رجل يعشق نهار المسافات
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

رجل يعشق نهار المسافات

رجل يعشق نهار المسافات

 صوت الإمارات -

رجل يعشق نهار المسافات

بقلم : ناصر الظاهري

صعلوك متأنق، يذرع الشوارع والمدن والنساء والقلوب والموانئ.. يبحث عن جوهر الأشياء، عن المعارف، غير ناسٍ التفاصيل التي قد تسقط من الناس والذاكرة، إما سهواً أو لهواً.
يترك سريره الوثير ذا المفارش الملونة المعطرة، وغرفته ذات النجوم الخمسة، ليذهب راجلاً يتعكز على رجِل عرجاء، وأخرى صحيحة، أو راكباً تئن من ثقله الدواب، ينتقي لحذائه اللامع دوماً، أماكن لم تغمرها المياه بعد، ليستقر في كوخ عجوز أثيوبي، ينصت إليه كحفيد يهوى الدثار والدفء وقصص الرجال الأبطال، نحو مفازات من التيه وقيعان الملح والرحيل المر، يروي له عن الجوع والإرث الإمبراطوري، وحكايات عن التاريخ والسحر ومنابع النيل، والأثيوبيات اللاتي يملكن أجساداً أبنوسية، تشبه في مرآها ورقتها، قهوة الحليب المعمولة للتو بمقدار.
يعف عن المائدة الفرنسية المتنوعة، والأطقم البوهيمية المذهبة، هو الذاهب في خبز الفقراء وقوتهم الشهي، يتناول طعامه على أرصفة المطاعم الشعبية، حيث يشعر بعرق العمال وعافيتهم وانفتاح شهيتهم، هو الذاهب بعيداً.. الذاهب عميقاً في الأشياء، وفي الناس والوطن.

على سفر دائم في حله وترحاله، هو المشرّع صدره للريح والشمس والعشق، له كل هذه المنافذ، له الزوايا والتكايا، هو الرافض غلق كل هذه الحدود والثغور، الغامر أشياءه بالماء والثلج والبَرَد، هو ذلك الذي يكره القطط والكلاب المنزلية، وذلك الناسك في دور الأوبرا الوطنية، هو البدويّ الجلف الذي يكره أن يفتح باباً لامرأة، لتدخل أولاً وفق المراسم والبروتوكولات الفندقية، هو ذلك البحّار الأسطوري الذي يغرق في بحر عينيها، يسكنه بمتناقضاته، وتسكن هي الرأس الحبلى بالكثير.

يموت غائب طعمة فرمان في شتاء موسكو والغربة، فيبقى جرحاً، نجماً عربياً ظل مداره، يتبعه المسافر المتأنق، كخيط من فضة، مثل درويش من السالكين، أو كرجفة كلمات من سحر صبّت في محبس يد شيخ العارفين، يظل المتأبط كفناً ووطناً، كفارس عربي قديم، يحرس تخوماً وقلاعاً في الذاكرة، يتمنى لو يدفن بملابس الميدان، هو والرفاق من الحرس القديم، أولئك الذين يسمون الأشياء بأسمائها، إن اللون الأحمر دم، وإن الأبيض عروس فجر نديّ، كتبتها السماء لهم، وإن الأسود خطوة في العمى، وعتمة موت البصيرة، يكرهون الرصاصي، لأنه يتباهى بلونه الخائن.

أيها المسافر قف.. تمهل، وأشفق على هذا الجسد المتحمل نزواتك، وغزواتك، وهفواتك، وخطأ حساباتك، قف.. وتريّث وأمهل هذا العقل الشقي بك.. أرح ناقتك ورحلك وامكث.. هي العين.. دار الزين، وتلك النخلة القديمة التي تحتضن شعر ولادتك، وفرح ختانك وطهورك ونزيف عمرك، قل كلمتك الأخيرة كرجل يعشق نهار المسافات.. هذه صورتك في المرآة المشروخة!

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل يعشق نهار المسافات رجل يعشق نهار المسافات



GMT 07:54 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

البطيخ الأسترالي

GMT 15:31 2020 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

حياة خفية.. بلا شواهد

GMT 16:02 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

تذكرة.. وحقيبة سفر -2

GMT 15:53 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

GMT 17:44 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

خميسيات 16-01-2020

GMT 20:03 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الأسد

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 09:49 2015 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فوز "الأهلي" و"سموحة" و"سبورتنج" في دوري السلة

GMT 23:23 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

حظك اليوم الأثنين 28 شباط / فبراير 2021 لبرج الثور

GMT 22:06 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

سنغافورة تقدم إجازة ممتعة لكل عروسين

GMT 21:58 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

البرازيلي ليما يحرز الهدف 10 وعلي مبخوت ينافس بالرقم 5

GMT 17:48 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ابنة الجيران التي أخفى التجميل حسنها

GMT 14:28 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

كي يكون للمصالحة الفلسطينية معنى..
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon