقل ببيت في الجاهلي، وذهبنا نحن إلى المعترض، كان هذا أول الفراق، وأول غصة أطعمها في الحلق، رغم أن الجاهلي والمعترض بينهما خطوات يقطعها الصبي في دقائق معدودة.

عمل عمي صغيراً، كان يومها مع «حياة» غريب، وهو بمثابة وكيل أعمال الدائرة الخاصة للشيخ زايد رحمه الله تعالى، وكان شاهداً مع عمي على بناء قصره في العين، ومن ثم قصر المقام، وزراعته، لقد ظل عمي يسوق دون رخصة قيادة السيارات الثقيلة والخفيفة، وبعدها بسنوات طوال، طلبوا منه أن يحصل على رخصة بعد أن أصبحت إلزامية، كان يومها يضحك من مفارقات الدنيا الجديدة، وكنا نراه متعجبين كيف يرقى النخل الطوال بالحابول، ويخرف من رطبها أو يجدّ عذقها أو كيف يسوق سيارة «بيت فرّت»، كان مثالاً للرجل الذي يعمل، ويعمل دون تعب أو شكوى، ولا يجد صعوبة في عمل أي شيء يوكل له.

سنوات مضت، حتى اكتشفت أن عمي يحمل ذاكرة حافظة عن الناس والأشياء والأمكنة، ذاكرة تغطي مساحات كبيرة، وسنوات كثيرة، وحين كنت أجلس عنده، كثيراً ما أخرج بفائدة أو أجد ضالة أو انتفع بمثل قديم أو مفردة عامية غيبتها الحياة الجديدة، وكل ذلك يخرج بروح مرحة، وبطريقة مزحة، لذا كان أحد الحكائين المهمين في فيلمي، «في سيرة الماء.. وَالنَّخْل والأهل»، لأنه عاصر حياة الكدّ والتعب وحرقة العطش، وحياة التغير والتبدل، وما يصيب النفس من عطب، نتيجة غياب المُثُل، وفقد الأشياء لبراءتها، والأمكنة لطُهرها.

لم أكن أتخيل أن عمي سيهرم يوماً، فالصورة في ذهن الصغير تبقى على حالها، ولا يريد غيرها، ولو فرض الزمن سطوته، واللحية «المخنجرة» والشارب، لم أكن أتصور أن أشهدهما، وقد رعى الشيب فيهما حتى تحولا إلى حقل من الرماد، كما لم أكن أتصور أن أراه يوماً يئن من وجع أو يشكو عضالاً أو لا يسرح مبكراً للعمل.

بالأمس.. فقدت ابن عمي، والذي ما زلت اسمّيه عمي، تاركاً تلك المساحة الكبيرة في الرأس التي كان يعبئها بذاكرته الغنية، ومفرداته الضاحكة، وتاركاً أيضاً تلك الغصة الثانية التي لها في الحلق طعم الحنظل!

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان ذاكرة اعتمد عليها كان ذاكرة اعتمد عليها



GMT 07:54 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

البطيخ الأسترالي

GMT 15:31 2020 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

حياة خفية.. بلا شواهد

GMT 16:02 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

تذكرة.. وحقيبة سفر -2

GMT 15:53 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

GMT 17:44 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

خميسيات 16-01-2020

GMT 20:03 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الأسد

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 09:49 2015 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فوز "الأهلي" و"سموحة" و"سبورتنج" في دوري السلة

GMT 23:23 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

حظك اليوم الأثنين 28 شباط / فبراير 2021 لبرج الثور

GMT 22:06 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

سنغافورة تقدم إجازة ممتعة لكل عروسين

GMT 21:58 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

البرازيلي ليما يحرز الهدف 10 وعلي مبخوت ينافس بالرقم 5

GMT 17:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ابنة الجيران التي أخفى التجميل حسنها

GMT 14:28 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

كي يكون للمصالحة الفلسطينية معنى..

GMT 10:10 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على طرق وأساليب تعليم طفل 4 سنوات الكتابة

GMT 19:03 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات حقائب الخصر موضة موسم خريف 2020 تعرّفي عليها

GMT 13:11 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 07:46 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نيكولا أنيلكا يتحدث عن أسوأ فترة في مسيرته الاحترفية

GMT 14:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد شعبان يحذر من تأثير الحزن والاكتئاب على صحة الإنسان

GMT 19:49 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon